ليس الشديد بالصرعة اسلام یت

‏ ومن سبل دفع الغضب وإسكانه: الوضوء. فقد قال صلى الله عليه وسلم "إن الغضب من ‏الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تبرد النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ" ‏رواه الإمام أحمد وأبو داود من حديث عطية بن عروة رضي الله عنه. ولنتذكر مع ذلك ‏فضيلة كظم الغيظ وأنها من صفة المحسنين الذين يحبهم الحق سبحانه، قال تعالى: ‏‏(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) [آل عمران: 134]. وتعدد هذه ‏الطرق وتنوعها في علاج الغضب يبين لنا مبلغ اهتمام الشارع الحكيم بهذه الطبيعة ‏الإنسانية، وكيفية التعامل معها، لعظم الآثار المترتبة على ذلك، فكم من أسر قد هدمت، ‏وعلاقات قد قطعت، ودماء قد سفكت كل ذلك في ساعة غضب لم يحسب لها حساب. ‏فينبغي للمسلم أن يدافع ويجاهد نفسه، وأن يتحلى بصفة الحلم. فقد قال صلى الله عليه ‏وسلم "ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" رواه ‏البخاري. ‏ والله أعلم. ‏

  1. شرح حديث (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد) - فذكر
  2. ليس الشديد بِالصُّرَعَةِ - موقع مقالات إسلام ويب

شرح حديث (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد) - فذكر

1681 1631 - ( مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس الشديد) أي القوي ( بالصرعة) بضم الصاد المهملة وفتح الراء ، أي: الذي يكثر منه صرع الناس ، قال الباجي: ولم يرد نفي الشدة عنه فإنه يعلم بالضرورة شدته ، وإنما أراد أنه ليس بالنهاية في الشدة منه الذي يملك نفسه عند الغضب أو أراد أنها شدة ليس لها كبير منفعة ، وإنما الشدة التي ينتفع بها شدة الذي يملك نفسه عند الغضب كقولهم: لا كريم إلا يوسف ، لم يرد به نفي الكرم عن غيره وإنما أريد إثبات مزية له في الكرم. وكذا: لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا شجاع إلا علي انتهى.

ليس الشديد بِالصُّرَعَةِ - موقع مقالات إسلام ويب

الأخلاق.. مشترك إنساني عام من القيم والفضائل التي جبل الله الناس عليها، فأصناف البشرية كلها تعترف بالمعاني الفاضلة والأخلاق العالية، وأصول هذه الأخلاق قدر متفق عليه، بل هناك فلسفة خاصة للأخلاق والفضائل في كل أمة وتراث وعصر وثقافة، فالصدق والكرم والوفاء والعدل والصبر والتسامح معانٍ محمودة في كل القيم الإنسانية، وفي مقابل ذلك معانٍ مذمومة فيها: كالكذب والظلم والزور والعقوق والبخل وغيرها. وهذا معنى أصالة الأخلاق وعظمتها وقوتها وسيادتها الفعلية على منظومة القيم الإنسانية، وذلك معنى فطرية الأخلاق، فالفطرة فيها أصول الأخلاق التي يحتاجها الإنسان، حتى إن الجاهلية الأولى كان العرب فيها يمتدحون مكارم الأخلاق، ويعدونها دليلاً على عقل الرجل وسيادته، فكانوا يمدحون الصدق والأمانة والكرم والشجاعة وغيرها.

الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) ثم ذكر تعالى صفة أهل الجنة ، فقال: ( الذين ينفقون في السراء والضراء) أي: في الشدة والرخاء ، والمنشط والمكره ، والصحة والمرض ، وفي جميع الأحوال ، كما قال: ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) [ البقرة: 274]. والمعنى: أنهم لا يشغلهم أمر عن طاعة الله تعالى والإنفاق في مراضيه ، والإحسان إلى خلقه من قراباتهم وغيرهم بأنواع البر. وقوله: ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) أي: إذا ثار بهم الغيظ كظموه ، بمعنى: كتموه فلم يعملوه ، وعفوا مع ذلك عمن أساء إليهم وقد ورد في بعض الآثار: " يقول الله تعالى: ابن آدم ، اذكرني إذا غضبت ، أذكرك إذا غضبت ، فلا أهلكك فيمن أهلك " رواه ابن أبي حاتم. وقد قال أبو يعلى في مسنده: حدثنا أبو موسى الزمن ، حدثنا عيسى بن شعيب الضرير أبو الفضل ، حدثنا الربيع بن سليمان النميري عن أبي عمرو بن أنس بن مالك ، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كف غضبه كف الله عنه عذابه ، ومن خزن لسانه ستر الله عورته ، ومن اعتذر إلى الله قبل عذره " [ و] هذا حديث غريب ، وفي إسناده نظر.