(فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) - YouTube
185 قلت: وهذا القول لا يعرف عن عطاء ولا يشترط أحد من الفقهاء المشهورين على من منع من عمرته أو أفسدها أن يقضيها في مثل ذلك الشهر. والثاني: أنه قوله: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ (2) ثم اختلف أرباب هذا القول في معنى الكلام ووجه نسخه على ثلاثة أقوال: أحدها: أن هذا نـزل بمكة، والمسلمون قليل ليس لهم سلطان يقهرون به المشركين، وكان المشركون يتعاطونهم بالشتم والأذى فأمر الله تعالى المسلمين أن يأتوا إليهم مثل ما أتوا إليهم أو يعفوا ويصبروا فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأعز الله سلطانه نسخ ما كان تقدم من ذلك، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس =رضي الله عنهما= (3). والثاني: أنه كان في أول الأمر إذا اعتدي على الإنسان فله أن يقتص لنفسه بنفسه من غير مرافعة إلى سلطان المسلمين ثم نسخ ذلك بوجوب الرجوع إلى السلطان في إقامة الحدود والقصاص، قال شيخنا (4) وممن حكي ذلك عنه ابن عباس =رضي الله عنهما= قلت: وهذا لا يثبت عن ابن عباس (5) 186 ولا يعرف له صحة، فإن الناس ما زالوا يرجعون إلى رؤسائهم، وسلاطينهم في الجاهلية والإسلام إلا أنه لو أن إنسانا استوفى حق نفسه من خصيمه من غير سلطان أجزأ ذلك (6) وهل يجوز له ذلك؟ فيه روايتان عن أحمد.
والذي يتعدى حدود الله -تبارك وتعالى- مما حده في الزمان أو المكان أو غير ذلك فإنه يعاقب بمثل فعله، فالكفار حينما يقاتلون المسلمين في الشهر الحرام لا يبقى المسلمون في حال من المتاركة للكافر يقتلونهم ويأسرونهم بحجة أن ذلك وقع في شهر حرام. فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم وعليكم السلام. وكذلك لو أنهم فعلوه في بيت الله الحرام، فلو أن أحدًا اعتدى في الحرم وعمد إلى أهل الحرم من القاطنين فيه أو الواردين والوافدين عليه من العمار والحجاج يقتلهم ويسفك دماءهم أو نحو ذلك، فهذا لا يُترك بحجة أنه في بلد حرام، وهكذا، والجزاء من جنس العمل. والله -تبارك وتعالى- يقول في هذه الآية: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [سورة البقرة:194] اجعلوا بينكم وبين عذاب الله وقاية بفعل ما أمر واجتناب ما نهى، فالله -تبارك وتعالى- يكون معكم فهو أهل التقوى. يؤخذ من هذه الآية من الهدايات: الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ المقابلة بالمثل، وكذلك أيضًا في قوله: وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ قصاص هنا مصدر فأخبر عن المحرمات بذلك بالمصدر من باب المبالغة وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ يعني يُقتص من الجاني والمعتدي بمثل فعله، فعبر عن ذلك بالمصدر فقال: وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ.
والجواب عن هذا بأمرين: أحدهما: أن الله بيّن مشروعية الانتقام ثم أرشد إلى أفضلية العفو, ويدل لهذا قوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ}, وقوله: {لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ}, أذن في الانتقام بقوله: {إِلا مَنْ ظُلِمَ}, ثم أرشد إلى العفو بقوله: {إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً}.
وقد أطلق هاهنا الاعتداء على الاقتصاص ، من باب المقابلة ، كما قال عمرو بن أم كلثوم: ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا وقال ابن دريد: لي استواء إن موالي استوا لي التواء إن معادي التوا وقال غيره: ولي فرس للحلم بالحلم ملجم ولي فرس للجهل بالجهل مسرج ومن رام تقويمي فإني مقوم ومن رام تعويجي فإني معوج وقوله: ( واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين) أمر لهم بطاعة الله وتقواه ، وإخبار بأنه تعالى مع الذين اتقوا بالنصر والتأييد في الدنيا والآخرة.
وهنا اختلف الفقهاء أيضاً في وجوب القصاص أو الضمان. وقسّم فقهاء القانون الضّرر الذي يتوجّه على الإنسان ويكون قابلاً للتعويض المادي إلى قسمين: الأوّل: الضّرر المادي: وهو الضّرر الذي يوجب الإخلال بمصلحة ماليّة للمضرور, فالتعدّي على شخص في بدنه يخلّ بقدرته على الكسب أو يوجب خسارة ماليّة للعلاج ونحوه. الثاني: وهو الضّرر الذي لا يصيب المضرور بماله لكن يصيب نفسيّة الإنسان ومشاعره, وهو على أربعة أنواع: 1- الضّرر الذي يصيب الجسم كالضرب الذي لا يوجب جرحاً أو تشويهاً, فإنّه قد يوجب أذى نفسيّاً يفوق ضرره المادي. 2- الضّرر الذي يلحق الإنسان في سمعته وشرفه, كالقذف والسبّ وهتك العرض والتشهير. المقصود بقوله تعالى (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ (194) البقرة) – Albayan alqurany. 3- الضّرر الذي يصيب العاطفة والحنان كانتزاع الطفل من حضن اُمّه والاعتداء على الأولاد أو الاُمّ أو الأب أو الزوج والزوجة. 4- الضّرر الذي ينجم عن الاعتداء على حقّ مادّي له وإن لم يتسبّب بضرر مادّي كدخول أرضه من دون إذن منه. وفي كلّ ذلك حكموا بالتعويض المادّي على المتضرّر من ذلك, سواء في ذلك الضّرر المادّي أو الضّرر الأدبي بجميع أنواعه. (القواعد الستّة عشر: 137, أنوار الفقاهة 5: 190, الدّروس الشرعية 3: 113, قواعد الأحكام 3: 642, كشف اللثام 11: 211, المغني 5: 581, إحياء علوم الدين 3: 179, تكملة البحر الرائق 3: 99, الوسيط في شرح القانون المدني 1: 855 – 865)
ملاحظة: قد تتّصل تاء الفاعل بالميم والألف للدلالة على المُخاطَبَيْنِ والمخاطَبتَيْنِ، أو الميم للدلالة على المخاطَبِينَ، أو النون للدلالة على المخاطَبات: قرأْتُما، قرأْتُم، وقرأْتُنَّ. ضمير المتكلمين (نا) الفاعلين: قرأْنا كتاباً، وإعراب قرأْنا: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتّصاله بنا المتكلّمين، ونا المتكلّمين: ضمير رفع متّصل، مبنيّ في محلّ رفع فاعل. نون النّسوة (نَ): هُنَّ قرأْنَ الدرس، وإعراب قرأْنَ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتّصاله بنون النسوة، ونون النّسوة: ضمير رفع متّصل، مبنيّ في محلّ رفع فاعل. البناء على الضمّ يُبنى الفعل الماضي على الضمّة في حالة واحدة فقط؛ هي اتصاله بواو الجماعة، مثل: الموظفون غادرُوا المكان، ويُعرَب الفعل غادروا: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الضمّ؛ لاتّصاله بواو الجماعة، وواو الجماعة: ضمير رفع متّصل، مبنيّ في محل رفع فاعل. 4 الجملة إعرابها المعلّمون أنهوا الدروسَ. موضوع عن إعراب الفعل الماضي - المنهج. المعلّمون: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنّه جمع مذكر سالم. أنهوا: فعل ماضي مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل. الدروسَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
أقسام المؤنث في اللغة العربية تقسم الأسماء في اللغة العربية حسب جنسها إلى: اسم مذكر: والأصل في كل الأسماء في اللغة العربية هو التذكير، ولذلك فإن التذكير لا يحتاج لعلامة. اسم مؤنث: وهو اسم فيه علامة المؤنث ظاهرة. وقد ميز المولى عز وجل في كتابه العزيز بين الألفاظ المؤنثة والألفاظ المذكرة يقول تعالى: " ووجد من دونهم امرأتين تزودان". "قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين" والمذكر بوجه عام هو ما يصح أن يشار إليه بهذا. المؤنث هو ما يصح أن يشار إليه بهذه. علامات إعراب الفعل الماضي - المندب. أنواع الأسماء المؤنثة مؤنث حقيقي: وهو ما دل على أنثى من بشر أو حيوان أو غيره ويعرفه بعض العلماء بأنه اسم يدل على ما يلد أو يبيض (من البشر والحيوانات). مثال: هذه فاطمة. هذه ليلى. هذه شيماء. هذه هند. مؤنث مجازي التأنيث: أما الأسماء التي تشير لأنثى، لكن لا توجد بها إحدى علامات التأنيث، وقد عاملها العرب معاملة المؤنث، فتسمى مؤنث مجازي مثل: عين – نار. أيضًا يمكن تقسيم الاسم المؤنث من حيث اتصاله وعدم اتصاله بعلامات التأنيث إلى: مؤنث معنوي: وهو الذي يدل على مؤنث حقيقي لكنه يخلو من علامات التأنيث، واشمل: الأسماء الخاصة بالإناث فقط: مثل أخت أم – بنت.