وجوب لزوم جماعة المسلمين وإمامهم

إذن فهي العودة الصحيحة إلى الينابيع التي قام عليها هذا الدِّين، وهي: الكتاب والسنة، وما كان عليه سلفنا الصالح. أمَّا - حقيقة الاعتصام بكتاب الله - فيوجزها ابن القيم - رحمه الله - بقوله: (وهو تحكيمه دون آراء الرجال ومقاييسهم، ومعقولاتهم، وأذواقهم وكشوفاتهم، ومواجيدهم. فمَنْ لم يكن كذلك؛ فهو مُنْسَلٌ من هذا الاعتصام. فالدين كلُّه في الاعتصام به وبحبله، علماً وعملاً، وإخلاصاً واستعانة، ومتابعة، واستمراراً على ذلك إلى يوم القيامة). وأمَّا قوله تعالى - في آخر الآية: ﴿ وَلاَ تَفَرَّقُواْ ﴾ ولا تتفرقوا عن دين الله، وعهده الذي عهد إليكم في كتابه؛ من الائتلاف، والاجتماع على طاعته، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، والانتهاء إلى أمره. وجوب لزوم الجماعة وذم الفرقة - YouTube. وقال القرطبي - رحمه الله - في شأن ما يستنبط من الآية من الأحكام: (قوله تعالى: ﴿ وَلاَ تَفَرَّقُواْ ﴾ يعني: في دينكم كما افترقت اليهود والنصارى في أديانهم). الخطبة الثانية الحمد لله... عباد الله، وكما تعددت الأدلة من كتاب الله تعالى في الأمر بلزوم الجماعة والتحذير من الفرقة؛ كذلك تعددت الأدلة من السنة النبوية، ومنها: 1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا - وذَكَرَ منها: أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا... » رواه مسلم.

لزوم الجماعة وذم الفرقة الناجية

في هذه الآية دليل على مبدأ التآخي بين المسلمين، وأهمية وحدتهم وإبعاد الكراهية والإختلاف عنهم. 3- قال تعالى (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ)[سورة الشورى] ففي هذه الآية دليل على أن الله قد أوصى جميع الأنبياء بضرورة الائتلاف والتعاون ونهى عن الفرقة. 4- قال تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ)[سورة التوبة]. وهنا يصف الله كل من المؤمنين والمؤمنات بأنهم أنصار وأعوان لبعضهم البعض، مما يدل على أهمية وجود إرتباط قوي بين الجميع. 5- قال تعالى (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)[سورة الحجرات]. بيان لزوم جماعة المسلمين وخطر التفرق والاختلاف. دعانا الله في هذه الآية إلى الإصلاح بين المؤمنين و ذلك لكي يظلوا مترابطين متآلفين فيما بينهم. دلائل من السنة النبوية على لزوم الجماعة وذم الفرقة: 1- عن أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، رواه البخاري ومسلم.

لزوم الجماعة وذم الفرقة الاولى

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، ثم أما بعد؛ فلزوم الجماعة يعني: الثبات على وحدة الكلمة بين المسلمين، ورد معنى الجماعة في اللغة: هم المجتمعون على أمر ما، وفي الاصطلاح: هم الذين اتبعوا الكتاب والسنة وساروا على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ظاهرًا وباطنًا.

لزوم الجماعة وذم الفرقة الذهبية

قال: الجماعة. وذكر - بأسانيده - أقوالاً أخرى عن السلف، في تفسير معنى (حبل الله) منها: القرآن، والإخلاص لله وحده، والإسلام. وهذه الأقوال مؤداها واحد، ونتيجتها واحدة، فإنَّ الاعتصام بالقرآن، والإخلاص لله وحده، والتمسك بالإسلام الصحيح الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلها مما ينتج عنه تآلف المسلمين واجتماعهم، وترابطهم، وتماسك مجتمعهم. وقال ابن جرير- رحمه الله - في تفسير هذه الآية: (يريد بذلك تعالى ذِكره: وتمسكوا بدين الله الذي أمركم به، وعهده الذي عهده إليكم في كتابه؛ من الألفة، والاجتماع على كلمة الحق، والتسليم لأمر الله). المرحلة الثانوية - توحيد 1 - لزوم الجماعة وذم الفرقة - YouTube. وقال ابن كثير - رحمه الله -: (وقوله ﴿ وَلاَ تَفَرَّقُواْ ﴾ أمَرَهم بالجماعة، ونهاهم عن التفرقة... وقد ضُمِنَتْ لهم العصمةُ - من الخطأ - عند اتفاقهم، كما وردت بذلك الأحاديث المتعددة أيضاً. وخِيفَ عليهم الافتراق والاختلاف، فقد وقع ذلك في هذه الأمة؛ فافترقوا على ثلاث وسبعين فِرقة، منها فِرقةٌ ناجية إلى الجنة، ومُسَلَّمَة من عذاب النار، وهم الذين على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه). وقال الشوكاني - رحمه الله -: (﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا ﴾.

لزوم الجماعة وذم الفرقة الرابعة

2- وفي حديث حذيفة -رضي الله عنه- في الفتن، والشاهد فيه: قوله -صلى الله عليه وسلم-: " دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ». قُلْتُ -أي: حُذيفةُ-: يَا رَسُولَ اللَّهِ! صِفْهُمْ لَنَا. قَالَ: " هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا ". لزوم الجماعة وذم الفرقة الناجية. قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: " تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ". قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ: " فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ، وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ "(رواه البخاري ومسلم). وبوَّب النووي -رحمه الله- لهذا الحديث وغيره: " باب: وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، وفي كل حال، وتحريم الخروج من الطاعة ومفارقة الجماعة ". ويقول ابن بطال -رحمه الله- عن هذا الحديث: " فيه حُجَّةٌ لجماعة الفقهاء، في وجوب لزوم جماعة المسلمين، وترك الخروج على أئمة الجور ". 3- وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ، فَمَاتَ؛ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً "(رواه مسلم).

وذكر -بأسانيده- أقوالاً أخرى عن السلف، في تفسير معنى ( حَبْل اللَّهِ) منها: القرآن، والإخلاص لله وحده، والإسلام. وهذه الأقوال مؤداها واحد، ونتيجتها واحدة، فإنَّ الاعتصام بالقرآن، والإخلاص لله وحده، والتمسك بالإسلام الصحيح الذي جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كلها مما ينتج عنه تآلف المسلمين واجتماعهم، وترابطهم، وتماسك مجتمعهم. وقال ابن جرير -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: " يريد بذلك تعالى ذِكره: وتمسكوا بدين الله الذي أمركم به، وعهده الذي عهده إليكم في كتابه؛ من الألفة، والاجتماع على كلمة الحق، والتسليم لأمر الله ". وقال ابن كثير -رحمه الله-: "وقوله ( وَلاَ تَفَرَّقُواْ) أمَرَهم بالجماعة، ونهاهم عن التفرقة... وقد ضُمِنَتْ لهم العصمةُ -من الخطأ- عند اتفاقهم، كما وردت بذلك الأحاديث المتعددة أيضًا. لزوم الجماعة وذم الفرقة الذهبية. وخِيفَ عليهم الافتراق والاختلاف، فقد وقع ذلك في هذه الأمة؛ فافترقوا على ثلاث وسبعين فِرقة، منها فِرقةٌ ناجية إلى الجنة، ومُسَلَّمَة من عذاب النار، وهم الذين على ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ". وقال الشوكاني -رحمه الله-: "( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا)، الحبلُ: لفظٌ مشترك، وأصله في اللغة: السبب الذي يُتوصَّل به إلى البُغية، وهو إمَّا تمثيل، أو استعارة.

2- وفي حديث حذيفة - رضي الله عنه - في الفتن، والشاهد فيه: قوله صلى الله عليه وسلم: «دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا». قُلْتُ [أي: حُذيفةُ]: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا. قَالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا». لزوم الجماعة وذم الفرقة الرابعة. قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ». قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ: «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ، وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ» رواه البخاري ومسلم. وبوَّب النووي - رحمه الله - لهذا الحديث وغيره: (باب: وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، وفي كل حال، وتحريم الخروج من الطاعة ومفارقة الجماعة). ويقول ابن بطال - رحمه الله - عن هذا الحديث: (فيه حُجَّةٌ لجماعة الفقهاء، في وجوب لزوم جماعة المسلمين، وترك الخروج على أئمة الجور). 3- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ، فَمَاتَ؛ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» رواه مسلم.