هل لمس الفرج ينقض الوضوء - الليث التعليمي

إلا أن جمهور علماء الحنفية أكدوا أن لمس الفرج سواء بحائل أو بدون حائل وبشهوة أو بدون شهوة فهو لا ينقض الوضوء واستدلوا على ذلك من خلال ما يلي: قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (هل هو إلا بضعة منك). الرجل السائل قال للنبي عليه السلام: (بينما أنا في الصلاة إذْ ذهبتُ أحكُّ فخذي، فأصابت يدي ذكري) فقال صلى الله عليه وسلم: (إنما هو منك).

  1. الخلاف في نقض الوضوء من مس المرأة فرجها

الخلاف في نقض الوضوء من مس المرأة فرجها

فخالف في موضعين: الأول: كون الزهري يرويه مباشرة عن عروة. الثاني: إسقاط مروان من الإسناد. الخلاف في نقض الوضوء من مس المرأة فرجها. والأول أرجح؛ لأن المحفوظ أن الزهري يروي ه عن عبدالله بن أبي بكر، هكذا رواه جماعة عن الزهري، منهم: شعيب وعقيل والليث وغيرهم، وقد تكلمت على هذا في الكلام على حديث بسرة في المسألة السابقة، فأغنى عن إعادته هنا. هذا وجه المخالفة في الإسناد، وأما قوله: "والمرأة كذلك"، فهو من كلام الزهري، والدليل على ذلك: أن الحديث في هذا الإسناد وقع جوابًا على سؤال ألقاه عبدالرحمن بن نمر عن مس المرأة فرجها، فكأن الزهري يقول: إذا كان هذا حكم الرسول صلى الله عليه وسلم في الرجل، فالمرأة كذلك، بدليل أن جميع من رواه عن الزهري من غير طريق عبدالرحمن بن نمر، لم يذكر المرأة، منهم: الليث وشعيب وعقيل ومعمر وغيرهم، وكل من رواه عن عبدالله بن أبي بكر غير الزهري كذلك لم يذكر المرأة؛ كمالك وشعبة وسفيان وغيرهم. وقد جاء في العلل لابن أبي حاتم (1/ 38): سألت أبي عن حديث رواه الوليد بن مسلم، عن عبدالرحمن بن نمر، عن الزهري، عن عروة، عن مروان، عن بسرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يأمر بالوضوء من مس الذكر، والمرأة مثل ذلك؟ فقال: هذا حديث وهم فيه في موضعين: أحدهما أن الزهري يرويه عن عبدالله بن أبي بكر، وليس في الحديث ذكر المرأة.

انتهى. وعليه فإذا مسست ذكرك بعد الوضوء من غير حائل فقد انتقض وضوؤك ووجبت عليك إعادته. والله أعلم.