قصة هود عليه السلام - مع الأنبياء - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام

ومن الفوائد: أن العقول والأذهان والذكاء وما يتبع ذلك من القوة المادية، فإنها لا تنفع صاحبها إلا إذا قارنها الإيمان بالله ورسله. وأما الجاحد لآيات الله المكذب لرسل الله، فإنه وإن استُدرج في الحياة وأُمهل فإن عاقبتَهُ وخيمةٌ، وسمعُهُ وبصرُهُ وعقلُهُ لا يُغني عنه شيئًا إذا جاء أمر الله، كما قال الله عن عاد:{ وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}.

قصة سيدنا هود عليه السلام

{ وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ} وقال هنا { وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ} بوجه من الوجوه، بل وصفهم التكذيب والعناد، ونعتهم الكبر والفساد. #أبو_الهيثم

فوائد قصة هود عليه السلام

لم يتفكروا في حال الآباء.. أكانوا على صواب أم باطل,, بل بادروا بالرفض والتعصب لحال الآباء حتى ولو كان باطلاً. أرسل الله إلى عاد أخاهم هوداً أمرهم بأوامر واضحة يسيرة: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً, واتقوه فأطيعوا أوامره واجتنبوا نواهيه. قام الملأ (علية القوم) بدورهم المعتاد لتعلقهم بدنياهم واستكبارهم على الخلق والخالق فشتموا هوداً وسبوه ونعتوه بالسفاهة بدلاً من أن يتفكروا في دعوته ويتأملوا فيما جاءهم به خاصة أن دعوته لن تنقصهم شيئا!!! فهو لم يسألهم مالاً ولا طلب منهم تنازلاً عن أي منصب!!! فأجاب ببساطة: ليس به سفاهة.. إنما أنا رسول من الله إليكم.. مثلي مثل نوح عليه السلام,, أرسلني الله بعد أن بدلتم التوحيد بالشرك,, رحمة من الله عسى أن تعودوا عن ضلالكم, وما أنا إلا ناصح أمين. ثم ذكرهم بنعم الله عليهم وعطائه لهم, فكان الرد المعتاد: أتريد أن نترك ما كان عليه الآباء؟؟؟!!! لم يتفكروا في حال الآباء.. أكانوا على صواب أم باطل,, بل بادروا بالرفض والتعصب لحال الآباء حتى ولو كان باطلاً. قصة النبي هود عليه السلام _ قصة مؤثرة ونهاية عجيبة - YouTube. ثم تحدوا رسولهم وتحدوا الله طالبين نزول العذاب. فنزل بهم ما كانوا يطلبون وأهلكهم الله بعدما أمهلهم وبين لهم رسوله خير بيان ووضح لهم أفضل توضيح.

كانوا يعبدون الأصنام، ويدافعون عنها، ويحاربون من أجلها، ويتهمون نبيهم ويسخرون منه. وكان المفروض، ما داموا قد اعترفوا أنهم أشد الناس قوة، أن يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة. قال لهم هود نفس الكلمة التي يقولها كل رسول. لا تتغير ولا تنقص ولا تتردد ولا تخاف ولا تتراجع. كلمة واحدة هي الشجاعة كلها، وهي الحق وحده { وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65)}هود وسأله قومه: هل تريد أن تكون سيدا علينا بدعوتك؟ وأي أجر تريده؟ إن هذه الظنون السئية تتكرر على ألسنة الكافرين عندما يدعوهم نبيهم للإيمان بالله وحده. فعقولهم الصغيرة لا تتجاوز الحياة الدنيوية. ولا يفكروا إلا بالمجد والسلطة والرياسة. أفهمهم هود أن أجره على الله، إنه لا يريد منهم شيئا غير أن يغسلوا عقولهم بنور الحقيقة. قصة سيدنا هود عليه السلام. حدثهم عن نعمة الله عليهم، كيف جعلهم خلفاء لقوم نوح، كيف أعطاهم بسطة في الجسم، وشدة في البأس، كيف أسكنهم الأرض التي تمنح الخير والزرع. كيف أرسل عليهم المطر الذي يحيى به الأرض. وتلفّت قوم هود حولهم فوجدوا أنهم أقوى من على الأرض، وأصابتهم الكبرياء وزادوا في العناد.