أويس بن عامر

كما عقد الإمام الحاكم في المستدرك بابا في مناقبه، وقال عنه: "أويس راهب هذه الأمة". ولعل من أعظم ما روي في مناقبه الأحاديث الواردة في شفاعة رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لأناس كثيرين، وقد جاءت من روايات كثيرة، أصحها حديث عبد الله بن أبي الجدعاء مرفوعا: «لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ»[2]. وفي قصة أويس القرني ـ رحمه الله ـ دليل من دلائل النبوة، حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أويس وعن نسبه، وبرِّه بأمه، ومرضه وبرئه منه، رغم أنه كان يعيش في الكوفة ولم يدرك أو يقابل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حياته، وقد تحقق عمر رضي الله عنه من صفات أويس لما قدم إلى المدينة المنورة، فكانت كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.

  1. مدرسة أويس بن عامر الابتدائية - YouTube
  2. سيّدُ العُباد وعلم الأصفياء من الزهاد أويس بن عامر القرني خير التابعين | موقع سحنون
  3. أويس بن عامر

مدرسة أويس بن عامر الابتدائية - Youtube

- كان عمرُ بنُ الخطابِ رضوانُ اللهِ عليهِ إذا أتَتْ عليهِ أمدادُ أهلِ اليمنِ سألَهمْ: أفيكُمْ أُويسُ بِنُ عامرٍ ؟ حتى أتى عليهِ أُويسٌ فقال: أنتَ أويسُ بنُ عامرٍ مِنْ مُرادٍ ثمَّ مِنْ قرنٍ ؟ قال: نعمْ ، قال: كان بِكَ برصٌ فبَرئتَ مِنهُ إلا موضعَ درهمٍ ؟ ولهُ والدةٌ وهوَ بِها بَرٌّ ، لوْ أقسمَ على اللهِ تباركَ وتعالى لأبرَّهُ ، إنِ استطعْتَ أنْ تستغفرَ لي فافعلْ. فاستغفرَ لهُ ، فقال لهُ عمرُ: أينَ تريدُ ؟ قال: الكوفةَ. أويس بن عامر. قال: ألا أكتبُ لكَ إلى عاملِها أستَوصي فيكَ ؟ قال: لا ، لأنْ أكونَ في غُبَّرِ الناسِ أحبُّ إليَّ. فلما كان مِنَ العامِ المقبلِ حجَّ رجلٌ مِنْ أشرافِهمْ فوافقَ عمرَ فسألَهُ عنْ أويسٍ: كيفَ تركتهُ ؟ قال: تركتهُ رثَّ البيتِ قليلَ المتاعِ ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: يأتي عليكَ أويسُ بنُ عامرٍ معَ أمدادِ أهلِ اليمنِ مِنْ مرادٍ ثمَّ مِنْ قرنٍ ، كان بهِ برصٌ فبرِأَ منهُ إلا موضعَ درهمٍ ، لهُ والدةٌ هوَ بِها برٌّ ، لوْ أقسمَ على اللهِ تباركَ وتعالى لأبرَّهُ ، فإنِ استطعتَ أنْ يستغفرَ لكَ فافعلْ. فلما قدِمَ الرجلُ الكوفةَ أتى أويسًا فقال: استغفرْ لي ، فقال: أنتَ أحدثُ عهدًا بسفرٍ صالحٍ فاستغفرْ لي ، قال: لقيتَ عمرَ ؟ قال: نعمْ.

سيّدُ العُباد وعلم الأصفياء من الزهاد أويس بن عامر القرني خير التابعين | موقع سحنون

أُوَيْس القَرَني: أخرجه ابن منده، وأبو نعيم، وهو أُويس بن عامر بن جَزْء المرادي، وقيل: ابن عَمْرو، وقيل: أوْسُ بن أُنَيْس القَرَنِيّ، منْ مُراد، ثم الزاهد المشهور، وروى ضَمُرَةُ، عن أصبغ بن زَيْد قال: أسلم أُويس على عَهْد النبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم ولكن منعه من القدوم بِرُّه بأمه.

أويس بن عامر

أخرجه البخاري، كتاب المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي (5/ 11)، رقم: (3683)، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة  ، باب من فضائل عمر (4/ 1863)، رقم: (2396). أخرجه مسلم، كتاب فضائل الصحابة  ، باب من فضائل أويس القرني (4/ 1968)، رقم: (2542). المصدر السابق.

ثمَّ بعْدَ ذلك فطِنَ له النَّاسُ وعَرَفوا مَكانتَه وأَقبَلُوا عليه، فَانطلَقَ أُوَيسٌ «على وَجهِه» وهو كِنايةٌ عن سُرعتِه في الخروجِ مِن الكوفةِ؛ خَوفًا مِن الشُّهرةِ بيْنهم. قال أُسيرُ بنُ جابرٍ: «وكَسوتُه بُردةً» وهي كِساءٌ مُخَطَّطٌ يُلتحَفُ به، فكان كلَّما رآهُ إنسانٌ وعليه تلك البُردةُ، قال: «مِن أينَ لِأُويسٍ هذه البُردةُ؟» تَعجُّبًا مِن حُسنِها بالنِّسبةِ إلى لِباسِه الأوَّلِ. وكان أُوَيسٌ مِن أولياءِ اللهِ المخْلصينَ المَخفيِّين الَّذين لا يُؤبَهُ بهم، ولوْلا أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرَ عنه ووَصَفَه بوَصفِه، ونَعَتَه بنَعتِه وعلامتِه؛ لَما عَرَفَه أحدٌ، وكان مَوجودًا في حَياةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وآمَنَ به وصَدَّقَه ولم يَرَه، فكان مِن التَّابعينِ ولم يكُنْ مِن الصَّحابةِ. وفي الحديثِ: دَليلٌ مِن دَلائلِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قصه أويس بن عامر القرني. وفيه: تَبليغُ الشَّريعةِ ونشْرُ السُّنَّةِ والإقرارُ بِالفضْلِ لِأهلِه. وفيه: الثَّناءُ على مَن لا يُخشى عليه عُجْبٌ بِذلك لِيقينِه وكمالِ إيمانِه. وفيه: فضْلُ السَّفرِ الصَّالحِ، وأنَّ القادِمَ منه أرجى لِإجابةِ دعائِه.