وكتب الطبيب إسحاق بن سليمان الإسرائيلي المتوفى تقريباً سنة 320هـ، وهي "الحميات" و"الأغذية" و"كتاب البول". ويعرَّف الإسرائيلي في (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) لابن أبي أصيبعة 600-668هـ وهو بدوره أحد أهم المراجع العالمية بتاريخ الطب، وترجم إلى عدة لغات أوروبية، بأنه طبيب مصري الأصل وكان "مشهوراً بالحذق والمعرفة". لوحات عن الطبابة في العالم الاسلامي كتابه هو ابنه! وكان متعلقاً وفخوراً بمؤلفاته إلى الدرجة التي اعتبر فيها كتابه "الحميات" ابنه! وكان يقول إن كتبه تحيي ذكره أكثر من الأولاد. وهو ما حصل بترجمة كتبه السابق ذكرها إلى اللاتينية، ثم ترجم له "كتاب الحدود والرسوم". حلويات كتاب النخبه فاصل. أما الطبيب البغدادي الأصل، إسحق بن عمران، فكان مشهوراً بتركيب الأدوية وبتشخيص الأمراض، ترجم كتابه إلى اللاتينية والمعروف باسم "الماليخوليا" الذي يعتبره المصنفون العرب "لم يسبق إلى مثله" وفي ترجمته العربية فله كتب طبية كثيرة. وترجم للطبيب للمغاربي، ابن الجزار، أحمد بن إبراهيم، من القرن الرابع الهجري، عدد كبير من مؤلفاته إلى اللاتينية، من مثل "زاد المسافر" وهو كتاب في علاج الأمراض كما يأتي في ترجمته، وكتاب "الأدوية المفردة" وكتاب "المعدة" وكتاب "الجذام".
أما المزارعين والعمال والمعلمين والطلاب والقاطنين في الأرياف والبوادي والمخيمات والمواطنين البسطاء الذين لا تكاد تغطي مقدراتهم الحد الأدنى لمعيشتهم فلا يشعرون بان لجنة الحوار الوطني أو لجنة الحوار الاقتصادي ولا غيرها من المنابر التي تسيطر عليها النخبة تمثل همومهم، وعليه فإنهم يشعرون بالهامشية وعدم التأثير وأنهم مستثنون من المساهمة في صياغة مستقبلهم. كثيرا من النخب السياسية ليس لها طابع شعبي تمثيلي وإنما تختارها قوى معينة داخل النظام السياسي لاستيعابها والاستحواذ على ولائها مقابل منحها الفرص والمال والألقاب والسلطة والجاه والنفوذ والظهور على وسائل الإعلام الرسمية بصفة خبراء وفقهاء وشيوخ ومحللين سياسيين وغير ذلك من أسماء هم يسمونها وما يلبثون أن يصدقوا أنفسهم مع الزمن أنهم قادة فكر وأنهم نخبة المجتمع وينسون أن النظام وآلة الإعلام التابعة له صنعتهم وتستطيع أن تعيدهم إلى حالتهم الأولى. بالطبع عند الحديث عن الإصلاح السياسي يختار النظام السياسي من صنعهم ليصيغوا مستقبلنا ويحددوا طريقنا وقواعد عملنا السياسي وهم في الواقع لن يفعلوا إلا ما يمليه عليهم من صنعهم وأضفى عليهم الصفة النخبوية في المجتمع.