الشق الثاني يجب على المرء أن يعود للاشخاص الذي ظلمهم ويطلب منهم العفو، حيث إن الإنسان يجب عليه أن يعترف بخطأه، ويطلب السماح من غيره، لأن تلك المظالم مرهونة بعفو العبد عن أخيه، فرد الحقوق واجب ولا توبة إلا بعفو الأخرين، حتى وإن لم يسامحوا فالأعتراف بالذنب يكفي. والذين كانوا لا يعلموا إن ما يفعلوه ظلم وفساد، فعليهم التوبة لله، ولا حرج عليهم، فالله تعالى يقول في كتابه العزيز"إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا".
بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر من الزور وقوله والعمل به حتى قال: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». ما هي آثار شهادة الزور - موضوع. رواه البخاري. [4] عن أبي عبد الرحمن بن أبي بكرة ما عن أبيه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين» - وجلس وكان متكئاً فقال: «ألا وقول الزور» قال فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. رواه البخاري. المراجع [ عدل]
مثال عن أحد دعاوى الشهادة الزور. في حال وقعت مشاجرة بين عائلتين، وبالتالي وقع قتلى من بين أفراد العائلة الأولى، ومن ثم قام أحد الأشخاص من العائلة الأولى باتهام أحد الأشخاص من العائلة الثانية عمداً وظلماً وزوراً، مع العلم أن هؤلاء الأشخاص لم يكونوا موجودين في مكان المشاجرة، وبعد فترة قامت العائلة الأولى بقتل أحد أفراد العائلة الثانية ثم صار الصلح بينهما، وبالتالي غيرت العائلة الأولى أقوالها في المحكمة لإحقاق الحق ودفع الظلم، إلا أن المحكمة طالبت بشهود والعائلتين نفت وجود أشخاص متهمين. ليأتي أحد الأشخاص إلى المحامي واستشارته هل يجوز أن يتطوع أحد الأشخاص الآخرين بهذه الشهادة علماً أنهم متأكدين من هذا الاتهام باطلٌ. وجاء رد المحامي بالآتي: جميعنا يعلم والفقهاء بأن أداء الشهادة بالمشهود به زوراً، فلا تصح الشهادة بمن يشك فيه، ولا لمن يغلب على الظن، ولا يجوز في الشهادة من لم يسمع أو من لم يعاين، لأنه لا علم له بالشهود ومن دون العلم لا يجوز الشهادة. كما جاء قول الله تعالى: "إلا من شهد بالحق وهم يعلمون" سورة الزخرف الآية 86 ، وفي آية أخرى "وما شهدنا إلا بما علمنا"، وبالتالي فإن شهد الشاهد بأمر لم يتقينه فإنه آتياً بشهادة زور، والشهادة الزور من كبائر الذنوب التي تغضب الله عز وجل.
ماهي عقوبة الشهادة الزور بالقرآن؟. إذاً من خلال استشهادنا في القرآن الكريم والحديث الشريف، أن الشهادة في الزور تعتبر من الكبائر لما حذر منها الله عز وجل ورسوله الكريم، وحكمها بتحريمها بإجماع من الفقهاء. فليس هنالك عقوبة خاصة في الشرع لشهادة الزور، وإنما عقوبتها تكون بالتعزير، أي يعاقب شاهد الزور عقوبة يقدرها القاضي تبعاً للقضية التي يتقاضاها، ولا خلاف في ذلك بين الفقهاء، بينما كان الخلاف في كيفية التعزير. لمزيد من المعلومات اطلب استشارة قانونية من محامي ومستشار قانوني في الرياض. إن شهادة الزور من أحد الجرائم المعاقب عليها في المملكة العربية السعودية، لما تسببه من تضليل للعدالة، وإيقاع الظلم على المتهم الذي قد يكون بريئاً. واعتبر القانون في المملكة أن شهادة الزور جنحة وعلى أثرها يعاقب كل من يرتكبها بعقوبة تعزيرية بالسجن أو الجلد أو الغرامة المالية، وللقاضي في المحكمة أن يقضي بأحد العقوبات أو بعقوبتين معاً، ويحق للمحكمة أن تحرك دعوى شهادة الزور للشاهد واحالتها للنيابة العامة للتحقيق فيها، كما يحق للمتهم الطعن في صحة الشهادة الشاهد الزور وذلك من خلال اثباتات يقدمها للقاضي، وبمساعدة المحامي إن كان المتهم قيد التحقيق.