ووجدك عائلا فأغنى

فهدى - 7. ووجدك عائلا فأغنى - 8. فأما اليتيم فلا تقهر - 9. وأما السائل فلا تنهر - 10. وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ-آيات قرآنية. وأما بنعمة ربك فحدث - 11. (بيان) قيل: انقطع الوحي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أياما حتى قالوا: إن ربه ودعه فنزلت السورة فطيب الله بها نفسه، والسورة تحتمل المكية والمدنية. قوله تعالى: " والضحى والليل إذا سجى " إقسام، والضحى - على ما في المفردات - انبساط الشمس وامتداد النهار وسمي الوقت به، وسجو الليل سكونه وهو غشيان ظلمته. قوله تعالى: " ما ودعك ربك وما قلى " التوديع الترك، والقلى بكسر القاف البغض أو شدته، والآية جواب القسم، ومناسبة نور النهار وظلمة الليل لنزول الوحي وانقطاعه ظاهرة. قوله تعالى: " وللآخرة خير لك من الأولى " في معنى الترقي بالنسبة إلى ما تفيده الآية السابقة من كونه صلى الله عليه وآله وسلم على ما هو عليه من موقف الكرامة والعناية الإلهية كأنه قيل: أنت على ما كنت عليه من الفضل والرحمة ما دمت حيا في الدنيا وحياتك الآخرة خير لك من حياتك الدنيا. قوله تعالى: " ولسوف يعطيك ربك فترضى " تقرير وتثبيت لقوله: " وللآخرة خير لك من الأولى " وقد اشتمل الوعد على عطاء مطلق يتبعه رضى مطلق. وقيل: الآية ناظرة إلى الحياتين جميعا دون الحياة الآخرة فقط.

تفسير ووجدك عائلا فأغنى [ الضحى: 8]

للآخرة: اللام: لام الابتداء مبنية على الفتح لا محل لها من الإعراب، لتأكيد معنى الجملة. الآخرة: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. خير: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. لك: اللام: حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. الكاف: ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر اسم مجرور. إعراب القرآن الكريم. والجار والمجرور متعلقان بـ: " خير ". من: حرف جر مبني على السكون حرك بالفتح لالتقاء الساكنين لا محل له من الإعراب. الأولى: اسم مجرور بـ: " من " وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر. وجملة " للآخرة... " لا محل لها معطوفة على جواب القسم. تفسير الآية: ولَلدَّار الآخرة خير لك من دار الدنيا. التفسير الميسر

إعراب القرآن الكريم

[١٣] بيان القيم العُليا والفضائل في حياة النبي -عليه الصلاة والسلام-، كما أنّ معرفة السيرة طريقٌ للاقتداء به -صلى الله عليه وسلم-، لقول الله -تعالى-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) ، [١٤] حيث تتضمن السيرة عباداته، وجهاده، وجميع حياته. [١٥] بيان صدق النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأنّه المثل الأعلى لكلّ شأنٍ من شؤون الحياة، لقوله -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) ، [١٦] وسيرته هي الزّاد الذي يُفهم من خلاله القُرآن الكريم والمقصود من آياته. [١٧] بيان عِظم النبي -عليه الصلاة والسلام-، وصحابته الذين حملوا همّ الدعوة معه، وكيفية انتشار الإسلام في الأرض، بالإضافة إلى أنّ دراسة السيرة واتّباعها والعمل بما جاء فيها عبادة. تفسير ووجدك عائلا فأغنى [ الضحى: 8]. [١٨] بيان طُرق التربية والتعليم من خلال مواقف النبي -عليه الصلاة والسلام- في حياته، فقد كان مُعلماً ومُربياً فاضلاً. [١٩] يتلخّص مما سبق أنّ للسيرة النبوية أهمية كبيرة جداً، فبها يتعرف الناس على حياة نبيّهم، ويقتدوا به، فقد تضمّنت السيرة تفاصيل حياته وما حثّ عليه وما أمر به، بالإضافة إلى أنّها تبيّن للناس فضل النبيّ وعظم شخصيته وأخلاقه؛ حتى يسيروا على نهجه.

وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ-آيات قرآنية

وقد أثنى الله عليه في سورة ص فقال عنه (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب) وبعضهم لا يلقي بالا للآيات قبلها، التي تحدثت عن سليمان، عليه السلام، وأنه سأل ربه أن يهب له ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، وأن الله تعالى استجاب له، فوهبه ملكا عظيما، ضُرب به المثل أيضا، ومع هذا النعيم الكبير، والملك العظيم في الدنيا، فإن الله تعالى أثنى عليه بنفس ما أثنى على أيوب المبتلى فقال عنه (نعم العبد إنه أواب)، (وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب). فالمستفاد من حال سليمان وحال أيوب عليهما السلام هو أن يكون المسلم صابرا في البلاء، فإذا ابتلي بفقر صبر واحتسب، وظن بربه خيرا، وجاهد ليعف نفسه، ولم يسأل الناس إلحافا. وإذا ابتلي بالمال والغنى فإنه يكون شاكرا لربه، مثنيا عليه، منفقا في سبيله، فإن فعل فقد حاز خيري الدنيا والآخرة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
فقال: ألم أشرح لك صدرك ؟ قلت: بلى ، قال: ألم أرفع لك ذكرك ؟ قلت: بلى قال: [ ص: 199] ألم أصرف عنك وزرك ؟ قلت: بلى ، ألم أوتك ما لم أوت نبيا قبلك وهي خواتيم سورة البقرة ؟ ألم أتخذك خليلا كما اتخذت إبراهيم خليلا ؟ " فهل يصح هذا الحديث. قلنا: طعن القاضي في هذا الخبر فقال: إن الأنبياء عليهم السلام لا يسألون مثل ذلك إلا عن إذن ، فكيف يصح أن يقع من الرسول مثل هذا السؤال. ويكون منه تعالى ما يجري مجرى المعاتبة.