قال:" فينادي جبريل: إن ربكم يبغض فلانا فأبغضوه ". قال: أرى شريكا قد قال: فيجري له البغض في الأرض". غريب ولم يخرجوه. كما قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو داود الحفري، حدثنا عبد العزيز – يعني ابن محمد، وهو الدراوردي – عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إني قد أحببت فلانا، فأحبه، فينادي في السماء، ثم ينزل له المحبة في أهل الأرض، فذلك قول الله، عز وجل: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا). جزاء محبة الله سبحانه وتعالى لعباده الذين يعملون الصالحات لقد وضحت الآية الكريمة (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) جزء من يعمل الصالحات هو محبة الله. وجزاء محبة الله سبحانه وتعالى هو أن يحبب الله في هذا العبد أهل السماء والأرض أجمعين. ولا يوجد أفضل من ذلك جزاء لمحبة الله سبحانه وتعالى فلا يقدر ذلك سوي الساعي في الخير. والذي يفهم إن هذه الحياة الدنيا لا تساوي مثقال ذرة أي ألا تسوي شيء. كما يجب عمل الخير من أجل الآخرة والحصول على رضا الله سبحانه وتعالى. وأيضاً جزاء محبة الله لعباده الذين يعملون الصالحات هو يوم القيامة سوف يظلهم الله بظله في يوم لا يوجد فيه سوى ظله.
- إن الذين آمنوا وعملو الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ، [ 265] أخرج الحافظ السلفي عن محمد بن الحنفية انه قال في تفسير هذه الآية: لا يبقى مؤمن إلا وفي قلبه ود لعلي وأهل بيته.
تضمن القرآن الكريم العديد من البشارات والمكرمات لعباد الله المؤمنين، سواء في الدنيا، أو في الآخرة، وما ذلك إلا لالتزامهم شرع الله قولاً وعملاً، وانضباطهم بمنهج الإسلام توجهاً ومقصداً. ومن الآيات التي تضمنت بشارة للمؤمنين العاملين ما جاء في قوله تعالى: { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا} (مريم:96). فالآية صريحة في بشارة المؤمنين بأن الله سيجعل لهم مودة، بيد أنها غير صريحة في مكان هذا (الجعل)، هل هو في الدنيا، أو في الآخرة؟ وهل هذه المودة حاصلة لهم من قبل الله أو من قبل الآخرين؟ وقبل أن نجيب عن هذين السؤالين، نقف وقفة سريعة مع صدر الآية، وهو قوله تعالى: { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات}. إن الفعل في اللغة العربية يدل التجدد والاستمرار، و{ آمنوا} فعل، فالمؤمنون بعد إيمانهم لا يعرفون الركود ولا الجمود، بل يجددون أنفسهم وإيمانهم على الدوام، بكشف جديد، وفكر متجدد، فيتوجهون على الدوام إلى آفاق جديدة، وإلى مواقع متقدمة، وإلى ساحات تتطلع إلى الخير الذي يحملونه. ولا يكتفي المؤمنون بهذا الفعل القلبي والفكري، بل يعملون { وعملوا} ما يوافق إيمانهم، وما يقتضيه ذلك الإيمان، فهم -بحسب ما يدل عليه الفعل- يقضون أعمارهم في عمل الصالحات، وفعل الخيرات.
الشوكاني - فتح القدير - الجزء: ( 3) - رقم الصفحة: ( 254) - وأخرج الطبراني وإبن مردويه عن إبن عباس قال: نزلت في علي بن أبي طالب: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا قال: محبة في قلوب المؤمنين. - وأخرج إبن مردويه والديلمي عن البراء قال: قال رسول الله (ص) لعلي: قل اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي عندك ودا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة فأنزل الله الآية في علي. إبن الجوزي - زاد المسير - الجزء: ( 5) - رقم الصفحة: ( 186) [ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد] - سيجعل لهم الرحمن ودا ، قال إبن عباس: نزلت في علي (ع). القرطبي - تفسير القرطبي - الجزء: ( 11) - رقم الصفحة: ( 161) - إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ، واختلف فيمن نزلت فقيل في علي (ر) روى البراء بن عازب قال: قال رسول الله (ص) لعلي بن أبي طالب: قل يا علي اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في قلوب المؤمنين مودة ، فنزلت الآية ذكره الثعلبي. الطبري - ذخائر العقبى - رقم الصفحة: ( 89) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا [ مريم - 96] - ومنها ما روى عن إبن الحنفية في قوله تعالى: سيجعل لهم الرحمن ودا ، قال: لا يبقى مؤمن إلا وفى قلبه ود لعلي وأهل بيته.
الزرندي الحنفي - نظم درر السمطين - رقم الصفحة: ( 85) - وعن البراء (ر) قال: قال رسول الله (ص) لعلي: يا علي قل: اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة فانزل الله: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا. - وروى الواحدي في تفسيره عن عطا عن إبن عباس (ر) إنها نزلت في علي مامن مسلم إلا ولعلي في قلبه محبة. الموفق الخوارزمي - المناقب - رقم الصفحة: ( 278) 268 - قوله تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ، قال إبن عباس: هو علي بن أبي طالب (ع). 269 - وروى زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي (ر) قال: لقيني رجل فقال يا أبا الحسن أما والله انى لأحبك في الله ، فرجعت إلى رسول الله (ص) فأخبرته بقول الرجل ، فقال رسول الله: لعلك يا علي اصطنعت إليه معروفا ؟ قال: فقلت: والله ما اصطنعت إليه معروفا ، فقال رسول الله: الحمد لله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق اليك بالمودة ، قال فنزل قوله تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا. القندوزي - ينابيع المودة - الجزء: ( 2) - رقم الصفحة: ( 360 / 456) - [ 29] وعن محمد بن الحنفية في قوله تعالى: سيجعل لهم الرحمن ودا ، قال: لا يبقى مؤمن إلا وفي قلبه ود لعلي وأهل بيته ، أخرجه الحافظ السلفي.