يوم يفر المرء من اخيه و امه و ابيه

تفسير و معنى الآية 34 من سورة عبس عدة تفاسير - سورة عبس: عدد الآيات 42 - - الصفحة 585 - الجزء 30. ﴿ التفسير الميسر ﴾ فإذا جاءت صيحة يوم القيامة التي تصمُّ مِن هولها الأسماع، يوم يفرُّ المرء لهول ذلك اليوم من أخيه، وأمه وأبيه، وزوجه وبنيه. لكل واحد منهم يومئذٍ أمر يشغله ويمنعه من الانشغال بغيره. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «يوم يفر المرء من أخيه». ﴿ تفسير السعدي ﴾ يَفِرُّ الْمَرْءُ من أعز الناس إليه، وأشفقهم لديه، مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ أي: زوجته وَبَنِيهِ ﴿ تفسير البغوي ﴾ "يوم يفر المرء من أخيه". ﴿ تفسير الوسيط ﴾ وقوله - سبحانه -: ( يَوْمَ يَفِرُّ المرء مِنْ أَخِيهِ. وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ) بدل مما قبله وهو قوله ( فَإِذَا جَآءَتِ الصآخة) والفرار: الهروب من أجل التخلص من شئ مخيف. والمعنى: يوم يقوم الناس من قبورهم للحساب والجزاء يكونون فى كرب عظيم ، يجعل الواحد منهم ، يهرب من أخيه الذى هو من ألصق الناس به. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ أي يراه ويفر منه ويبتعد منه لأن الهول عظيم والخطب جليل. ﴿ تفسير القرطبي ﴾ قوله تعالى: يوم يفر المرء من أخيه أي يهرب ، أي تجيء الصاخة في هذا اليوم الذي يهرب فيه من أخيه; أي من موالاة أخيه ومكالمته; لأنه لا يتفرغ لذلك ، لاشتغاله بنفسه; كما قال بعده: لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه أي يشغله عن غيره.

يوم يفر المرء من أخيه

وأطنب بتعداد هؤلاء الأقرباء دون أن يقال: يوم يفر المرء من أقرب قرابته مثلاً لإحضار صورة الهول في نفس السامع.

يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ قوله تعالى {فإذا جاءت الصاخة} لما ذكر أمر المعاش ذكر أمر المعاد، ليتزودوا له بالأعمال الصالحة، وبالإنفاق مما امتن به عليهم. والصاخة: الصيحة التي تكون عنها القيامة، وهي النفخة الثانية، تصخ الأسماع: أي تصمها فلا تسمع إلا ما يدعى به للأحياء. وذكر ناس من المفسرين قالوا: تصيخ لها الأسماع، من قولك: أصاخ إلى كذا: أي استمع إليه، ومنه الحديث: (ما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة شفقا من الساعة إلا الجن والإنس). وقال الشاعر: يصيخ للنبأة أسماعه ** إصاخة المنشد للمنشد قال بعض العلماء: وهذا يؤخذ على جهة التسليم للقدماء، فأما اللغة فمقتضاها القول الأول، قال الخليل: الصاخة: صيحة تصخ الآذان صخا أي تصمها بشدة وقعتها. وأصل الكلمة في اللغة: الصك الشديد. وقيل: هي مأخوذة من صخه بالحجر: إذا صكه قال الراجز: يا جارتي هل لك أن تجالدي ** جلادة كالصك بالجلامد ومن هذا الباب قول العرب: صختهم الصاخة وباتتهم البائتة، وهي الداهية. الطبري: وأحسبه من صخ فلان فلانا: إذا أصماه. قال ابن العربي: الصاخة التي تورث الصمم، وإنها لمسمعة، وهذا من بديع الفصاحة، حتى لقد قال بعض حديثي الأسنان حديثي الأزمان: أَصَمَّ بك الناعي وإن كان أسمعا وقال آخر: أَضَمَّني سِرُّهم أيام فرقتهم ** فهل سمعتم بسر يورث الصمما لعمر الله إن صيحة القيامة لمسمعة تصم عن الدنيا، وتسمع أمور الآخرة.