ولذكر الله اكبر لو كنتم تعلمون

والصواب من القول في ذلك أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، كما قال ابن عباس وابن مسعود ، فإن قال قائل: وكيف تنهى الصلاة عن الفحشاء والمنكر إن لم يكن معنيا بها ما يتلى فيها ؟ قيل: تنهى من كان فيها ، فتحول بينه وبين إتيان الفواحش ، لأن شغله بها يقطعه عن الشغل بالمنكر ، ولذلك قال ابن مسعود: من لم يطع صلاته لم يزدد من الله إلا بعدا. وذلك أن طاعته لها إقامته إياها بحدودها ، وفي طاعته لها مزدجر عن الفحشاء والمنكر. حدثنا أبو حميد الحمصي قال: ثنا يحيى بن سعيد العطار قال: ثنا أرطاة ، عن ابن عون ، في قول الله ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) قال: إذا كنت في صلاة ، فأنت في معروف ، وقد حجزتك عن الفحشاء والمنكر ، و ( الفحشاء): هو الزنا ، و ( المنكر): معاصي الله ، ومن أتى فاحشة أو عصى الله في صلاته بما يفسد صلاته ، فلا شك أنه لا صلاة له. وقوله: ( ولذكر الله أكبر) اختلف أهل التأويل في تأويله ، فقال بعضهم: معناه: ولذكر الله إياكم أفضل من ذكركم. حدثني يعقوب بن إبراهيم قال: ثنا هشيم قال: أخبرنا عطاء بن السائب ، عن عبد الله بن ربيعة قال: قال لي ابن عباس: هل تدري ما قوله: ( ولذكر الله أكبر) قال: قلت: نعم ، قال: فما هو ؟ قال: قلت: التسبيح والتحميد والتكبير في الصلاة ، وقراءة القرآن ونحو ذلك ، قال: لقد قلت قولا عجبا وما هو كذلك ، ولكنه إنما يقول: ذكر الله إياكم عندما أمر به أو نهى عنه ، إذا ذكرتموه ( أكبر) من ذكركم إياه.

ولذكر الله أكبر لو كانوا يعلمون

متفق عليه. ‏ وروى البيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن ربيعة قال: سألني ابن عباس -رضي الله عنهما- ‏عن قول الله: ولذكر الله أكبر. فقلت: ذكر الله بالتسبيح والتهليل والتكبير، قال: لا. ‏ذكر الله إياكم، أكبر من ذكركم إياه، ثم قرأ: اذكروني أذكركم. اهـ. وأخرج ابن أبي ‏شيبة عن ابن مسعود قال: ذكر الله للعبد، أكبر من ذكر العبد لله. والله أعلم. ‏

ولذكر الله اكبر

وقيل لابن مسعود: إن فلانا كثير الصلاة. فقال: إنها لا تنفع إلا من أطاعها. قلت: وعلى الجملة فالمعنى المقصود بالحديث: لم تزده من الله إلا بعدا ولم يزدد بها من الله إلا مقتا إشارة إلى أن مرتكب الفحشاء والمنكر لا قدر لصلاته; لغلبة المعاصي على صاحبها. وقيل: هو خبر بمعنى الأمر أي لينته المصلي عن الفحشاء والمنكر. والصلاة بنفسها لا تنهى ولكنها سبب الانتهاء. وهو كقوله تعالى: هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق وقوله: أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون قوله تعالى: ولذكر الله أكبر أي ذكر الله لكم بالثواب والثناء عليكم أكبر من ذكركم له في عبادتكم وصلواتكم ، قال معناه ابن مسعود وابن عباس وأبو الدرداء وأبو قرة وسلمان والحسن; وهو اختيار الطبري وروي مرفوعا من حديث موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قول الله عز وجل: ولذكر الله أكبر قال: ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه. وقيل: ذكركم الله في صلاتكم وفي قراءة القرآن أفضل من كل شيء. وقيل: المعنى; إن ذكر الله أكبر مع المداومة من الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر وقال الضحاك: ولذكر الله عندما يحرم فيترك أجل الذكر. وقيل: المعنى: ولذكر الله للنهي عن الفحشاء والمنكر أكبر أي كبير و ( أكبر) يكون بمعنى كبير وقال ابن زيد وقتادة: ولذكر الله أكبر من كل شيء أي أفضل من العبادات كلها بغير ذكر.

ولذكر الله أكبر

07-15-2016, 11:56 AM SMS ~ [ +] اللهم طهرني من كل ذنوبي ثم اقبضني اليك واجعلني ممن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قـائـمـة الأوسـمـة لوني المفضل Darkred مزاجي: ﴿ ولذكر اللهِ أكبر ﴾ قال تعالى: ذِكرُ الله لعباده أكبرُ مِن ذكرِهم إياه ، كما في الحديث القدسي: « فإنْ ذَكَرَني في مَلَإٍ؛ ذكرتُه في ملإٍ خيرٍ منهم ». وما أطيبَ أن يعلم المسلمُ أنه كلما أكثَرَ مِن ذكرِ ربِّهِ صادقًا مخلِصا؛ أكثرَ اللهُ من ذكرِه، وإن ذكرَه بين الناس؛ ذكره اللهُ عند الملائكة. والمَرءُ مجبولٌ على محبةٍ ذِكرِهِ بالجميل بين الناس كما قال الخليل عليه السلام: ﴿واجعل لي لسان صدق في الآخرين﴾؛ فكيف بذِكرِ رَبِّ الناس ومِن أسبابِ ذِكرِ الله تعالى لك: صلاتُك على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فمن صلى عليه واحدةً؛ صلى الله عليه بها عشرًا.. ومن حُسنِ الأدب والحرص في الطلب لذكرِ الله لك: أن تصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنطق تامٍّ صحيح، وأن تكتب الصلاةَ تامةً إن كتبتَها. ومن حقد إبليس على المؤمنين: سعيُه في صدّهم عن الذكر: ﴿إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله﴾. وقد أثنى اللهُ تعالى ورفعَ مِن شأن مَن لا تصرفُه الدنيا عن ذكر الله فقال: ﴿رجالٌ لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيع عن ذكر الله﴾.

ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون

قال علي: وحدثنا إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، قال: قال رسول الله ﷺ: "مَنْ صَلى صَلاةً لَمْ تَنْهَهُ عَنِ الفَحْشاءِ وَالمُنكَرِ لَمْ يَزْدَدْ بِها مِنَ اللهِ إلا بُعْدًا". ⁕ حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن يونس، عن الحسن، قال: الصلاة إذا لم تنه عن الفحشاء والمنكر، قال: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد من الله إلا بعدا. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة والحسن، قالا من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فإنه لا يزداد من الله بذلك إلا بعدا. والصواب من القول في ذلك أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال ابن عباس وابن مسعود، فإن قال قائل: وكيف تنهى الصلاة عن الفحشاء والمنكر إن لم يكن معنيا بها ما يتلى فيها؟ قيل: تنهى من كان فيها، فتحول بينه وبين إتيان الفواحش، لأن شغله بها يقطعه عن الشغل بالمنكر، ولذلك قال ابن مسعود: من لم يطع صلاته لم يزدد من الله إلا بعدا. وذلك أن طاعته لها إقامته إياها بحدودها، وفي طاعته لها مزدجر عن الفحشاء والمنكر. ⁕ حدثنا أبو حميد الحمصي، قال: ثنا يحيى بن سعيد العطار، قال: ثنا أرطاة، عن ابن عون، في قول الله ﴿إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ قال: إذا كنت في صلاة، فأنت في معروف، وقد حجزتك عن الفحشاء والمنكر، و ﴿الفَحْشَاءِ﴾: هو الزنا، و ﴿المُنْكَر﴾: معاصي الله، ومن أتى فاحشة أو عَصَى الله في صلاته بما يفسد صلاته، فلا شكّ أنه لا صلاة له.

ولذكر الله اكبر لو كنتم تعلمون

والتكبير: التعظيم. قال الله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} [الزمر (67)]. عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟ إن أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده». ---------------- الواو: واو الحال، أي: أسبحه متلبسا بحمدي له من أجل توفيقه لي، فكانت سبحان الله وبحمده أحب الكلام إلى الله، لاشتمالها على التقديس والتنزيه، والثناء بأنواع الجميل. عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:... «الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماوات والأرض». ---------------- قوله: «الطهور شطر الإيمان» ، أي: نصفه؛ لأن خصال الإيمان قسمان: ظاهرة، وباطنة، فالطهور من الخصال الظاهرة، والتوحيد من الخصال الباطنة، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: «ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء».

قال الله تعالى بين يدي قصة الأحزاب: (وإذ أخذنا من النبيئين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما). (سورة الأحزاب، الآيتان: 7-8) أمامنا ثلاثة ركائز للإيمان: رسول من الله هو الأسوة، وذكر الله هو الزاد، والصدق المسؤول وفاء بالميثاق مع الله عز وجل. أُخِذَ على النبيئين عليهم الصلاة والسلام ميثاق خاص، وأخذ على عامة بني آدم ميثاق الفطرة. فمن وصل حبله بحبل النبوءة، وصحب الرُّسُل وتأسى، أو صحب من صحب من صحب وتأسى، امتَدَّ إلى فطرته النائمة عن ميثاقها دَفْقٌ من الحياة الإيمانية، وشع فيها ضوء إحساني من مشكاة الميثاق النبوي الغليظ، واكتسب من جاء برأسمال صدق مزيداً من الصدق. على هذا الأساس الفطري من جانبك، النبوي من جانب المصحوب الأسوة عليه الصلاة والسلام، تنبني الشخصية الإيمانية الإحسانية بذكر الله. كل العبادات شرعت لذكر الله. كل الأعضاء الظاهرة والباطنة منتدبة لذكر الله. ذكر القلب، أعظمها، ثم ذكر اللسان، ثم ذكر الأعضاء عندما تتكيف بكيفيات الصلاة، أو تُمْسك نهارَ الصوم، أو تطوف وتسعى وتقف وترمي في نسك الحج. ذكر الله به يتقدس الكيان القلبي للمومن، ويكون التقديس أعظم إن كان ذكر الله أدومَ.