شرح قصيدة اللغة العربية تعاتب ابناءها - حياتكِ

وسعت كتاب الله لفظاً وغاية ***وما ضقت عن آيٍ به وعظات فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة ***وتنسيق أسماءٍ لمخترعات أنا البحر في أحشائه الدر كامن ***فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي.. ؟! وما زالت اللغة تتحدث عن نفسها وتتعجب ممن اتهمها فتقول أنا التي وسعت كتاب الله (لفظاً وغايةً)، فكيف لي اليوم أن أضيق عما دونه كالتعبير عن وصف لآلة أو تنسيق أسماء لمخترعات التي لاتساوي شيئا أمام ما جاء به القرآن من معان وألفاظ ، فأنا البحر الذي كَمُن في جوفه الدر فهل ساءلوا أهل اللغة العالمين بها عن صدفاتي.. فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني ***ومنكم وإن عز الدواء أساتي أيطربكم من جانب الغرب ناعب ***ينادي بوأدي في ربيع حياتي؟! وسعت كتاب الله لفظا وغاية. أرى كل يوم في الجرائد مزلقاً ***من القبر يدنيني بغير أناة!! وأسمع للكتاب في مصر ضجةً ***فأعلم أن الصائحين نعاتي!! في هذه الأبيات توبخ اللغة العربية أبناءها بقولها ويحكم أفنى وتفنى محاسني ومنكم وإن قلّ الدواء أطبائي! ، ثم تستفهم مستنكرة أيهزكم ويفرحكم من جانب الغرب صوت الغراب الذي ينادي بدفني حية وأنا في ربيع حياتي ؟ ، فأنا أرى في كل يوم في الجرائد زلة وخطأ يدنيني للقبر بغير حلم ولا رفق ، وأسمع للكتاب في مصر ضجة " وتقصد الحملة الجائرة التي قامت في مصر وهي الدعوة إلى العامية فأعلم أن هؤلاء الصائحين والمنادين هم الذين ينقلون خبر وفاتي.

  1. إن الذي ملأ اللغات محاسنا , جعل الجمال و سرّه في الضّاد : اليوم العالمي للغة العربية 2021 - AAH.JZR
  2. وسعت كتاب الله لفظا وغاية
  3. جريدة الرياض | اللغة العربية (واللي قاعد يصير)

إن الذي ملأ اللغات محاسنا , جعل الجمال و سرّه في الضّاد : اليوم العالمي للغة العربية 2021 - Aah.Jzr

صدرت لحافظ إبراهيم العديد من الكتب والمؤلفات منها كتابه في النقد الاجتماعي "ليالي سطيع"، وكتاب في "التّربية الأولية" الذي تُرجم من الفرنسيّة وكتابه الذي اشترك في إصداره مع خليل مطران بعنوان "الموجز" في علم الاقتصاد وترجمة "البؤساء" لفيكتور هوغو؛ ونتطرَّق في هذا المقال لشرح قصيدةٍ من قصائده وهي اللغة العربية تعاتب أبناءها [١].

وسعت كتاب الله لفظا وغاية

ثانيا: أهميّة اللّغة العربيّة في فهم القرآن الكريم؛ تتجلى أهميّة تعلم اللّغة العربيّة، وسبر أغوارها، في القدرة على فهم آيات القرآن ومعانيها بشكل واضح، وفهم ومقاصدها، وفهم الحقيقة والمجاز، ومعاني البلاغة الأصيلة. إن الذي ملأ اللغات محاسنا , جعل الجمال و سرّه في الضّاد : اليوم العالمي للغة العربية 2021 - AAH.JZR. وقد نزل القرآن الكريم بلسانٍ عربيّ فصيح ومُبِين في عصرٍ كان مُعظم النّاس يتباهون ويتفاخرون ببلاغة وفصاحة لغتهم، وإلمامهم بقواعدها، وضوابطها، كما نزل القرآن بمعانٍ، وتراكيبَ، وجملٍ بليغة جدّاً، تحتوي على الكثير من التّشبيهات والاستعارات، والأساليب اللغويّة البليغة، ممّا أضاف لمكانة اللّغة العربيّة درجاتٍ كثيرةٍ، حتّى أصبحت اللّغة الخالدة الوحيدة في العالم [6]. ولا يمكن فهم الكتاب والسنة إلا بضبط هذه اللغة؛ فقد أدرك الأئمةُ أهميةَ اللغة العربية في فهم كلام الله تعالى وكلامِ رسوله صلى الله عليه وسلم، فالإمام الشافعي رحمه الله ظلّ عشرين سنة يتبحّر في اللغة العربية وعلومها ليفقه ويفهمَ القرآن والسنة، ولا يستغرب منه هذا، فهو الذي يقول: (أصحاب العربية جِنُّ الإنس، يُبصرون ما لم يبصرْ غيرُهم) [7]. يقول عنه زوجُ ابنته: (أقام الشافعي علمَ العربية وأيامَ الناس عشرين سنة، فقلنا له في هذا، فقال: ما أردت بهذا إلا استعانةً للفقه) [8].

جريدة الرياض | اللغة العربية (واللي قاعد يصير)

إنني لاستغرب من عالم دين أو طالب علم أو معلم أن يتكلم أو يحاضر باللهجة العامية مهما كانت حجته بذلك, كما استغرب ممن وصلوا إلى مراحل متقدمة من التعليم وحصلوا على أعلى الشهادات إصرارهم على جعل أحاديثهم بمجالسهم الخاصة والعامة باللغة الإنكليزية أو مع كل كلمتين عربيتين ثالثة إنكليزية واعتبار ذلك دليلاً على تعليم وثقافة المتحدث ولا يدري أن ذلك دليل على نقص بالشخصية لأنه لاتوجد صورة انهزاميه ولا شعور بالنقص اشد من انتقاص الفرد بلغته ولا توجد أمة تقدم لغة على لغتها إلا وفقدت هويتها لأن ضياع اللغة ضياع الأمة. أرجو الله أن يفتح أبصار الجميع ويراجعوا أنفسهم ويتقوا الله في ذلك فاللغة العربية غنية بالألفاظ والمعاني والحفاظ عليها واجب ديني ودنيوي والتعود على الكلام بغيرها مكروه ويورث النفاق يقول ابن تيميه إن اعتياد الخطاب بغير اللغة العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن فإنه مكروه ومن التشبه بالأعاجم.

يقول الله تعالى: ( إنّا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون. ويقول تعالى: ( كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون). لقد شرف الله اللغة العربية فانزل كتابه بها واختار رسوله من أهلها لذا أصبح من واجبنا اليوم الحفاظ عليها والعناية بها فهي ليس كغيرها من اللغات الأخرى وسيلة للتفاهم فقط, بل هي لغة مقدسة لغة دين وحضارة وهي الوعاء الحافظ الأصلي الإسلام القرآن والسنة وهي من أقدم اللغات الحية. إن قوى الشر من أعداء العروبة والإسلام كانت ومازالت تعمل جاهدة بشتى الطرق والأساليب على محاربة اللغة العربية والقضاء عليها، ولكنهم مهما حاولوا ومهما بذلوا فلن يضروا لغة القرآن الكريم بشيء لأن الله سبحانه وتعالي يقول: (إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون) ومما يؤسف له إننا نشاركهم في ذلك ، البعض منا على علم ودراية والكثير منا على غفلة أو جهالة أو تظليل.

وقال عز من قائل: (قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) [3]. قال ابن كثير: (أي هو قرآن بلسان عربي مبين لا اعوجاج فيه ولا انحراف). اختارَ الله تعالى اللغة العربيّة؛ لتكونَ لغةَ الوحي، لغةَ القرآن، ولغةَ الحديث الشريف؛ إذ لا تَصِحُّ قراءة القرآن الكريم إلا باللغة العربيّة، ولا تَصِحُّ بعض العبادات، كالذِّكر، والصلاة إلّا بها؛ فالصلاة كلّها لا تتمّ إلّا باللغة العربيّة، وقراءة القرآن الكريم ركنٌ من أركان الصلاة [4]. وهي أيضا لغةٌ واسعةُ المدى والبيان، وقد كان العرب يتفاخرون بقدرتهم على نظم الشّعر وضرب الأمثال والنّثر والبلاغة، ومازالَ اللّسانُ العربيّ فصيحاً حتّى اختلطت بالعرب عناصرَ من العجم الذين دخلوا في الإسلام عصرَ الدّولة الأمويّة، وبشكلٍ أكبر في عصر العبّاسيين المُتأخّر؛ حيث أُعجمت الألسنة وتأثّر بَريق لغة الضّاد، فاحتاجَ الأمر أن يقف رجال القواعد لضبط الألسنة وتقويم اعوجاجها، وتنقيحها من الدّخائل والمُصطلحات التي ليست منها. قال الشاعر حافظ إبراهيم في اللغة العربيّة لغة القرآن، وأنّها لغة واسعة، ولغة اشتقاقيّة، وقد تُشتَقُّ منها أسماء الآلات أيضاً، مثل: مِفكّ، وسِكّين، وأنها إذا كانت قادرة على استيعاب ألفاظ القرآن المُعجِز، فكيف بقدرتها على استيعاب مُفردات الحياة اليوميّة [5]: وَسِعتُ كتابَ الله لفظاً وغايةً ** وما ضِقتُ عن آيٍ به وعِظاتِ فَكَيْفَ أَضِيقُ الْيَوْمَ عَنْ وَصْفِ آلَةٍ ** وَتَنْسِيقِ أَسْمَاءٍ لِمُخْتَرَعَاتِ أَنَا البَحْرُ فِي أَحْشَائِهِ الدُّرُّ كَامِنٌ ** فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتِي.