ومن اوتي الحكمة - تفسير: (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب)

وانحصرت هذه العلوم في طريقتي سقراط وهي نفسية ، وفيثاغورس وهي رياضية عقلية. والأولى يونانية والثانية لإيطاليا اليونانية. وعنهما أخذ أفلاطون ، واشتهر أصحابه بالإشراقيين ، ثم أخذ عنه أفضل تلامذته وهو أرسططاليس وهذّب طريقته ووسّع العلوم ، وسُمّيت أتباعه بالمشَّائين ، ولم تزل الحكمة من وقت ظهوره معوّلة على أصوله إلى يومنا هذا. { ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً} وهو الذي شاء الله إيتاءه الحكمة. والخيرُ الكثير منجّر إليه من سداد الرأي والهدي الإلهي ، ومن تفاريع قواعد الحكمة التي تعصم من الوقوع في الغلط والضلال بمقدار التوغّل في فهمها واستحضار مهمها؛ لأنّنا إذا تتبّعنا ما يحلّ بالناس من المصائب نجد معظمها من جرّاء الجهالة والضلالة وأفن الرأي. ومن اوتي الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا. وبعكس ذلك نجد ما يجتنيه الناس من المنافع والملائمات منجّرا من المعارف والعلم بالحقائق ، ولو أنّنا علمنا الحقائق كلّها لاجتنبنا كل ما نراه موقعاً في البؤس والشقاء. وقرأ الجمهور { ومن يؤت} بفتح المثناة الفوقية بصيغة المبني للنائب ، على أنّ ضمير يؤت نائبُ فاعل عائد على من الموصولة وهو رَابطُ الصلة بالموصول. وقرأ يعقوب ومن يؤتتِ الحكمة بكسر المثناة الفوقية بصيغة البناء للفاعل.

  1. فقه معنى قول الله تعالى{وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} ـ الشيخ صالح المغامسي - YouTube
  2. أهلا رمضان

فقه معنى قول الله تعالى{وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} ـ الشيخ صالح المغامسي - Youtube

وإن ساسة هذا العالم اليوم يركبون التهور ويتصرفون بجهالة ودون حكمة ، وبلا حكمة تلجم جموحهم ، وتمنعهم من الطغيان، والاستبداد ، والعدوان. فقه معنى قول الله تعالى{وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} ـ الشيخ صالح المغامسي - YouTube. وإن ما يصرفونه اليوم على الأسلحة لخوض الحروب العبثية من مبالغ مالية خيالية كفيل بتوفير الحياة الكريمة للبشرية معاشا ، وتطبيبا ، وتعليما، ورفاهية ، ورخاء، ولكن الشيطان ركبهم، فحولوا حياة هذه البشرية إلى موت ، وبؤس، وخوف، وجهل ، ومرض ، وتشريد... وأمام هذا الوضع المزري يجدر بالبشرية أن تلتمس الحكمة فيما أنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم في الرسالة الخاتمة إليها ، وقد ضمّنها من الحكمة ، ما يجعلها تنعم بالعيش الكريم في عاجلها وأجلها. اللهم علمنا الحكمة ، وأنطقنا بها فضلا منك ونعمة ، ووفقنا لصالح الأعمال. والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ، وصلى الله وسلم ، وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أهلا رمضان

لا تضيع مالك وتصلح مال غيرك ، فإن مالك ما قدمت ومال غيرك ما تركت. ليس من شيء أطيب من اللسان والقلب إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا. حملت الجندل والحديد وكل شيء ثقيل فلم أحمل شيئا هو أثقل من جار السوء ، وذقت المرار فلم أذق شيئا هو أمر من الفقر. إياك وشدة الغضب فإن شدة الغضب ممحقة لفؤاد الحكيم. يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حليم. ليكن أول ما تفيد من الدنيا بعد خليل صالح امرأة صالحة. 6180 - حدثنا محمد بن عبد الله الهلالي، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا مهدي بن ميمون، قال: حدثنا شعيب بن الحبحاب، عن أبي العالية: " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا " ، قال: الكتاب والفهم به. (99). 6181 - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن ليث، عن مجاهد قوله: " يؤتي الحكمة من يشاء " الآية، قال: ليست بالنبوة، ولكنه القرآن والعلم والفقه. 6182 - حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: الفقه في القرآن. * * * وقال آخرون: معنى " الحكمة " ، الإصابة في القول والفعل. أهلا رمضان. * ذكر من قال ذلك: 6183 - حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، قال: سمعت مجاهدا قال: " ومن يؤت الحكمة " ، قال: الإصابة.

وأصل الحكمة ما يمتنع به من السفه ، فقيل للعلم حكمة ؛ لأنه يمتنع به ، وبه يعلم الامتناع من السفه وهو كل فعل قبيح ، وكذا القرآن والعقل والفهم. وفي البخاري: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وقال هنا: ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وكرر ذكر الحكمة ولم يضمرها اعتناء بها ، وتنبيها على شرفها وفضلها حسب ما تقدم بيانه عند قوله تعالى: فبدل الذين ظلموا قولا. وذكر الدارمي أبو محمد في مسنده: حدثنا مروان بن محمد حدثنا رفدة الغساني قال: أخبرنا ثابت بن عجلان الأنصاري قال: كان يقال: إن الله ليريد العذاب بأهل الأرض فإذا سمع تعليم المعلم الصبيان الحكمة صرف ذلك عنهم. قال مروان: يعني بالحكمة القرآن. قوله تعالى: ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب يقال: إن من أعطي الحكمة والقرآن فقد أعطي أفضل ما أعطي من جمع علم كتب الأولين من الصحف وغيرها ؛ لأنه قال لأولئك: وما أوتيتم من العلم إلا قليلا. وسمى هذا خيرا كثيرا ؛ لأن هذا هو جوامع الكلم. وقال بعض الحكماء: من أعطي العلم والقرآن ينبغي أن يعرف نفسه ، ولا يتواضع لأهل الدنيا لأجل دنياهم ، فإنما أعطي أفضل ما أعطي أصحاب الدنيا ؛ لأن الله تعالى سمى الدنيا متاعا قليلا فقال: قل متاع الدنيا قليل وسمى العلم والقرآن خيرا كثيرا.