دخل الأحسائي إلى الغرفة الخاصة به وبدت تظهر عليه مظاهر تعب حقيقية، فبدأ يتألم بطريقة شديدة، كان يضع يديه على رأسه ويضغط بقوة من شدة الألم، لم تمض سوى دقائق قليلة وتوقف قلب عيسى الأحسائي عن النبض وسقط على الأرض مفارقاً للحياة، تاركاً كل الأوجاع والأحزان لأهله، وأصدقائه، وأيضاً لجميع الجمهور الذي كان يحبه. تم نقل عيسى إلى مستشفى مركزي في الدمام، كتب في شهادة الوفاة الخاصة به أنه توفى نتيجة للهبوط الحاد في الدورة الدموية والتنفسية اللتان توقفتا عن عملهما نهائي بسبب هبوط ناتج عن مرض خفي لم يكون ظاهراً ولم يعرفه عيسى نفسه، وبعد استخراج شهادة وفاته تم نقل جثمان عيسى الأحسائي إلى مدينة الأحساء مسقط رأسه، كانت جنازته مليئة بالأعداد الهائلة من الأقارب والأصدقاء والجمهور الذين ودعوه إلى مثواه الأخير. وفاة عيسى الأحسائي يوم الإثنين الموافق 20 فبراير عام 1983 توفي المطرب المحبوب عيسى الأحسائي فتى السعودية المحبوب عن عمر يناهز 48 عام، وكان رحيل هذا الفنان بالفعل خسارة فادحة في الفن الشعبي، وأحدث غيابه مساحة كبيرة من الفراغ ولم يتمكن أحد إلى هذا الوقت أن يملأ هذا الفراغ الذي سببه رحيل الأحسائي بالرغم من التتابع في الأجيال الفنية في مجال الأغاني منذ وفاته وحتى هذا الوقت الحاضر.
**فايزة أحمد - في أغنية «بيت العز يا بيتنا» - وقال علي القحطاني لا أريد الخوض في هذا الحديث إنما هي إيضاح للجمهور الكريم، الذي تابعته يهتم بهذه الأمور لان تاريخها وإسقاطاتها الأدبية لابد وان تعرف من ناسها ومن عاصروها. وبالمناسبة ذكرياتي مع عيسى الاحسائي ومع غيره من الفنانين كفهد بن سعيد وسلامة العبدالله وحمد الطيار والغريب وغيرهم مِن مَنَ دخلوا "الوادي الأخضر" وسطروا في تاريخ الأغنية الشعبية مشواراً يؤرخ لهم ويحفظ، لأنهم الآن هم من يقودون الأعمال الغنائية بما قدموه سابقاً حتى وان توفاهم الله فأعمالهم ما زالت باقية كالنهر لا ينضب استفاد منها فنانو الخليج فالوقت الحالي من سرقات واقتباسات. *محمد الجنوبي واختتم علي القحطاني بأنه لم يتقابل مع بشير شنان "رحمه الله" نهائياً لان مشوار "الوادي الأخضر" بدأ بعد وفاته. "شاعر الجزيرة" علي القحطاني وعد القراء بسرد ذكرياته ومشواره عبر "الوادي الأخضر" في "مساحة زمنية" قريباً. * بشير شنان *عيسى الأحسائي