محاضرة ألا إن نصر الله قريب - شبكة الكعبة الاسلامية

لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي ألا إن نصر الله قريب قال الله تعالى: " أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب " [البقرة: 214] — أي بل أظننتم -أيها المؤمنون- أن تدخلوا الجنة, ولما يصبكم من الابتلاء مثل ما أصاب المؤمنين الذين مضوا من قبلكم: من الفقر والأمراض والخوف والرعب, وزلزلوا بأنواع المخاوف, حتى قال رسولهم والمؤمنون معه -على سبيل الاستعجال للنصر من الله تعالى-: متى نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب من المؤمنين. ( التفسير الميسر) بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ

  1. ألا إن نصر الله قريب
  2. الا ان نصر الله قريب سورة
  3. ان نصر الله قريب

ألا إن نصر الله قريب

قد يبطئ النصر؛ لأن في الشر الذي تجاهده الأمة بقيةً من خير، يريد الله أن يجرد الشرَّ منها؛ ليتمحض خالصاً ويذهب وحده هالكاً. فلو كان ملقىً بظهر الـطريق.... لم يلتقط مثله اللاقط وقد يبطئ النصر؛ لأن الباطل الذي تحاربه الأمة لم ينكشف زيفه للناس، فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى ينكشف ويذهب غير مأسوفٍ عليه، ولذا فإن علينا تعرية الباطل والكشف عن وجهه القبيح، وفضح أهله؛ لتكفر الأمة بهم، وتتبرأ منهم، فذلك من أعز مقاصد التشريع: { وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}[الأنعام:55]. النصر وسنن الله فيه: مع ذا فالنصر آتٍ، لكنه لا يأتي عفوياً، بل له سننٌ خلدها الله في كتابه ليعلم ويتعامل معها المؤمنون:.. ومنها: أن النصر من الله: { إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِه}[آل عمران:160].. { وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}[آل عمران:126].. ونعم الناصر الله، كتب الله بأن الحق غالب، وبأن الرسل منصورون باسم الله مهما أرجف الطاغوت واستعلى وأفنى وتكالب. إن دين الله غالب.. إن أمر الله غالب.. إن وعد الله غالب.. إن حزب الله غالب. ومنها: أن الله لا ينصر إلا من ينصره: { إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد:7].. { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ}[الحج:40].

الا ان نصر الله قريب سورة

ويقول سائلهم: أين نصر الله الذي كان قد وعده عباده ورسوله - صلى الله عليه وسلم؟؟ ويقول غيره: أليس المسلمون هم الذين قال الله - تعالى - فيهم: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]؟ بل يتعجَّل ثالث ليقول: كيف ينتصر علينا مَن قال الله - تعالى - فيهم ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﴾ [المائدة: 78]، بل قال فيهم: ﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 61]. وتضيع التساؤلات بين الواقع والأمل دون أن يفكِّر السائلون في العمل، وصحيح أن يتساءل الناس، ولكن ما هو أصح منه أن ينظروا في أعمالهم. وعندما يعمل الناس، يستوجب العمل منهم مراجعة القياس والقدوة، وخير قدوة وأكرم أسوة: محمد - صلى الله عليه وسلم - عبدِ الله ورسوله؛ ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]. وتقول للسائلين جميعًا: على رِسلكم، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن جهاده منذ أمره ربه بالبلاغ وكلَّفه الرسالة، في طريق ممهَّد قد انتشرت فيه الزهور والرياحين، بل كان يقدُّ في صخْر جلمود من قلوب قومه، الذين قستْ قلوبهم، فهي كالحجارة أو أشد قسوة، ولقي - صلى الله عليه وآله وسلم - العنَت هو وأصحابه ذوو السابقة إلى الإيمان، ثلاثة عشر عامًا من المجاهدة والمصابرة يواجِهها بالحسنى والكلمة الطيبة.

ان نصر الله قريب

يا أمة الإسلام، وإخوة الإيمان، ﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [آل عمران: 140]. ويا أيها السائلون، عليكم أن تُدركوا أن رحمة الله قريب من المحسنين، ولا يرتفع صوتنا بالاعتراض والتعجب من الحال الذي مال، دون أن نعاود النظر في أنفسنا، فإذا نظرْنا واعتبرنا وأخذْنا بأسباب العمل، نُصرنا؛ ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ [الروم: 4 - 5].

كيف تيأس أمةٌ معها هذه النصوص من كتاب الله، بل معها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟!! كلما أطفئ منها قبس.... أشرق القرآن بالفجر الجديد كيف تيأس أمةٌ معها خبر صادق ثابت لا شك فيه أنها باقية ظاهرة منصورة إلى قيام الساعة؟!! كيف تيأس أمةٌ هي غيث لا يدرى خيرٌ أوله أم آخره؟!! كيف تيأس أمةٌ معها خبرٌ يقين أنها سوف تهيمن، وتحكم الدنيا، وتملأ الأرض عدلاً بعد أن تملأ جوراً وظلماً؟!! كيف تيأس أمةٌ عبوديتها لربٍ كريمٍ رحيمٍ، لا يزداد على السؤال إلا كرماً وجوداً؟!! كيف تيأس أمةٌ تقرأ في قرآنها: { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}[التوبة:33]؟!! كيف تيأس أمةٌ أو تستسلم وهي مدعوةٌ حين تنقطع بها الأسباب أن تتصل بمسبب الأسباب، وتظل تأمل في زوال الغمة، وتحسّن الأحوال؟!! فاطرح اليأس.... جـانبا واتخذ مئزر الثقات ما التفات إلى الورا.... بالذي يوصل السعاة ما ارتماء عـلى الثرى.... بالذي ينقذ الحفاة أسباب تأخر النصر: إن تأخر النصر لا يعني عدم تحقق وعد الله، لكن ذلك لسببٍ يبحث عنه، بلا يأس ولا كلال، ومن سعى باحثاً لم يعدم السبب: يقول سيد رحمه الله ما مضمونه: قد يبطئ النصر؛ لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج نضجها بعد، فلو نالت النصر حينئذٍ لفقدته وشيكاً ولم تحمه طويلاً.