اضطراب تبدد الشخصية أو الانفصال عن الواقع هو أحد اضطرابات الصحة النفسية التي تتميز بأنها تسبب شعورًا مستمرًا أو متكررًا بأن الشخص منفصل عن جسمه (تبدد الشخصية)، أو يشعر بأن ما يحدث حوله ليس حقيقًا، وعادة ما يترافق ذلك مع الشعور بأن الشخص مراقب خارجيًا، أو منفصل عن محيطه. أنواع تبدد الشخصية وتعريفه لاضطراب تبدد الشخصية والانفصال عن الواقع جانبان متميزان، وليس بالضرورة أن نجدهما معًا عند كل المصابين: تبدد الشخصية: يشير تبدد الشخصية إلى الشعور بالانفصال عن نفسك، كما لو كنت تشاهد حياتك تحدث من خلال شاشة فيلم. الانفصال عن الواقع: الانفصال عن الواقع هو الشعور بالانفصال عن بيئتك والأشياء والأشخاص فيها. قد يبدو العالم مشوهًا وغير واقعي، وكأنك تراقبه من خلال حجاب. قد تشعر كما لو أن جدارًا زجاجيًا يفصلك عن الأشخاص الذين تهتم لأمرهم. يمكن أن يؤدي هذا الجانب من التفكك أيضًا إلى حدوث تشوهات في الرؤية والحواس الأخرى، وتشمل الشروط الانفصالية الأخرى ما يلي: فقدان الذاكرة الانفصالي: حالة تنطوي على عدم القدرة على تذكر معلومات مهمة عن حياتك. شرود فصامي: شكل من أشكال فقدان الذاكرة القابل للعكس الذي يتضمن الشخصية والذكريات والهوية الشخصية.
الشعور باللامبالاة تجاه الأحاسيس. عدم القدرة على التحكم في الكلام أو الحركة. يشعر المصابون وكأنهم مراقبون خارجيًا. الشعور بعدم الارتباط بجسدك أو عقلك أو مشاعرك أو أحاسيسك. عدم القدرة على ربط المشاعر بالذكريات أو "امتلاك" ذكرياتك كتجارب حدثت لك. الشعور بأن جسمك وأطرافك مشوهة منتفخة أو متقلصة. قد يشعر المرضى وكأنهم في حلم أو ضباب أو كما لو كان جدار زجاجي أو حجاب يفصلهم عن محيطهم. القلق والاكتئاب شائعان أيضًا. عادة ما تكون أعراض اضطراب تبدد الشخصية أو الانفصال عن الواقع مؤقتة وتتلاشى بسرعة، قد تستمر النوبات لساعات أو أيام فقط أو لأسابيع أو شهور أحيانًا. لكن في بعض المرضى، تظهر الأعراض باستمرار وبكثافة لسنوات أو عقود، وغالبًا ما تكون الأعراض مؤلمة، وعندما تكون شديدة، فهي لا تطاق. وقد يخشى بعض المرضى من تعرضهم لأذية دماغية لا يمكن إصلاحها أو أنهم قد يصابون بالجنون، ومع كل ذلك، فإن المرضى يحتفظون دائمًا بمعرفة أن تجاربهم غير الواقعية ليست حقيقية بل هي فقط طريقة يشعرون بها (أي يكون لديهم الاختبار الواقعي سليمًا)، ويميز هذا الوعي اضطراب تبدد الشخصية أو الانفصال عن الواقع عن الاضطراب الذهاني الذي يفتقر دائمًا إلى هذه البصيرة.
الانسحاب من البنزوديازيبينات، أبلغ بعض الأشخاص عن اضطرابات إدراكية؛ مثل: تبدد الشخصية خلال مدة التّوقف عن تعاطي البنزوديازيبينات أو الانسحاب. تشخيص اضطراب تبدد الشخصية في حال وجود أعراض اضطراب تبدد الشخصية سيبدأ الطبيب تقييم الشخص المصاب من خلال إجراء فحوصات بدنية وتقييم تاريخه الطبي، وعلى الرغم من عدم وجود فحوصات مخبرية لتشخيص الاضطراب تبدد الشخصية على وجه التحديد، فقد يستخدم الطبيب فحوصات تشخيص مختلفة؛ مثل: دراسات التصوير وفحوصات الدم ؛ ذلك لاستبعاد الأمراض الجسدية أو الآثار الجانبية للأدوية في شكل سبب لهذه الأعراض. [٤] كما سيُقيّم الطبيب النفسي المصاب نفسيًا، إذ سيسأل الطبيب عن الأعراض والأفكار والمشاعر وأنماط السلوك التي تساعد في تحديد إذا كان الشخص يعاني من اضطراب تبدد الشخصية أو اضطرابات المرض النفسية الأخرى، كما قد يستخدم اختصاصي الصحة النفسية معايير اضطراب تبدد الشخصية الموجودة في الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية (DSM-5)، والذي تنشره جمعية الطب النفسي الأمريكية. [٥] علاج اضطراب تبدد الشخصية يُعدّ العلاج النفسي الحل الأساسي لاضطراب تبدد الشخصية، لكن في بعض الحالات قد تُدخَل بعض الأدوية إلى خطة العلاج، ويبدو العلاج على النحو الآتي: [٥] العلاج النفسي، الذي يُعرف أيضًا بالعلاج الاستشاري أو العلاج بالحوار ، ويهدف هذا العلاج إلى السيطرة على الأعراض حتى تخف وتبدأ بالاختفاء، ويساعد العلاج النفسي المصاب في الآتي: فهم سبب الإصابة باضطراب تبدد الشخصية التعرّف إلى الطرق التي تُشتِّت المصاب عن الأعراض، وتجعله يشعر بأنّه متصل بالعالم ومشاعره بدرجة أكبر.
كما أنه قد يظهر في المواقف الخطرة، من ضمنها التعرض للاعتداءات أو للحوادث أو للأمراض الشديدة. علاجه معظم من يلجأون للطبيب لعلاج هذا الاضطراب يكون هدفهم علاج أعراض أخرى قد تكون مترافقة معه، كالكآبة والقلق، وذلك بدلا من علاج الاضطراب نفسه. وتجدر الإشارة إلى أن الهدف وراء هذا العلاج عادة ما يبدأ عبر التعامل مع كل الضغوطات التي قد تكون تسببت في حدوثه. ويعتمد الاتجاه العلاجي الأفضل لهذا الاضطراب على المصاب نفسه وشدة الأعراض. علاج مرض اضطراب تبدد الشخصية: - الإرشاد النفسي، وهو يعد العلاج الرئيسي لهذا الاضطراب. - العلاج المعرفي، ويركز هذا النوع من العلاج على تغيير الأنماط الفكرية المضطربة وما ينتج عنها من مشاعر وسلوكات. - العلاج العائلي، والذي يساعد في توعية العائلة حول هذا الاضطراب وأسبابه، كما ويساعد أفراد العائلة على إدراك علامات حدوث نوبة من هذا الاضطراب، وذلك للتمكن من اللجوء إلى الطبيب في الوقت المناسب. - التنويم الإيحائي (المغناطيسي) السريري، وهو أسلوب علاجي يستخدم الاسترخاء الشديد والتركيز والانتباه للوصول إلى حالة خاصة من الوعي، ما يساعد المصاب على استكشاف الأفكار والمشاعر والذكريات اللاتي قد تكون مخفية عن عقله الواعي.
ومن الصعب وصف المشاعر الناتجة عن تجربة هذا المرض، والقلق حيال "الإصابة بالجنون" يمكن أن يجعلك تواجه مشاكل فى تحديد ما هو حقيقى وما هو خيال. وعادة ما تبدأ الأعراض بالظهور فى منتصف سنوات المراهقة أو فى بداية مرحلة البلوغ. ونادراً ما يُصيب هذا الاضطراب الأطفال وكبار السن. أعراض تبدد الشخصية ويمكن أن تتضمن أعراض تبدد الشخصية ما يلى: الشعور بأنك مراقِب خارجى لأفكارك، مشاعرك، جسدك أو أجزاء معينة منه، كما لو أنك تطفو فى الهواء خارج حدود جسدك. الشعور أنك تشبه الإنسان الآلى، أو أنك غير متحكم فى طريقة تحدثك وحركاتك. الإحساس بأن جسدك، قدميك، أو ذراعيك مشوهة، ضخمة أو متقلصة، أو أن رأسك ملفوف بالقطن. خمول عاطفى أو جسدى للحواس أو الاستجابات للعالم المحيط. الشعور بأن ذكرياتك تفتقد العاطفة، أو أن هذه الذكريات لا تنتمى إليك فى المقام الأول. الغربة عن الواقع تتضمن أعراض الغربة عن الواقع ما يلى: الشعور بالغربة أو شعور بعدم الألفة مع الأشياء المحيطة، كما لو أنك تعيش داخل فيلم سينمائي أو حلم. الشعور بعدم التواصل العاطفى مع الأشخاص المقربين منك، كما لو أنه يفصل بينك وبينهم جدار زجاجي. تبدو الأشياء المحيطة كما لو أنها مشوهة، ضبابية، خالية من الألوان، ثنائية الأبعاد أو صناعية، أو دراية تامة ووضوح للأشياء المحيطة.
السؤال: أنا شابٌّ لديَّ مشكلةٌ تؤرق حياتي؛ فعندما كنتُ في بداية العشرينيات من عمري كان الناس يشمون مني رائحةً كريهةً، ولم أجدْ لذلك تفسيرًا، مما أدخلني في دوامة الوساوس والرعب؛ أصبحتُ أخاف الاقترابَ مِن الناسِ؛ خوفًا مِن أن يقولَ لي أحدهم: إني أشم رائحةً كريهةً منك! أثَّر هذا على حياتي كثيرًا؛ فكنتُ لا أنام بل أظل أشم في جسدي باحثًا عن مصْدر الرائحة، ولا أجد شيئًا! كنتُ أُعاني وحدي مِن هذه المشكلة، حتى كِدْتُ أُجَنّ! وكنتُ أعتقد أن مصدر الرائحة أني أعاني من ديدان في البراز، فربما كانتْ هي مصدر الرائحة! بعد ذلك أصبحتُ أحسُّ بآلامٍ خلف كتفي الأيمن، ثم ضيقٍ في التنفُّس، مع سعالٍ كثيرٍ، خاصة في الليل. ازدادتْ معاناتي بعد دخولي الجامعة وسكني مع بعض الطلاب، فكنتُ أخاف أن يشموا مني رائحةً كريهةً، فترتب على ذلك ضيق في التنفس، مع أرَق شديدٍ، وسعالٍ أشد، ونقص وزني فأصبح 57 كجم! تطوَّر الأمرُ وحدَث لي اختناقٌ شديدٌ، فذهبتُ إلى المستشفى، وكشف عليَّ الطبيبُ وقال: لا يوجد شيء عضويٌّ! ولكنه لم يرشدني إلى طبيبٍ نفسيٍّ، وبعد أيامٍ قليلةٍ أصابني انهيارٌ عصبيٌّ حادٌّ، وقتها كنتُ أحس بحجابٍ بيني وبين الواقع، كأنني أرى نفسي مِن أعلى، وأنا في الأسفل، حالةٌ غريبة لم أجدْ لها تفسيرًا!