ظلمات بعضها فوق بعض

ظلمات بعضها فوق بعض آخر الاسبوع ظلمات بعضها فوق بعض: لعل قائلاً يقول: كيف ترى أن هناك خراباً ، ونحن لا نشهد عندهم إلا تقدماً وعمراناً ، في كل مجالات الحياة ، الأوربية والأمريكية ؟! يقول الدكتور عبدالله دراز (خريج السربون فرنسا) قبل عشرون عاماً: الواقع أن النشاط الحضاري في هاتين القارتين ، قد ركّز على الجانب المادي ، الذي يمنح الحياة متعاً أفضل ، من الطعام ، والشراب ، والخدمات. أما الجانب الأخلاقي فقد تخلف كثيراً ، لا سيما بعد أن وُكل أمر الحياة بكل أبعادها ، إلى حكم العقول الالكترونية: فهي التي تأمر وتنهى وتعطي وتمنع. لقد أصبحت الحياة أرقاماً حسابية ، خلواً من أي قيمة إنسانية!! فمن الممكن قطعاً أن نسلّم أنه من العسير أن تجد الأخلاق لها مكاناً ، في عالم يقيس كل شئ بمعيار مادي. أما نحن هنا في أرض العروبة والإسلام ، فما زلنا أقرب إلى تدارك هذا المنزلق الخطير ، فالمصلحون لدينا جادون في البحث عن مفهوم أخلاقي يتناسب مع واقعنا وتراثنا. وعقلاؤهم يسلّمون قطعاً: أن الإسلام هو الحل الأمثل لكل ما تعاني منه الإنسانية ، أوربية وغير أوربية من أزمات مستجدة ولكن من ذا الذي يفتح الأعين على نور الحقيقة ؟ وكيف لهم اختراق جدار التعصب والكراهية التي تجذّرت في عقول أجيالهم عبر التاريخ ؟!!.

  1. ظلمات بعضها فوق بعض .. خواطر من سورة النور - تفسير - شيخمُهَندِس -
  2. ظلمات بعضها فوق بعض (2) ... تدبرات من سورة النور - شيخمُهَندِس

ظلمات بعضها فوق بعض .. خواطر من سورة النور - تفسير - شيخمُهَندِس -

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثنا أبي ، [ ص: 198] عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله: ( أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب).. إلى قوله: ( من نور) قال: يعني بالظلمات: الأعمال ، وبالبحر اللجي: قلب الإنسان ، قال: يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ، قال: ظلمات بعضها فوق بعض ، يعني بذلك الغشاوة التي على القلب والسمع والبصر ، وهو كقوله: ( ختم الله على قلوبهم).. الآية ، وكقوله: ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه).. إلى قوله: ( أفلا تذكرون). حدثنا الحسن ، قال: أخبرنا عبد الرزاق ، قال: أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله: ( أو كظلمات في بحر لجي) عميق ، وهو مثل ضربه الله للكافر ، يعمل في ضلالة وحيرة ، قال: ( ظلمات بعضها فوق بعض). وروي عن أبي بن كعب ما حدثني عبد الأعلى بن واصل ، قال: ثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب ، في قوله: ( أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج).. الآية ، قال: ضرب مثلا آخر للكافر ، فقال: ( أو كظلمات في بحر لجي).. الآية ، قال: فهو يتقلب في خمس من الظلم: فكلامه ظلمة ، وعمله ظلمة ، ومدخله ظلمة ، ومخرجه ظلمة ، ومصيره إلى الظلمات يوم القيامة إلى النار.

ظلمات بعضها فوق بعض (2) ... تدبرات من سورة النور - شيخمُهَندِس

أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (40) وهذا المثال مثال لذوي الجهل المركب. فأما أصحاب الجهل البسيط ، وهم الطماطم الأغشام المقلدون لأئمة الكفر ، الصم البكم الذين لا يعقلون ، فمثلهم كما قال تعالى: ( أو كظلمات في بحر لجي): قال قتادة: وهو العميق. ( يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها) أي: لم يقارب رؤيتها من شدة الظلام ، فهذا مثل قلب الكافر الجاهل البسيط المقلد الذي لا يدري أين يذهب ، ولا [ هو] يعرف حال من يقوده ، بل كما يقال في المثل للجاهل: أين تذهب؟ قال: معهم. قيل: فإلى أين يذهبون؟ قال: لا أدري. وقال العوفي ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما: ( يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب) يعني بذلك: الغشاوة التي على القلب والسمع والبصر ، وهي كقوله: ( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم) [ البقرة: 7] ، وكقوله: ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) [ الجاثية: 23].

+4 عهد الوفاء أبو سجاد سلام الربيعي وفاء الموسوي 8 مشترك كاتب الموضوع رسالة وفاء الموسوي الرتبــــــة رقم العضوية: 6 الجنــس: التسجيل: 18/12/2012 عدد المساهمات: 2483 نقـــــــــاط التقيم: 4743 السٌّمعَــــــــــــــة: 2 علم بلدك: ادارة منتدى موضوع: (ظُلُماتُ بعضُها فَوْقَ بَعْض) الجمعة مارس 22, 2013 8:31 pm يقول البعض: إن الظلمات الثلاث ناظرة إلى عقائد الكفَّار وأقوالهم وأعمالهم. --- 1. ميزان الحكمة، الحديث 1263. وبعض آخر يقول: الظلمات الاولى تشير إلى ظلمة جهل الانسان، فالجاهل لا إيمان له، وإذا سلك طريق العلم هداه هذا الطريق وأرشده. والظلمات الثانية تشير إلى الجهل الناشئ عن الجهل، أي كون الانسان لا يعلم بأنه جاهل، وهو خطر كبير; لأنَّ الذي لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم يظن كونه هادياً ومصلحاً، لكن واقعه عكس ذلك، فجهله مركب، عكس الذي يجهل ويعلم أنَّه يجهل فإنَّ جهله بسيط. والظلمات الثالثة تشير إلى من يجهل ولا يعلم أنَّه يجهل بل يتصوَّر نفسه عالماً استخدم القرآن الكريم تعبيراً جميلاً جداً في الآية 104 من سورة الكهف واصفاً هؤلاء بما يلي: (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ في الحَياةِ الدُّنيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنعاً).