اياس بن معاوية

هنا قرر القاضي إياس أن يعرف الحقيقة ويحكم بالعدل بينهما، فطلب من كلاً منهما محاولة إثبات حقيقة ما يقول، إلا أنهما فشلا في إثبات ذلك. حينئذ سألها القاضي إياس المزني أين المكان الذي تم تقديم المال فيه، فأجاب الرجل المدعى عليه أنه تم تقديم المال عند شجرة في مكان معين وقام بوصف هذا المكان. وطلب من الرجل الآخر أن يذهب هناك إلى هذا المكان، لعله يتذكر أنه قام باستلام المال، وحينها اطمأن قلبه، واعتقد أن القاضي قد صدق كلامه. شبكة الألوكة. في هذا التوقيت، كان القاضي يسأل الرجل المدعى عليه من بين الحين والآخر، هل وصل صاحبك إلى المكان؟، هل لا يزال الطريق طويل؟ وهنا تأكد القاضي إياس بن معاوية أن المدعي عليه كاذب وأنه من أخذ المال ورفض إرجاعه إلى صاحبه، حيث قال له: "والله أنت الخائن"، ثم أمر بحبسه. مقالات قد تعجبك: شاهد أيضًا: قصص اطفال قبل النوم طويلة ومشوقة قصص تثبت ذكاء القاضي إياس بن معاوية 1- قصة الرجل الدهقان جاء رجل ذات يوم وسأل القاضي إياس بن معاوية عن شرب الخمر هل هو حلال أو حرام؟ أجابه القاضي أن شرب الخمر حرام، قال له الرجل أريدك أن تقنعني بذلك. فقال له القاضي إياس المزني، إذا أحضرت مقدار من الماء وضربتك به هل يؤلمك؟، فقال الرجل لا.

  1. شبكة الألوكة

شبكة الألوكة

القضاعي, ابن الأبّار (1997)، الحلة السيراء ، دار المعارف، القاهرة، ISBN 977-02-1451-5. الحميدي, أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح (1989)، جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ، الدار المصرية للتأليف والترجمة. البلاذري, أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي (1901)، فتوح البلدان ، مطبعة الموسوعات بالقاهرة. ابن تغري بردي, أبو المحاسن جمال الدين يوسف الأتابكي (1992)، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ، دار الكتب العلمية، بيروت. ابن خلكان, أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر (1972)، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ، دار الكتب العلمية، بيروت. عنان, محمد عبد الله (1997)، دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول ، مكتبة الخانجي، القاهرة، ISBN 977-505-082-4. ، الزركلي, خير الدين (2002)، الأعلام ، دار العلم للملايين. الملاحظات [ عدل] 1 كانت إفريقية في تلك الفترة تتبع ولاية مصر، وكان والي مصر هو من يعين ولاة إفريقية.

وقد ورد عن إياس أنه قال ما غلبني أحد قط سوى رجل واحد، وذاك أني كنت في مجلس القضاء بالبصرة، فدخل عندي هذا الرجل وشهد أن البستان الفلاني هو ملك فلان، فقلت له: كم عدد شجره فقال: منذ كم يحكم سيدنا القاضي في هذا المجلس، فقلت: منذ كذا، فقال: كم عدد خشب سقف المجلس، فقلت له: الحق معك وأجزت شهادته[27]. رُوي أن دهقانًا[28] أتى مجلس إياس بن معاوية فقال له: يا أبا وائلة، ما تقول في المسكر؟ قال: حرام؛ قال: وما حرَّمه وهو تمر وماء، فقال له إياس: أرأيت لو أخذت كفًا من ماء فضربتك به، أكان يوجعك، قال: لا، قال: أفرأيت لو أخذت كفًا من تراب فضربتك به، أكان يوجعك، قال: لا؛ قال: أفرأيت لو أخذت كف تبن فضربتك به، أكان يوجعك، قال: لا؛ قال: أفرأيت لو أخذت التراب ثم طرحت عليه التبن، وصببت عليه الماء، وجعلته في الشمس حتى يبس ثم ضربتك به، أكان يوجعك، قال: نعم، ويقتلني، قال له إياس: هكذا شأن الخمر، فهو حينما جُمعتْ أجزاؤه خُمِّر فأصبح حرامًا[29]. قال إياس بن معاوية في العام الذي مات فيه: رأيت في المنام كأني وأبي على فرسين فجريا معًا فلم أسبقه ولم يسبقني، وقد عاش أبي ستًا وسبعين سنة وأنا فيها، فلما كان آخر لياليه قال أتدرون أي ليلة هذه استكملت فيها عمر أبي ونام فأصبح ميتا[30]، فكانت وفاته في سنة 122هـ= 740م[31]، وله من العمر ست وسبعون سنة مثله مثل أبيه[32].