جريدة الرياض | خلوني أبكي.. رثاء مختلف لفهد بن سعيد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا.

  1. العباة الرهيفه فهد بن سعيد

العباة الرهيفه فهد بن سعيد

وهذا بالطبع غير صحيح إطلاقاً لأن الأغنية من تأليف الشاعر محمد الجنوبي -رحمه الله- الذي كان قد تحدث لـ»الرياض» عن هذه الأغنية قائلاً إنه توجه إلى مدينة الرياض حاملاً معه قصيدة شعرية متوقعاً أن يكون لها صيت كبير وهي بعنوان «خلاص من حبكم» وكان عمره حينها لم يتجاوز التاسعة عشرة ربيعاً، وذهب بها إلى «إبراهيم العجيان» صاحب تسجيلات التلفون، حيث كان على موعد مع الفنان فهد بن سعيد الذي أعطاه القصيدة، وتم تركيبها على لحن أغنية قديمة عنوانها «نامت عيون الناس» التي لحنها عبدالله السلوم، وما ان انتهى ابن سعيد من تسجيلها حتى حظيت بنجاح منقطع النظير. هذه هي المعلومات الأكيدة التي رواها من كتب الأغنية ولم يكن هناك إشارة لأي موقف شخصي خاص بفهد بن سعيد مثلما أرادت إيهامنا ابنته. أما قضية الطلاق التي ذكرتها فاطمة فهي أيضاً لا تمت للواقع بصلة، والمعروف عن فهد بن سعيد أنه لم يفكر بالزواج قبل العام «1976» حينها توجه إلى منزل يعرفه ليخطب أخت صديقه بعدما أبلغهم برغبته بالزواج، وذلك بعد عودته من الإمارات العربية المتحدة بعام، وعندما طرق باب الدار، إذا بطفل يفتح الباب ويفاجئه بأن «ليس في المنزل أحد» رغم أنه شاهدهم خلف الستار، فكان مشهداً محبطاً له في يوم الخميس الذي ترجمه في أغنيته الشهيرة «يوم الخميس العصر مريت الأحباب».

في ذلك الوقت كانت الأغنية تتمحور في غناء القصائد النبطية ومنها النبطية المعربة، وقد جاءت نهضة الفن الغنائي في نجد ابتداء من تلك الفترة بفضل تكوين قوالب الأغنية النجدية في الخمسينات والستينات وحتى السبعينات الميلادية على يد مجموعة من الفنانين المميزين الذين أعطوا نتاجاً غنائياً مميزاً، كان من أبرزهم فهد بن سعيد الذي أبهر المتعطشين آنذاك بأغانيه وألحانه الملهمة. هناك الكثير من الأعمال الذهبية قدمها ذلك الجيل الذهبي للأغنية الشعبية الكلاسيكية بتنوع وتغير القوالب الفنية حسب الرؤية والإحساس، وهو ما يعطي فكرة وقيمة لأغنية "خلوني ابكي" لثراها لغويا وقدراتها نغميا على الاستمرار والبروز كلما زاد زمنها تكبر في عالم الفن الكلاسيكي. العباه الرهيفه فهد بن سعيد سواد الليل. هي رثاء بأفكار جديدة في عالم الأغنية تختلف عن ما نسمعه في الكثير من المرثيات ولكنها تتميز بعمقها اللغوي والسِرّ في إخفاء بعض تفاصيلها اجتماعيا، هم هكذا يعيشون بروعة الأحبة، وتأتي مثل تلك الأعمال لتقرأ لنا ذلك المجتمع الرائع في كل تفاصيله. فهد بن سعيد "رحمه الله" كان حديث الأجيال المستمر، وقدم لنا روائع فنية لا تموت من مثل "خلوني ابكي" التي طرحها بالة العّود بمرافقة العميد عبدالله السلوم كعازف كمنجة الذي لقب ب "وحيد الجزيرة" آنذاك.