من البادية الى عالم النفط

يحكي النعيمي، في 293 صفحة من الكتاب الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون- 2016، عن تجربة حياة صحراوية قاسية بدأت بالارتحال منذ مولده عام 1935 وتعلم فيها الصبر والكفاح من أجل البقاء. ويقول عن تلك المرحلة "لا تزال بيوت الشعر في مخيلتي تتجاور منتصبة على الرمال. لقد عشنا حياة شبه معزولة عن المدنية والحضارة.. لقد كانت كتبنا هي الشمس الحارقة والقمر المنير والنجوم المتلألئة وكانت مدارسنا مجالس السمر حول النار.. لم نأبه للفقر ولا لشظف العيش.. أصابتنا أمراض كثيرة نتيجة نقص الفيتامينات في طعامنا لكني كنت محظوظا لأني شهدت بداية النهضة وتباشير الازدهار". Amazon.com: ‫من البادية إلى عالم النفط‬ (Arabic Edition) eBook : علي بن إبراهيم النعيمي: Kindle Store. والازدهار المقصود هو النفط الذي أسماه "كنزا تحت أقدامنا". ويشرح الكاتب في هذا الفصل تفاصيل المرحلة الأولى من التنقيب عن النفط وعدم ثقة المملكة العربية السعودية بالشركات البريطانية، إذ كان الملك عبدالعزيز آل سعود وزعماء الخليج عموما يرتابون في البريطانيين نظرا لنزعتهم الاستعمارية في المنطقة. ولتحميل المزيد من الروايات والكتب الحصرية انضم الى جروب ساحر الكتب تحميل كتاب من البادية إلى عالم النفط pdf قراءة مباشرة: من هنا لطلب الكتاب: من هنا للإنضمام إلى الجروب: من هنا للإبلاغ عن رابط لا يعمل: من هنا

Amazon.Com: ‫من البادية إلى عالم النفط‬ (Arabic Edition) Ebook : علي بن إبراهيم النعيمي: Kindle Store

وهكذا ابتدأ في عام 1995 فصل جديد في حياتي امتد أكثر من عقدين، التقيتُ بقادة الدول، وشاركتُ في رسم السياسة النفطية في المملكة والعالم، وتجاوزتُ تحديات محلية ودولية كثيرة، فقد انهار سعر برميل النفط سنة 1997/1998 إلى ما دون 10 دولارات، مما جعلنا ننهمك في مفاوضات دبلوماسية شديدة، ثم قفز سعر البرميل عام 2008 إلى 147 دولاراً، وقد جعل ذلك المفاوضات أشد، والقرارات أصعب. وعلى الرغم من رحلة الحياة الشاقة، لم ألتفت يوماً إلى الوراء، ولو عاد بي الزمن لأعدت الكَرَّة بلا تردد. وها أنذا أكتب سيرتي غير طامع بمجد ولا ساع إلى شهرة، ولَكَم طُلبَ مني ذلك مراراً، غير أني لم أجد الرغبة فيه، ولا الوقت له. وما زلتُ أحسبني لا أحفل بتدوين تجربتي إلا أن تقع في أيدي شباب المملكة والوطن العربي، فقد يجدون بين طيّاتها نموذجاً يُحتذى، وتجربة يوقف عليها. وما أنا إلا واحد من نماذج مشرّفة كثيرة يزخر بها عالمنا العربي الذي كثيراً ما يُساء فهمه مع الأسف، فأصبح زاداً تلوكه وسائل الإعلام العالمية، وبؤرة تنقضُّ عليها كاميراتها لتجسد الخلافات والصراعات ليس إلا. من البادية إلى عالم النفط - مكتبة نور. لكن هذا، وإن كان واقعا، لا يعبر عن حقيقتنا نحن العرب، فنحن بشر كغيرنا، لنا أُسرٌ نرعاها، وأطفال نعيلهم ونهتم بصحتهم وتعليمهم، كما أننا شعب مرحٌ، مليء بالطيبة والعطف، يفيض حباً وإخلاصاً.

من البادية إلى عالم النفط - مكتبة نور

فأصبح الخبير الذي لا يُشق له غبار حين تصل القلوب الحناجر على طاولة المفاوضات وحين يتعسر مخاض مشروع قد يفضي إلى طرق مسدودة! معارك النفط والاقتصاد ودروب أوبك الملتوية فوضى منظمة وامتحان ينجح فيها النعيمي كل مرة بنظرات ثاقبة لا تخطئ التقدير لأنها تعلمت وصُقلت سبعين سنة في دهاليز النفط والإدارة! حين تقرأ له تدرك ذلك من خلال كل حدث وحكاية سطّرها في معاركه الاقتصادية فشعرت وأنا أقرأ أن سيرته كلها معركة حياة لا يكاد يلتقط أنفاسه فيها ضمن أطار عمر قد زيّنها برواز النجاح! ثقافة العمل والأمانة وهبته ثقة الملوك التي لا ينالها إلا ذو حظ عظيم فلا تأتي إلا بعد تمحيص وسجل حافل بالانجازات يُشهد له بالأسبقية وهي ثقة دولة وقد حازها بإخلاص وتضحية فلم يأل جهداً في بذل المزيد من أجل بلده الذي هام فيه حباً وغراماً وبأبناء بلده ، وهذه علامة الوفاء التي يتصف بها قلّة نادرة كان هو أحدهم فما وجدتُ له حكاية عمل إلا وتكون الوطنية شعاراً ودثاراً يرفعه قبل كل شيء. ودعت قلبي ساعة التوديعِ وأطعت قلبي وهو غير مطيعِ هكذا كان لسان النعيمي حين حانت ساعة التقاعد ولكن لكل شيء إذا ما تمّ نقصان فترجّلَ الفارس من صهوة جواده بعد عقود تتابعت وبعد أن أنهكته مباضع المفاوضات وحمّى العمل المتواصل فألقى رايته البيضاء وكأنه يردد قول معقّر البارقي: ألقت عصاها واستقر بها النوى كما قرّ عيناً بالإياب المسافرُ إليك أبا رامي كل التحايا والتقدير على ما أتحفتنا بسيرة ستظل نبراساً لأجيال تتوق إلى المجد والقمة لخدمة هذا الوطن الجميل.

فحين ينال رئيسك ترقية نتيجة نجاح المهام التي أوكلها إليك، فستخلفه في منصبه، وهكذا أصبحت أول رئيس سعودي لشركة أرامكو عام 1984، ثم أول رئيس تنفيذي بعد تغيير اسم الشركة إلى أرامكو السعودية عام 1988. لم يكن تسنم مناصب كتلك مألوفاً لأبناء البادية، وما كدت أحتفل بهذا النجاح حتى كدر صفوه نشوب حرب الخليج سنة 1990 التي شكلت تهديداً مباشراً للمملكة ولاحتياطيّها الهائل من النفط. وانتهت الحرب وقد كتب الله لنا النصر بفضله، ثم بحكمة قادة المملكة وبسالة جنودها وشعبها، ودعم أشقائها وحلفائها. ولقد سطَّر موظفو أرامكو السعودية في تلك المرحلة، ملحمة من العمل الشاق والجهد المتواصل لضمان سلامة النفط واستمرار تدفقه رغم حلكة الظروف. وفي هذا السياق، يتابع المؤلف في كتابه الحديث عن التغيرات التي طرأت على صناعة النفط من خلال سيرته المهنية والمهام التي أوكلت إليه خلال عشرين عاماً للفترة (1995-2016)، كان فيها صانع قرار على صعيد النفط العالمي وشخصية مهمة في أوبك. حتى أنّه كان قادراً على تحريك الأسواق بأقل تصريح يصدر عنه. وعند بلوغه سن التقاعد، يذكر المؤلف: "وإذ بي أتشرف بتلقي اتصال من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله، يكلفني به تولي وزارة البترول والثروة المعدنية، فنهضتُ بما كُلفته.