عند جهينة الخبر اليقين

عرضت برنامج "تأملات" في حلقته بتاريخ (2020/3/10) أصل قصة المثل "عند جهينة الخبر اليقين" عند قدماء العرب. عرضت برنامج "تأملات" في حلقته بتاريخ (2020/3/10) أصل قصة المثل "عند جهينة الخبر اليقين" عند قدماء العرب. وتتعلق حكاية المثل بقاتل فاتك اسمه الحصين، وقد هام على وجهه يقطع الطريق، فيقتل من يقدر على قتله ويسلب متاعه، ولقيه الأخنس الجهني وكان فاتكا مثله، فتعاهدا ألا يغدر أي منهما بالآخر، وأن يصطحبا في قطع الطريق وسلب الناس. عند جهينة الخبر اليقين قصة مثل عربي - YouTube. وفي يوم من الأيام علم الصديقان الفاتكان بأن رجلا انصرف من عند الأمير بهدايا وجوائز، فترصداه حتى وجداه مستظلا تحت شجرة، فأتياه فدعاهما على الطعام، فأكلا معه وشربا، ثم ذهب الجهني لقضاء حاجته، وعندما رجع وجد صاحبه الحصين وسيفه في يده يقطر دما ووجد الرجل الذي ضيفهما قتيلا غارقا في دمه، فلام الجهني صاحبه على فعلته، فقال الحصين "اقعد نتم طعامنا، والله ما خرجنا إلا لمثل هذا"، فأظهر الجهني الرضا وأتم أكله مع صديقه، لكنه أدرك أنه غادر لا عهد لديه واقتنص منه غفلة فعلاه بالسيف وقتله، ثم سلب المتاع كله ومضى في سبيله متابعا اللصوصية. وبعد مدة افتقد أهل الحصين ابنهم، ولعلهم فرحوا بغيابه وغياب أخباره، لكن أخته كانت ترتاد الأسواق وتسأل الناس عنه، وصادف أن سمعها الجهني، فمضى عنها وهو يقول: " تسائل عن أخيها كل ركب وعند جهينة الخبر اليقين " ومنذ ذلك الوقت ذهب قوله مثلا، وباتت العرب تقول "عند جهينة الخبر اليقين ".

عند جهينة الخبر اليقين قصة مثل عربي - Youtube

ومن الشهر الأمثلة أيضا الذي لا يعرف قصته "وعند الصباح يحمد القوم السُرَى"، أول من أطلقها الصحابي الجليل خالد بن الوليد لما بعث إليه أبو بكر رضي الله عنهما وهو باليمامة: أن سر إلى العراق، فأراد سلوك المفازة، فقال له رافع الطائى: قد سلكتها في الجاهلية، وهى خمس للإبل الواردة، ولا أظنك تقدر عليها إلا أن تحمل من الماء، ثم سقاها الماء حتى رويت، ثم كتبها وشد أفواهها، ثم سلك المفازة حتى إذا مضى يومان وخاف العطش على الناس والخيل، وخشى أن يذهب ما في بطونه الإبل نحر الإبل واستخرج ما في بطونها من الماء، ومضى. فلما كان في الليلة الرابعة، قال رافع: انظروا هل ترون سدرًا" عظامًا؟ فإن رأيتموها وإلا فهو الهلاك، فنظر الناس فرأوا السدر، فأخبروه، فكبر، وكبر الناس، ثم هجموا على الماء، فقال خالد: لله در رافع أني اهتـــدى.. فوز من قراقــــــر إلى ســــــوى عند الصباح يحمد القوم السرى.. وتنجلي عنهم غيابات الكرى فصارت مثلاً يضرب للرجل "يحتمل الشقة رجاء الراحة"، وكان صاحبها سيف الله المسلول- رضي الله عنه-. تراث مهدد بالضياع كشفت دراسة بحثية، أثر الأمثال الشعبية على الفرد والمجتمع، في التعبير عن خبرات وتجارب وثقافات الشعوب المختلفة، وقدرتها على صياغة هذه الخبرات في كلمات موجزة في شكل قوالب لغوية شعبية، تترجم أحوال السابقين، وتسجل وقائعهم، وتصور مشاعرهم، حتى أصبحت هذه الأمثال مصدرًا من مصادر التراث؛ ومرآة الأمم التي تعكس واقعها الاجتماعي والفكري والثقافي.

وهذه الثغرات المعروفة يبدو أنّها ليست مجرد ثغرات، بل هي هاوية الجحيم التي تتوسع لتُغرق البلد وأهله. لا عجب على هذا الأساس تمّسك جهينة بالوضع القائم، أي استمرار الفساد في كل مكان لتتمكن هي من التخفّي وراءه لتستمر بما تقوم به. وهنا علينا العودة، ولو في إختصار، الى ما فعلته جهينة وأهلها بالقتيل من تعذيب وتنكيل قبل القضاء عليه. وسأختصر القضية في الخمس عشرة سنة الماضية، حتى لا أطيل الكلام الذي يحتاج إلى مجلّدات لو تمّ شرح تفاصيله. الضربة الأولى في هاوية الجحيم كانت تلك الحفرة المشتعلة في الرابع عشر من شباط سنة 2005، يوم قرّر أهل جهينة من القديسين، أن يغتالوا رفيق الحريري، ومن بعده أن يذهبوا الى المشاركة في تقبّل التعازي، وأهل الضحية غافلون عن كون جهينة عندها الخبر اليقين. أُقفل البلد واقتصاده لأشهر، ولولا حكمة أهل الضحية لتجاوز الحزن والعودة إلى الحياة، لكانت الأمور ذهبت إلى المجهول. وما ان مضت بضعة أشهر حتى أتت الضربة الثانية بحرب تموز، التي وسعّت هوّة الجحيم وضربت فرصة كانت واعدة لصيف سنة 2006 ، أبت جهينة وأهلها أن يمرّ على خير. ولكن، عاد أهل الضحية مجدداً الى اختراع خطة إنقاذ كان اسمها "باريس 3″، وهي أيضاً كانت واعدة لإعادة إنعاش الاقتصاد المترنح على حافة الهوّة الملتهبة.