بيوت جدة التاريخية

عرفت المنطقة التاريخية في جدة بأبنية تزين واجهتها الزخارف والنقوش التي اشتهر بها الطراز المعماري الإسلامي، بجانب الإرث الحجازي، لاسيما المداخل الرئيسية لهذه المباني المصممة بطريقة فنية باستخدام الأخشاب، مكونةً أشكالاً خشبية جميلة تغطي تلك المداخل ومعظم أجزاء المباني من الخارج، وتجسد فن عمارة بات خاصاً بها، مما جعلها محط أنظار الباحثين في مجال العمارة العربية والإسلامية. ويعد البيت الحجازي الذي تسمى به بيوت جدة التاريخية تحفة معمارية يعكس ثقافة سكان تلك المباني، ويصف شيئاً من الحياة المجتمعية التي عاشوها، إلى جانب عاداتهم وتقاليديهم، ومجال خصب للباحثين في التراث، ومن تستهويهم أعمال الديكور والبناء. وتبرز في واجهة البيت الحجازي النوافذ الخشبية المسماة بـ "الروشان"، وهي التغطية الخشبية البارزة للنوافذ والفتحات الخارجية التي تصنع من الخشب الفاخر، والنقوش الإسلامية والألوان الترابية الهادئة، وتعرجات مهمة جداً لعملية التهوية إلى المنزل وتحجب الرؤية من الخارج، كما يمنع دخول الأتربة المحملة في الرياح بالسموم بعد اصطدامها بالواجهات الخشبية الكبيرة المساحة التي تقلل من سرعة الرياح وبالتالي من تساقط حبات الرمل المحملة مع الرياح خارج الفتحات الصغيرة في الروشان.

جدة التاريخية .. التراث الحجازي والعمارة الإسلامية | صحيفة سكب الالكترونية

جمع بيت البترجي بحارة الشام في منطقة جدة التاريخية 200 قطعة أثرية من أدوات منزلية وآلات قديمة، ومنها أول هاتف سعودي يحمل شعار «السيفين والنخلة»، مواكبا بذلك فعاليات مهرجان رمضاننا كدا3 الذي انطلق أمس الأول. وأعادت البيوت القديمة للعوائل الجداوية العريقة الحياة السابقة بكل ما كانت تحمله من ألق وأصالة، وحظيت باهتمام زوار المهرجان. أول سفارة أمريكية وقال المشرف على البيت طلال شلبي «تعد هذه مشاركتنا الأولى في الفعاليات، إذ لم يكن البيت مهيئا في الدورات السابقة للمهرجان، وبعد ترميمه حرصنا على أن يكون بمثابة متحف مصغر، ولا سيما أن تاريخ البيت يعود للقرن الـ19، حيث كان مقر أول سفارة أمريكية في جدة، ولعل الصور الموجودة في البيت تطالعنا بمكانته في تلك الفترة». جدة التاريخية .. التراث الحجازي والعمارة الإسلامية | صحيفة سكب الالكترونية. وأشار شلبي إلى أن البيت مكون من ثلاثة طوابق ويحتوي على العديد من الحجرات والمقاعد التي كانت البعثة الأمريكية تزاول فيها مهامها الدبلوماسية، مبينا أن المنزل المجاور تابع لعائلة البترجي أيضا، وكان مقرا لأول بعثة بريطانية للتنقيب عن النفط في بلادنا، موضحا أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وأمانة جدة حرصتا على ترميم هذين البيتين. من مقتنيات المتحف كاميرا فوتوجرافية يعود تاريخها لعام 1917.

بيوت جدة التاريخية - أرشيف صحيفة البلاد

واستعان الشيخ عمر أفندي بعمال مهرة في بناء البيت، لذلك يتميز بطلته البهية، فيما تضمنت مواد بنائه حجارة تحافظ على المنزل من البرودة وتمتص الحرارة والرطوبة، كما قام باستيراد خشب خاص من الهند وإندونيسيا لبناء الأسقف والرواشين، فضلا عن استخدام أخشاب سفينة إنجليزية كانت غارقة في ساحل جدة. وتبلغ مساحة بيت نصيف 900 متر مربع، ويتضمن أربعة طوابق تحتوي على أربعين غرفة تتميز بعلو سقفها وسُمْك جدرانها. بيت المتبولي ومن البيوت الأثرية كذلك بجدة، بيت المتبولي، الذي يتميز بالنقوش الأثرية، والرواشين العتيقة، وكأنها تحكي قصة تاريخ الأجداد من نوافذه. كل جانب من جوانب البيت يستوقفك، لكن السرداب الموجود بداخله هو أكثر ما يثير فضولك. ويتكون البيت من مدخلين شامي وقبلي، كما أن له مقعدين أيضا أحدهما للشباب والآخر للكبار، ويقول معتصم المتبولي بأن بيت المتبولي كان أحد البيوت التي يجتمع فيها وجهاء جدة قديماً من بعد صلاة المغرب إلى صلاة العشاء، وتتم فيه مناقشة أمور جدة وحاراتها، وبقي البيت كذلك إلى وقت قريب، كما كان في الوقت ذاته مقصدا لفناني جدة حيث كان يقصده محمد عبده، وطلال مداح – عليه رحمة الله – حيث كانوا يجتمعون فيه كل يوم قبل أكثر من 20 عاما، للسمر والأنس.

وتزين شارع العلوي بإقامة كافيهات بطابع تراثي وعلى جنبات بسطات الكبدة والبطاطس المميزة. إلى جانب المحلات التي تعرض المنتجات التقليدية والتراثية، وأصحاب الحرف اليدوية والصناعات التقليدية، من صناعة الخزفيات والتحف وبعض الهدايا التي تلقى رواجا في موسم رمضان. وتعلو الأصوات ما بين الأزقة التي جمعت مختلف الأعمار حول الألعاب الشعبية ليتنافسوا فيما بينهم عليها.