البيت العتيق – خطبة الجمعة 16- 11- 1440هـ جامع العذل بالزلفي - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار

(7) تقديم: أدب الرّسائل، يتضمّن جوانب مهمّة تقتضيها الكتابة الحرّة، والموضوع المسترسل، ويتضمّن هذا الأدب إشارات علمية، وإفادات فنّية، وإنشادات معرفية… وفي هذه السلسلة ندرج بعضاً ممّا توفّر لنا من أدب الرّسائل التي التحمت فيها أرواح علماء شمال المغرب. استراتيجية «بيت الخير» تدعم الأُسر الأقل دخلاً | صحيفة الخليج. ونثنّي بمراسلات العلامة الأديب قاضي مدينة طنجة محمد بن إدريس بن رحمون الفاسي داراً، الطّنجي وفاةً وإقباراً رحمه الله، مع مجموعة من الأعلام. -21- [من العلامة الأديب، قاضي طنجة، محمد بن إدريس بن رحمون الإدريسي إلى صديقه العلامة الشريف سيدي البشير أفيلال، يجيبه على رسالته، ويتشوّق لرؤيته، ويعتذر لمرضه…] الحمد لله فضيلة العزيز، الشريف المُنيف، الظّريف العفيف، المتناهي أدباً، المتعالي حسباً، كريم الأخلاق، ماجد الأعراق، محبوب أمّته رفعة وسناء، عمدة أسرته عزّة ووفاء، علاّمتنا الأستاذ الكبير، سيدي ومولاي البشير رعاه الله. أقدّم بين يدي نجواي تحيّةَ من عند الله مباركة طيّبة، تسدي الجميل، وتقبل ثرى الحرّ الجليل، (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجز أهل البيت ويطهّركم تطهيراً). إنّي ألقي إليّ كتاب كريم، من أخ حميم، شريف الأعطاف، بديع الأوصاف، عذب المورد، طيب المولد، حسنت مكارمه، وحمدت مآثره، حماه الله ووقاه، وكان له وتولاّه.

بيت الخمير الصفا بطل

فلله ما أجله من خطاب بليغ، أحرز من الأدب أصوبه، ومن البيان أغربه، ومن الثّناء أعذبه، من فكر فسيح، بقلم نصيح، وقول فصيح، برهانه صريح، ومعناه صحيح، فهنأكم الله ووفّقكم، وأخصب بمنّه روض مرعاكم، وأبقاكم في نخوة سامة، ورهوة رابية، وربوة عالية. وإن سألتم عن الحال والأحوال، فقد رفع الله لأخيكم بساحة السّكينة رايةً لا تنتكس، وجعل له في مسكن الرّاحة آية لا تنطمس، ونهج له طريقاً إلى الاستسلام لا تلتبس، وفتح له أبواباً في الاشتغال بالعلم لا تندرس، فله تعالى الحمد كلّه، وله الملك كلّه، وبيده الخير كلّه، وإليه يرجع الأمر كلّه. بيت الخمير الصفا يستضيف بطولة شباب. غير أنّي أستمنحكم عفواً بقدر ما يعلمه جنابكم من شغفي بمحبتكم، وإخلاصي في جانب أخوّتكم، وكوني أحرص في التعجيل بجوابكم، لولا مانع المرض،-ولساحتكم العافية- فمن أوبتي من الحمراء بعد أسبوع العيد النّبوي وأخوكم منحرف الصّحّة، ثقيل الحركة، من أسقام بدنية، وآلام باطنية، إلى أن أغناه الله من فضله بالشفاء عن الطبيب والدواء، وبالعافية عن التّوجّع والداء، وهذا أوّل خطّي بقلم الخجل، على رقّ الوجل، كشف الله عنّا وعنكم هفوات المحن، وغمرات الفتن، إنّه سبحانه وليّ التّيسير. وإن تعجب فعجب من امتداد مقامي بهذا البلد الأمين، وهي لنا بالخصوص دار غربة، لا يهب علينا فيها نسيم قربة، بل ليس لنا فيها قريب ولا نسيب، ولا جار ولا حسيب، ولا خلّ ولا نسيب، ولكن؛ هو البناء أمره ممطول، والقائم به مقيّد مغلول، أمّا مواعيد العملة ميه فهي عديدة سريعة، ولكن إنجازها كسراب بقيعة، لا تنفع عندهم وسيلة، ولا تستميلهم حيلة، ولا ترجى منهم في الخير فتيلة، يحبّون أن يمدحوا ولكن بدون أن يمنحوا، لذلك لا يوجد لهم شاكر، ولا يترنّم بمدحهم ذاكر.
تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز