ابن الوزير الستين

وصلت إلى الستين، وهل بعد الستين من سنين؟ وصلت إلى الستين، ولا تزال الروح تطفو على بحر العشرين كريشة عائمة، لا البحر مغرقها، ولا الريح تحملها، ولا هي من الحياة بذات قيمة. باقية تلك الروح على العشرين، لا تريد المغادرة أو الاعتراف بالزمن. وصلت إلى الستين، والرغبة هي هي، والحماس هو هو، الموضوع أكبر من الحنين إلى الشباب، الموضوع وصل لحد الجنون في المراهقة. تتلحف خيالي صور بنات اليوم، بجمالهن الصارخ الذي تتعمد الحياة أن تزيده جمالا بقلبي بقدر حرماني منه، فتعذبني فيه كما يُعذّب العطشان بمنظر الماء الممنوع. أشاهدهن على قارعة نظر عينيّ أينما وليتهما، ويخفق القلب كعقرب ثواني الساعة، ويكاد أن يطير أينما يممته. أضع يديّ بشدة على قلبي كأني أحاول أن أمسكه قبل أن يقفز من قفصه الصدري، فأحبسه فيه كطائر جريح. أخاطب عقلي.. أيها المجنون اعقل وعقلني، وكن أنت الآمر بالمنطق الناهي عن الهذيان. لكنه يمط لي لسانه كالمخبول، وهو يسرح في بلاد العجائب كأنه أحد أبطال عالم وول ديزني. إسلام ويب - سير أعلام النبلاء - الطبقة العشرون - ابن بقية- الجزء رقم16. العودة إلى المراهقة في الستين ماذا أسميها؟ لماذا لا يريد عقلي الاقتناع، ولا قلبي الاستقرار، ولا عيني القرار؟ لماذا لا أسلم واستسلم والمعركة انتهت منذ عشرين سنة.

إسلام ويب - سير أعلام النبلاء - الطبقة العشرون - ابن بقية- الجزء رقم16

تابعوا آخر الأخبار من هسبريس على Google News النشرة الإخبارية اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

ثم حج به أبوه سنة (255هـ) ذكر ذلك في ترجمة أبيه من "التقدمة". وفى "تذكرة الحفاظ" عنه: (رحل بي أبى سنة خمس وخمسين ومائتين وما احتملت بعد، فلما بلغنا ذا الحليفة احتلمت، فسر أبى حيث أدركت حجة الإسلام). وفى "التذكرة" أيضا: (قال أبو الحسن على بن إبراهيم الرازي الخطيب في ترجمة عملها لعبد الرحمن (... ، ثم قال أبو الحسن: رحل مع ابيه، وحج مع محمد بن حماد الطهراني، ورحل بنفسه إلى الشام ومصر سنة 262 ثم رحل إلى أصبهان سنة 264) ولم تؤرخ سنة حجه مع الطهراني، وفى كتابه في ترجمة الطهراني: (سمعت منه مع أبى بالري، وببغداد واسكندرية). وفى "التذكرة" عنه: (كنا بمصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مرقة، نهارنا ندور على الشيوخ، وبالليل ننسخ ونقابل: فأتينا يوما انا ورفيق لي شيخا، فقالوا هو عليل، فرأيت سمكة أعجبتنا فاشتريناها فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس بعض الشيوخ فمضينا فلم تزل السمكة ثلاثة أيام وكاد أن ينضى فأكلناه نيئا لم نتفرغ نشويه. ثم قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد). مشايخه والرواة عنه: ذكر الذهبي في التذكرة جماعة من قدماء شيوخ ابن أبى حاتم الذين ماتوا سنة 256 فما بعدها إلى الستين، منهم: عبد الله بن سعيد أبو سعيد الاشج، وعلى بن المنذر الطريفي، والحسن بن عرفة، ومحمد بن حسان الأزرق، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وحجاج بن الشاعر، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي.