وقوله: { وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} يقول تعالى ذكره: والملائكة يصلون بطاعة ربهم وشكرهم له من هيبة جلاله وعظمته وعن ابن عباس قال: و الملائكة يسبحون له من عظمته، وقوله: { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ} يقول: ويسألون ربهم المغفرة لذنوب من في الأرض من أهل الإيمان به، وعن السدي في قوله: { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ} قال: للمؤمنين، يقول الله عز وجل: ألا إن الله هو الغفور لذنوب مؤمني عباده، الرحيم بهم أن يعاقبهم بعد توبتهم منها، { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ} قال الضحاك: لمن في الأرض من المؤمنين؛ وقال السدي. بيانه في سورة غافر { ويستغفرون للذين آمنوا} [غافر: 7]. تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن. وعلى هذا تكون الملائكة هنا حملة العرش. وقيل: جميع ملائكة السماء؛ وهو الظاهر من قول الكلبي. وقال وهب بن منبه: هو منسوخ بقوله: { ويستغفرون للذين آمنوا} [غافر: 7]. قال المهدوي: والصحيح أنه ليس بمنسوخ؛ لأنه خبر، وهو خاص للمؤمنين. وقال أبو الحسن الماوردي عن الكلبي: إن الملائكة لما رأت الملكين اللذين اختبرا وبعثا إلى الأرض ليحكما بينهم، فافتتنا بالزهرة وهربا إلى إدريس – وهو جد أبي نوح عليهما السلام – وسألاه أن يدعو لهما، سبحت الملائكة بحمد ربهم واستغفرت لبني آدم.
قال أبو الحسن بن الحصار: وقد ظن بعض من جهل أن هذه الآية نزلت بسبب هاروت وماروت ، وأنها منسوخة بالآية التي في المومن، وما علموا أن حملة العرش مخصوصون بالاستغفار للمؤمنين خاصة، ولله ملائكة أخر يستغفرون لمن في الأرض. الماوردي: وفي استغفارهم لهم قولان: أحدهما: من الذنوب والخطايا؛ وهو ظاهر قول مقاتل. الثاني: أنه طلب الرزق لهم والسعه عليهم؛ قاله الكلبي. قلت: وهو أظهر، لأن الأرض تعم الكافر وغيره، وعلى قول مقاتل لا يدخل فيه الكافر. وقد روي في هذا الباب خبر رواه عاصم الأحول عن أبي عثمان عن سلمان قال: إن العبد إذا كان يذكر الله في السراء فنزلت به الضراء قالت الملائكة: صوت معروف من آدمي ضعيف، كان يذكر الله تعالى في السراء فنزلت به الضراء؛ فيستغفرون له. سبُّ الخالق وسبُّ الدّين.. المنكر الذي لا يقبل التّهوين – الشروق أونلاين. فإذا كان لا يذكر الله في السراء فنزلت به الضراء قالت الملائكة: صوت منكر من آدمي كان لا يذكر الله في السراء فنزلت به الضراء فلا يستغفرون الله له. وهذا يدل على أن الآية في الذاكر لله تعالى في السراء والضراء، فهي خاصة ببعض من في الأرض من المؤمنين. والله أعلم. يحتمل أن يقصدوا بالاستغفار طلب الحلم والغفران في قوله تعالى: { إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا} [فاطر: 41] إلى أن قال {إنه كان حليما غفورا ، وقوله تعالى: { وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم} [الرعد: 6].
وطائفة أخرى: صار لديهم ردة فعل من الطائفة الأولى، فأصبحوا على النقيض، فأحبوا الكفار، وادعوا أن اليهود والنصارى إخوة لنا في الدين، وأن دياناتهم التي يعتقدونها الآن صحيحة، وأنه لا تصح كراهيتهم. وكلتا الطائفتين على خطأ، ذلك أن كراهية الكفار لا تقتضي الظلم والاعتداء بغير حق، ولا تقتضي عدم التعامل معهم بالتي هي أحسن قال تعالى: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين)، وقال تعالى: (وقولوا للناس حسناً) والناس: تشمل المسلم والكافر، وقال تعالى: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا)، والنبي صلى الله عليه وسلم تعامل مع الكفار بالتي هي أحسن، ومات ودرعه مرهونة عند يهودي بشعير اشتراه لأهله. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة).
تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ ۚ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5) وقوله: ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ) يقول تعالى ذكره: تكاد السموات يتشققن من فوق الأرضين, من عظمة الرحمن وجلاله. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ) قال: يعني من ثقل الرحمن وعظمته تبارك وتعالى. تفسير قوله تعالى: (تكاد السماوات يتفطرن منه، وتنشق الأرض)، وسبب تنويع الفعل - الإسلام سؤال وجواب. حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ): أي من عظمة الله وجلاله. حدثنا محمد بن عبد الأعلى, قال: ثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة, مثله. حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ) قال: يتشقَّقن في قوله: مُنْفَطِرٌ بِهِ قال: منشقّ به. حدثنا عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول, في قوله: ( يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ) يقول: يتصدعن من عظمة الله.
نقطة على سطح الارض تقع فوق بؤرة الزلزال ما هي؟ حيث تعتبر الزلازل كارثة طبيعية تخلّف الدمار والخراب؛ إذ تقدر على أن تحوّل مدينة بأكملها إلى ركامٍ وأطلال في ثوانٍ قليلة، ويقترن مع وقوع الزلازل تدفق كمياتٍ ضخمة من الحرارة تنبثق من أعماق الأرض لتنتشر في مختلف الأرجاء، والزلزال عبارة عن حركة فجائية تتعرض لها الصخور الموجودة في القشرة الأرضية يترتب عنها حرارة هائلة تنتشر على هيئة أمواج زلزالية. بؤرة الزلزال المركز العميق للزلزال تسمية تطلق على مركز حدوث الزلزال والنقطة التي نتنتشر منها الأمواج الزلزالية في أعماق الأرض ، وتعتبر الموجات الزلزالية بمثابةِ ردة الفعل الأولى للزلزال سواء كانت عرضية أو طولية التي ترصدها أجهزة التسجيل الزلزالي المعروفة باسم السيزموجراف، تعد بؤرة الزلزال بمثابة مكان نشأة الزلزال وتكوّنه. نقطة على سطح الارض تقع فوق بؤرة الزلزال يطلق على نقطة على سطح الارض تقع فوق بؤرة الزلزال تسمية المركز السطحي، وتعتبر النقطة التي تصل عندها الزلازل لذروة قوتها، وتسقط عموديًا فوق بؤرة الزلزال لتنشأ نقطة المركز الداخلي للزلزال، وبناءًا عليه تتولّد هزاتٍ أرضية شديدة العنف متأثرة بالقوى الأرضية، ويترتب عليها ذبذبات تماوجية نتنتقل رأسيًا نحو المركز السطحي، بالإضافة إلى التدفق في مختلف الاتجاهات في كافة أجزاء الأرض [1].
مركز الزلزال.