حكم رفع اليدين في الدعاء

ينظر جواب السؤال رقم 85171 قال النووي رحمه الله تعالى: " قد ثبت رفع يديه صلى الله عليه وسلم في الدعاء في مواطن غير الاستسقاء ، وهي أكثر من أن تحصر ، وقد جمعت منها نحوا من ثلاثين حديثا من الصحيحين ، أو أحدهما " انتهى. "شرح صحيح مسلم" (6 / 190). وكما ثبت أنه من آداب الدعاء، وأسباب اجابته. عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ، أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا رواه أبو داود (1488) والترمذي (3556)، وصححه الألباني، فقال: " حديث صحيح، وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان (877) ، والحاكم والذهبي " انتهى. "صحيح سنن أبي داود" (5 / 226). لكن هذا الرفع كما ثبت في بعض المواضع، فقد ثبت عدم الرفع في مواضع أخرى، والمسلم مأمور بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا الأحزاب/21. قال ابن كثير رحمه الله تعالى: " هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله " انتهى.

حكم رفع اليدين بالدعاء بعد الصلاة ومسح الوجه بهما

تاريخ النشر: الإثنين 5 ذو القعدة 1421 هـ - 29-1-2001 م التقييم: رقم الفتوى: 6822 90234 0 537 السؤال هل من السنة رفع اليدين والأكف إلى السماء أثناء دعاء القنوت؟ أريد دليلا واضحاً الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:‏ فقد اختلف العلماء في رفع اليدين في دعاء القنوت، فذهب إلى استحبابه الشافعية في ‏المشهورعندهم، وبه قال أحمد، وإسحاق، والحنفية، وكان مالك والأوزاعي لا يريان ‏ذلك. ودليل من استحبه أنه دعاء فيندرج تحت الدليل المقتضي لاستحباب رفع اليدين في ‏الدعاء، ومن قال يكره علل ذلك بأن الغالب على هيئة العبادة التعبد والتوقيف ، والصلاة ‏تصان عن زيادة عمل غير مشروع فيها، فإذا لم يثبت دليل على رفع اليدين في القنوت ‏كان الدليل على صيانة الصلاة عن العمل الذي لم يشرع أخص من الدليل الدال على ‏رفع اليدين في الدعاء. والراجح - والله أعلم - أن رفع اليدين في دعاء القنوت مستحب ‏سواء كان قنوت نازلة أم كان قنوت وتر، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رفع ‏يديه في دعائه على المشركين الذين قتلوا السبعين قارئاً، وكان ذلك في صلاة الصبح. فقد ‏قال أنس رضي الله عنه: ( فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الغداة رفع ‏يديه فدعا عليهم) رواه أحمد والطبراني في الصغير.

حكم رفع الأيدي عند الدعاء - فقه

الحمد لله. أولا: يستحب رفع اليدين في الدعاء.

رفع اليدين أثناء الدعاء

قال النووي رحمه الله: " فِيهِ اسْتِحْبَابُ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ في الدعاء، ورفع اليدين فيه " انتهى. ثانيا: صفة رفع اليدين في الدعاء: أن يرفعهما الداعي إلى صدره ، ويبسطهما مضمومتين، وبطونهما إلى السماء. وروى أبو داود (1486) عَنْ مَالِكِ بْنِ يَسَارٍ السَّكُونِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ، وَلَا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا). وصححه الألباني في " صحيح أبي داود". قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في صفة رفع اليدين في القنوت: " قال العُلماءُ: يَرفعُ يديه إلى صَدرِهِ، ولا يرفَعُها كثيراً؛ لأنَّ هذا الدُّعاءَ ليس دُعاءَ ابتهالٍ يُبالِغُ فيه الإنسانُ بالرَّفْعِ، بل دُعاءُ رَغْبَةٍ، ويبسُطُ يديْهِ وبطونَهما إلى السَّماءِ. هكذا قال أصحابُنَا رحمهم الله. وظاهر كلام أهل العلم: أنه يضمُّ اليدين بعضهما إلى بعض، كحالِ المُستجدي الذي يطلب مِن غيره أن يُعطيه شيئاً، وأمَّا التَّفْريجُ والمباعدةُ بينهما فلا أعلمُ له أصلاً؛ لا في السُّنَّةِ، ولا في كلامِ العُلماءِ " انتهى من " الشرح الممتع " (4/ 18).

وأما في القنوت بالوتر فلأنه ثابت ‏عن عمر وغيره من الصحابة رضي الله عنهم: ولم يكونوا ليفعلوه من تلقاء أنفسهم مع ما ‏استقر عندهم من أن العبادة يجب أن تصان عما لم يقم الدليل على مشروعيتة فيها وقد ‏كانوا يصلون خلف النبي صلى الله عليه وسلم وهو القائل "صلوا كما رأيتموني أصلي" ‏وذلك من حديث مالك بن الحويرث الطويل الذي رواه البخاري. ‏ ‏ قال ابن حجر في التلخيص (حديث رفع اليدين في القنوت روي عن ابن مسعود وعمر ‏وعثمان، أما ابن مسعود فرواه ابن المنذر والبيهقي، وأما عمر فرواه البيهقي وغيره وهو في ‏رفع اليدين للبخاري ، وأما عثمان فلم أره، وقال البيهقي: وروي أيضاً عن أبي هريرة) ‏اهـ ‏. والله أعلم.

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه "تصحيح الدعاء" (ص118، 119): تعليقا على حديث مسلم: ( فأشار بظهر كفيه إلى السماء) قال: "أي من شدة الرفع بيده ، كأن ظهور كفيه نحو السماء ، وهذا هو الذي يلتقي مع جميع أحاديث الرفع التي فيها التصريح بجعل بطونهما إلى السماء ، ومع حديث مالك بن يسار رضي الله عنه: ( إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها) رواه أحمد وأبو داود. ولم أجد من حل هذا الإشكال على هذا الوجه إلا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى – فيما نقله عنه العلامة المرداوي – رحمه الله تعالى – في الإنصاف (1/458) حينما ذكر المذهب بجعل ظهور يديه نحو السماء في الاستسقاء ؛ لأنه دعاء رهبة ، وأن ظاهر كلام كثير من الأصحاب أن دعاء الاستسقاء كغيره في كونه يجعل بطون أصابعه نحو السماء ، قال ما نصه: "واختاره الشيخ تقي الدين ، وقال: صار كفه نحو السماء لشدة الرفع ، لا قصدًا له ، وإنما كان يوجه بطونهما مع القصد ، وأنه لو كان قصده ، فغيره أولى وأشهر ، قال: ولم يقل أحد ممن يرى رفعهما في القنوت: إنه يرفع ظهورهما ، بل بطونهما" انتهى. وهو نقل عزيز حل هذا الإشكال المتعارض ظاهراً ، المتآلف باطنًا ، فبه تآلفت السنن ظاهرًأ وباطنًا ، والحمد لله " انتهى.