كيف اصلي ليلة القدر بالبيت - الجنينة

تبدأ بعد مغرب اليوم الخميس العشر الأواخر من شهر رمضان 2022 ويبحث المسلمون في بقاع الأرض عن الحصول على دعاء ليلة القدر وينتظرون الليلة في العشر الأواخر من رمضان ، فهي من الأيام المباركة في الشهر الفضيل، حيث تقع فيها ليلة القدر، ويستحب للمسلم الإكثار من الأذكار، والصلاة، و قراءة القرآن ، والصدقة، والأعمال الصالحة. قال الله تعالى فيها: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ " (القدر)، وذلك يستحب على المسلم الأكثار من الدعاء في العشر الأواخر من رمضان، وتكرار دعاء ليلة القدر دعاء ليلة القدر عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله أرايت إن علمت -أعني ليلة القدر – ماذا أدعو فيها ؟ قال: قولي: " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني". ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا. قالت أسماء عوض الله، داعية إسلامية، إن الرسول محمد صل الله عليه وسلم أوصى السيدة عائشة بذكر دعاء عند إدراك ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك. وأوضحت أسماء عوض الله أن السيدة عائشة قالت لرسول الله: «أرأيت إن أدركت ليلة القدر ماذا أدعوا بها قال قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فعفو عني»، مؤكدة أن الحديث دليل على تحري السيدة عائشة الطاعة.

  1. بلغوا عني ولو آية — ‏{ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا...

بلغوا عني ولو آية — ‏{ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا...

والحقيقة غير ذلك؛ لأن أهداف عباد الرحمن من وراء هذا الطلب ليس الأطماع والأهواء الدنيوية والمادية، بل هو نتيجة ما يمتلكون من همّة عالية ورؤية واسعة. لقد تقدم هؤلاء في مسير عبودية الحق بحيث أصبحوا لا يقتنعون بما حصل لأنفسهم من السعادة والهداية، بل صاروا يتطلعون إلى الأخذ بأيدي الآخرين وإيصالهم إلى مرتبة السعادة والنجاة. فعباد الرحمن عندما يطلبون هذا المقام إنما يطلبونه لأجل الناس لا لأجل أن يصلوا إلى مناصب يكونون من خلالها محترمين عند الناس. بلغوا عني ولو آية — ‏{ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا.... يَفترضُ عباد الرحمن أنهم يتحركون في مسير خاص بالمتقين. لذلك يكون دعاؤهم إشارة إلى ما يمتلكون من همة عالية حيث يرغبون بالقيام بدور ما، دور القيادة في بيئة الأتقياء. إن هذا الدعاء هو كالدعاء الذي يتوجه به بعض الناس إلى الله تعالى؛ فيطلب منه أن يكون واسطة إيصال الفيض إلى الآخرين، كالذي يطلب من الله تعالى أن يرزقه المال لأجل الآخرين، فهذا لا إشكال فيه. وإذا كان الإنسان صادقاً في هذا الدعاء كان من جملة الأمور الأخروية وليس الدنيوية. ولعل من الخطوات الكبيرة في مسيرة التكامل، أن الإنسان لا ينبغي أن يفكر بنفسه فقط وأن لا يتمنى الوصول إلى السعادة والقرب الإلهي لنفسه فقط، بل يجب عليه طلب ذلك للآخرين أيضاً.

تأملات في قول الله تعالى: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا 1 تقوى وإيمـان وإمامة وبيت فيه قرة العين. إن عظمة هذا الدين تنبع من اهتمامه بتأسيس مجتمع يسوده الاستقرار والسعادة في الدنيا في ظل عمران أخوي يبدأ من اللبنة الأساس "الأسرة". وإن الحرص من الأزواج لتكوين الأسر السعيدة والمستقرة تبدأ بالتضرع لله تعالى والدعاء له بصفة مستمرة ودائمة. ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين. لهذا نجد عباد الرحمان وهم الرجال والنساء قد اكتملت فيهم الصفات الخُلقية الواردة في الآيات الكريمة من سورة الفرقان. من فضائلهم الحميدة، وأخلاقهم المجيدة، وعباداتهم الرشيدة، أنهم يقصدون ربهم ويتوجهون إليه في دعائهم ومسألتهم ملحين، كما أفاد الفعل المضارع "يقولون"، أن يهب لهم من أزوجاهم وذريتهم ما تقر به عيونهم وتسر به قلوبهم وأن يخرج من أصلابهم ومن ذريتهم من يطيعه ويعبده ويخدم دعوته. وهذا الدعاء لأزواجهم وذريتهم في صلاحهم؛ فإنه دعاء لأنفسهم؛ لأن نفعه يعود عليهم، ويدوم في الدنيا والآخرة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عنه عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ" 2.