حجاب بن نحيت .. أطرب جيل الثمانينيات وأبكاهم في رثاء نفسه | صحيفة الاقتصادية

وعندما بكت إحدى أخواتي قال لها حرفيًّا: "لا تبكي يا بنتي، لا تبكي، ابكي إن بقيت على هذا السرير حيًّا ومريضًا، ولكن وين أنا رايح! كلكم تعلمون أني رايح لواحد أرحم منكم وأكرم منكم ولا تشيلون همي أبدًا ما دام الله سبحانه ربي". وفجأة نظر إلى اثنين من إخواني الموجودين، ودعاهما كي يقربا منه، فدنوا إلى جواره تمامًا، وقال لهما بصوت خافت: "يا عيالي، احسبوا حساب مثل هذا اليوم، يومًا من الأيام ستكونون مكاني هنا، عليكم بالصلاة، عليكم بالصلاة".

اخبار ساخنة | حجاب بن نحيت - صفحة 1

الأكثر قراءة مواضيع شائعة

ذكريات لا تُنسى ويضيف العميد "أيوب": بعد فِراق والدي صرت أجد له في كل مكان ذكرى طيبة، وله مواقف كثيرة ومتنوعة، لا يمكن أن أحصيها. في الحقيقة هي دروس وعِبر، وليست مجرد مواقف.. وتعلمت منه استشعار المسؤولية، وأيقظ بي الضمير الحي، والحس الإنساني.. ما أكثر المواقف التي أثبت من خلالها إنسانيته رحمه الله. ويحكي قصة حدثت ذات يوم في عام 1402هـ، ويقول: وجد والدي رجلاً مسنًّا في الشارع الذي نسكن به في مدينة الرياض، وكان واضحًا عليه التعب والإعياء.. كان فاقدًا للذاكرة، وتائهًا عن أهله ومنزله.. حمله والدي بنفسه للسيارة، واستضافه بمنزلنا لمدة أيام، وتواصل بنفسه مع الجهة الأمنية المختصة، الذين بدورهم أوصلونا بذويه، الذين حضروا لاستلامه في أحلى وأبهى حلة، وكان والدي - رحمه الله - طيلة استضافته يطعمه بنفسه، ويسأله عن بعض القصص التي يرغب الضيف في الحديث عنها، وكل ذلك أمام ناظري. وتابع: في يوم من عام 1407هـ، وبعد أن انتقلنا إلى منطقة القصيم، سمع والدي أن إحدى العوائل قد ضاقت ذرعًا بأحد أبنائها ذي الـ14 عامًا؛ فذهب بنفسه، واستضافه في منزلنا شهرين أو يزيد، وكأنه قرر أن يعيد تأهيله من جديد. سبحان الله، استجاب ذلك الصبي العنيد لتعليمات أبي تمامًا، وكان يعامله معاملة الأب الحنون لابنه، ويوجهه، ويرسم له خارطة الطريق، ويحفزه، ويكافئه في كل مرة يثبت من خلالها تغيره إيجابيًّا.