أقام مركز فجر عاشوراء الثقافي التابع للعتبة الحسينية المقدسة – قسم الشؤون الفكرية والثقافية ندوة إلكترونية بمناسبة استشهاد الامام الصادق (ع) وبمشاركة الدكتور السيد حسين البدري والشيخ وسام البغدادي. وكان بحث د. السيد حسين البدري بعنوان «الامام الصادق (ع) في ضوء الثوابت الدينية والتأريخية» حيث ذكر في بحثه ما تُشكله الثوابت الفكرية في الجانب المعرفي النظري المتماسك والمستقر لدى الانسان حين يريد ان ينظر إلى الأشياء والأمور ليحدد قيمتها وكيفية التعامل معها، وكيف أن الثوابت التاريخية من جانب آخر تُشكل السجل والسوابق الواقعية التي تمكّن الانسان من تفحّص تلك الثوابت الفكرية والنظرية للكشف عن تطابها مع الواقع او تخلفها عنه، فبمقدار التطابق تزداد الثوابت تماسكا واستقرارا وبمقدار التخلف تزداد وهنًا وضعفًا. من هذا المنطلق جاءت فكرة البحث لدراسة الثوابت الدينية المتعلقة بعقيدة وفكرة الإمامة التي جاء بها القرآن الكريم والسنة المطهرة. ومقارنتها مع تلك الثوابت التاريخية المتعلقة بالإمام جعفر بن محمد الصادق (ع). قصيدة.. "أيها الصادقُ نبكيكَ أسَىً". هذا وقد شارك الشيخ وسام البغدادي بإلقاء بحثه الموسوم «الامام الصادق (ع) في ضوء سيرته الأخلاقية» وتضمن البحث في هذا الموضوع جهتين، تارة بحث حول الجهة الخلقية لدى الامام الصادق (ع) وبيان عظمة شخصيته الأخلاقية، وهذا بات واضحا جدا لكل متدبر ومطلع على سيرته (ع)، وتارة حول الاخلاق، ومنظومة القيم بوجهة نظر الامام الصادق (ع).
إذا أخل شخص واستمر في صلاته كيف يكون تعويضه؟ فليس مقبول من المؤمن أن لا يعرف كيف يحل هذه المسائل البسيطة، لا يعرف كيف يخرج الحق الشرعي من ماله، ولا يعرف كيف يؤدي طهارته بالشكل المطلوب، إذا اعطيته ثوب لا يعرف التطهير الشرعي له، لا يفرق بين تطهير الآنية وغيرها. سابقا كان الوصول للمعلومة صعبا؛ لأن الحصول على المعلومة كان يتطلب سؤال العلماء والبحث في الكتب، لكن اليوم يمكن الحصول على المعلومة في ظرف ثواني، عندما تقوم بالبحث عن أي موضوع يأتي لك سيل من المعلومات الصوتية والمرئية، لكن اليوم مع يسر الحصول على المعلومات نرى في المجتمع تردي في المعرفة الدينية، يكبر جيل الناشئة بدون معرفة أو وعي مع سهولة الحصول على المعلومة. الإمام لم يربي شيعة عندهم شيء من المعرفة الدينية، الإمام نشّأ فقهاء كان يفتخر بهم الإمام سلام الله عليه، مثلا آل أعين، هؤلاء الإخوان الخمسة الإنسان يقف خجلا أمام شخصياتهم، زرارة وحمران وبُكير وعبد الرحمن وعبد الملك بن أعين، يكفي أن نقرأ ما قاله فيهم الإمام الصادق عليه السلام. أ- زرارة بن أعين. يقول الإمام الصادق فيه: لولا زرارة لظننت أن أحاديث أبي ستذهب. 25 شوال استشهاد الإمام جعفر الصادق(ع) – الشیعة. الإمام الصادق الذي في صدره علوم أهل البيت كلها لا يحتاج لأحد، لكن الإمام يريد أن يشير إلى فضل زرارة وكأنه يقول أن الذي يحمل في صدره علم أبي هو زرارة.
وتربّى على يدي إمامنا الصادق (ع) جماعة امتازوا وتميّزوا في علم الكلام وتفوّقوا على من سواهم أمثال: مؤمن الطاق, وهشام بن الحكم, وهشام بن سالم, وحمران بن أعين, والطيار, وغيره.. هذا ولم ينحصر الدور القيادي للأمام الصادق عليه السلام في علمي الفقه والكلام بل شمل مختلف العلوم أيضاً كالتفسير والسيرة وآداب اللغة والعلوم الغريبة, وكان له تلاميذ مختصون بهذه العلوم. توفي إمامنا الصادق عليه السلام في الخامس والعشرين من شوال سنة مائة وثمان وأربعين ودفن بالبقيع بجوار أبيه وجده الحسن صلوات الله عليهم أجمعين. وروى المسعودي في مروج الذهب: أن الإمام عليه السلام قد دُسّ إليه سماً, كما ورد في الصواعق المحرقة ومناقب آل أبي طالب.
وذكر الشيخ البغدادي أننا عندما نريد أن نبحث في علم الأخلاق وفق نظرية الإمام الصادق (ع)، فإنها ستختلف بعض الشيء عما عليه العلم الحديث، وذلك لأن ما يعتمد عليه الإمام الصادق في منظومة القيم الخلقية ليس من خلال الاعتماد على الفلاسفة ونظرياتهم، ولم يأخذ نصوصه من حكيم، وانما استقى ذلك من ينبوع الوحي لما يمثله الامام الصادق (ع) من مقام الوحي وصفة النبي (ص) بأنه عدل القران. وقد كانت إدارة الندوة من قبل مدير المركز السيد جعفر البدري إضافة لتدوين أسئلة الحاضرين وطرحها على المحاضرين في نهاية الندوة. تصوير وإنتاج مركز فجر عاشوراء الثقافي التابع للعتبة الحسينية المقدسة قسم الشؤون الفكرية والثقافية 2021م عدد الزوار: 61