وما ربك بظلام للعبيد

- وهناك تفاسير أخرى لا تخلو من مزيد تكلف أو تعسّف أو غموض أو تردد، إذ يثبتون شيئًا في آية ثم يعودون عنه في آية أخرى. ولو سكتوا أو قالوا لا ندري لكان أفضل (انظر تفسير المنار 4/266، وتفسير ابن عاشور 10/42 و17/210 و24/319 و26/316، وتفسير عبد الرحمن حبنكة الميداني 3/112). - وقد يكون المقصود التعريض بالظلّام من البشر، فالإنسان كلما زادت قوته الجسمية والمالية والاجتماعية والعسكرية زاد ميله إلى ظلم الآخرين. ومع أن الله ليس كمثله أحد في القوة، إلا أنه لا يَظلِم أحدًا في كثير ولا قليل. التفسير المقترح: 1- من ثوابت التفسير: الله لا يَظلم - (ومَن يفعلْ ذلكَ فقدْ ظَلمَ نفسَهُ) البقرة 231. - (ومَن يَتعدَّ حدودَ اللهِ فقد ظَلمَ نفسَهُ) الطلاق 1. - (وما ظَلمناهُمْ ولكنْ كانُوا أنفسَهمْ يَظلِمُونَ) النحل 118. ص1310 - كتاب تفسير القرآن الكريم اللهيميد من الفاتحة إلى النساء - لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد - المكتبة الشاملة. - (لا تَظلمونَ ولا تُظلمونَ) البقرة 279. - (إنّ اللهَ لا يَظلمُ مِثقالَ ذَرّةٍ) النساء 40. - (إنّ اللهَ لا يَظلِمُ الناسَ شيئًا ولكنّ الناسَ أنفسَهم يَظلِمُونَ) يونس 44. - (ولا تُظلمُونَ فتيلاً) النساء 77. - (ولا يُظلمُونَ نقيرًا) النساء 124. - (مَن جاءَ بالحسَنةِ فله عَشْرُ أمثالِها ومَن جاءَ بالسيئةِ فلا يُجزَى إلا مِثلَها وهم لا يُظلمُونَ) الأنعام 160.

  1. سورة فصلت - الآية 46
  2. ص1310 - كتاب تفسير القرآن الكريم اللهيميد من الفاتحة إلى النساء - لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد - المكتبة الشاملة
  3. مِن نُكَتِ القرآن : وما ربك بظلام للعبيد.
  4. ما معنى قوله تعالى "يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه" - أجيب

سورة فصلت - الآية 46

وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [يونس: 44]. ما معنى قوله تعالى "يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه" - أجيب. عن أبي ذرٍّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربِّه - عز وجل -: ((يا عبادي، إني حرمتُ الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرَّمًا، فلا تظالموا... إلى أن قال في آخره: يا عبادي، إنما هي أعمالُكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا، فليحمدِ اللهَ، ومَن وجد غير ذلك، فلا يلومَنَّ إلا نفسه))؛ رواه مسلم بطُوله. قال تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47]. وفي الصحيحينِ، من حديث زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريِّ، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة الطويل، وفيه: ((فيقول الله - عز وجل -: ارجعوا، فمن وجدتم في قلبه مثقالَ حبةِ خردلٍ من إيمان، فأخرِجوه من النار))، وفي لفظ: ((أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان، فأخرِجوه من النار، فيُخرجون خَلقًا كثيرًا))، ثم يقول أبو سعيد: اقرؤوا إن شئتم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40].

ص1310 - كتاب تفسير القرآن الكريم اللهيميد من الفاتحة إلى النساء - لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد - المكتبة الشاملة

أي إنه فقير على قول محمد -صلى الله عليه وسلم-، لأنه اقترض منا • قوله تعالى (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ.. ) المراد من هذا السمع التهديد.

مِن نُكَتِ القرآن : وما ربك بظلام للعبيد.

وبه تم شرح هذا الكتاب، والحمد لله أولاً وآخرًا. مرحباً بالضيف

ما معنى قوله تعالى &Quot;يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه&Quot; - أجيب

انتهى. هذا؛ وننبه إلى أن المؤمن إن جال تفكيره، وخطر بباله ما يقتضي نقصا في حق الله -سبحانه وتعالى-، فعليه أن ينتهي عن ذلك، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ويصرف فكره إلى الثوابت المحكمات، ويرجع إليها الأمور المشتبهات، وليسأل العلماء الراسخين عما اشتبه عليه. والله أعلم.

الرد على الشبهة إذن: فهل يعني نَفْي المبالغة ظلاَّم إثبات ظالم - تعالى الله عن الظلم - قالوا: لا، لأن لفظ الآية { وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ} [فصلت: 46] ولم يقل للعبد، فصيغة المبالغة جاءت من تكرار الفعل. يعني: ظلم عبداً واحداً يعني ظالم، فإنْ ظلم الكل فلا بدَّ أن عنده قوة كبيرة تُحوله إلى ظلاَّم. فنَفْي ظلاَّم بهذا المعنى نَفْيٌ لظالم أيضاً، ثم مَنْ يريد أن يظلم أن يظلم على قوته، فعلى فَرْض أن الحق سبحانه وتعالى يظلم فهو ظلاَّم { وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ} [فصلت: 46]. مِن نُكَتِ القرآن : وما ربك بظلام للعبيد.. الحق سبحانه وتعالى حين ينفي صفة الظلم عن نفسه تعالى بعد قوله { مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا} [فصلت: 46] كأنه يقول سبحانه: أنا حكَم عَدْلٌ بينكم وبين أنفسكم، أجزى كل نفس بما عملت وبما سعَتْ دون ظلم، فأنا أحكم لكم وعليكم، فأنتم لستُمْ خصوماً لي.