نبي الله يونس

تاريخ النشر: الخميس 9 صفر 1427 هـ - 9-3-2006 م التقييم: رقم الفتوى: 72309 74621 0 343 السؤال النسب الكامل لسيدنا يونس عليه السلام وسيرته بالتفصيل؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فنبي الله يونس هو ابن متى، و متى أمه؛ كما قال ابن الأثير في الكامل: لم ينسب أحد من الأنبياء إلى أمه إلا عيسى ابن مريم ويونس بن متى، وهي أمه. وقال أبو الفرج ابن الجوزي في المنتظم: ومتى أبوه وهو من ولد بنيامين بن يعقوب. وفي مختصر تاريخ دمشق: يونس بن متى ذو النون نبي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو من سبط لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام. كان من أهل الشام من أعمال بعلبك.... اليقطين غذاء نبي الله يونس. ونبئ يونس وله أربعون سنة، وكان من عباد بني إسرائيل، فهرب بدينه من الشام ونزل شاطئ دجلة، فبعثه الله إلى أهل نينوى.. قال إسحاق بن بشر بأسانيده: كان يونس عبدا صالحا لم يكن في الأنبياء أحد أكثر صلاة منه، كان يصلي كل يوم ثلاثمائة ركعة قبل أن يطعم وقلما كان يطعم من دهره. وكان يصلي كل ليلة قبل أن يأخذ مضجعه ثلاثمائة ركعة وقلما كان يتوسد الأرض. فلما أن فشت المعاصي في أهل نينوى وعظمت أحداثهم بعث إليهم.
  1. نبي الله يونس عليه السلام
  2. نبي الله يونس للاطفال

نبي الله يونس عليه السلام

في صحيح البخاري عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف قال: إن عبدالرحمن بن عوف -رضي الله عنه- أُتي بطعام وكان صائمًا، فقال: "قُتل مصعب بن عمير وهو خير مني كُفن في بردة إن غُطي رأسه بدت رجلاه، وإن غُطي رجلاه بدا رأسه، وأراه قال: وقتل حمزة وهو خير مني، ثم بُسط لنا من الدنيا ما بُسِط، أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا وقد خشينا أن تكون حسناتنا عُجِّلت لنا.. ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام" عبدالرحمن بن عوف من أغنى أغنياء الصحابة لكن قلبه كان رقيقًا. معاشر الإخوة: لقد بيَّن الله -تعالى- سبب استجابته ليونس وهو في ظلمات بطن الحوت في قوله -تعالى-: ( فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) [الصافات:143]، العمل الصالح ( لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) [الصافات: 144- 148]. نبي الله يونس عليه السلام. ( فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) لولا حرف شرط يدل على امتناع شيء لوجود غيره ( فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) هذا هو الشيء المانع تسبيح يونس، قال ابن عباس "من المسبحين أي: من المصلين" ( لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) هذا هو الممتنع اللبث في بطن الحوت إلى يوم يبعثون.

نبي الله يونس للاطفال

يقول أهل التفسير إن النبي يونس عليه السلام بعث إلى أهل مدينة نينوى في أرض الموصل بالعراق، فدعاهم إلى عبادة الله عز وجل، فكذبوه وتمردوا عليه بكفرهم وعنادهم، فلما طال ذلك عليه وعدهم بحلول العذاب. يقول الأئمة ابن مسعود، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة، وغير واحد من السلف والخلف، إنه لما خرج يونس من بين قومه، وتحققوا نزول العذاب بهم، قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة، وندموا على ما بدر منهم إلى نبيهم، فلبسوا المسوح (النسيج الخشن المصنوع عادة من شعر الماعز الأسود والذي كان ارتداؤه غير مريح بدرجة كبيرة)، ثم تضرعوا الى اللله عز وجل، وبكى الرجال والنساء، والبنون والبنات والأمهات، وجأرت الأنعام والدواب والمواشي، وفرغت الإبل أي تململت في التراب، وخارت البقر وأولادها، وكانت ساعة عظيمة هائلة، فكشف الله بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب، الذي كان قد اتصل بهم بعد تكذيبهم النبي يونس. يقول الله تعالى: "فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا"، وقوله تعالى في سورة يونس: "إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ".

الخطبة الأولى: إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.