فبينما كان المرسلون يدعون اهل القرية الي طريق الخير والصلاح والحق، اصروا علي الكفر والعناد فأتي من بينهم رجل رشيد مؤمن عاقل دخل الي المشهد وكأنه مشفقاً علي هؤلاء الظالمين الغارقين في الجهل والضلال، ودعاهم الي الخير والحق والايمان بما جاء به المرسلون واتباعهم، هذا الرجل هو حبيب النجار، قد حركته الفطرة والطاقة الايمانية بداخله لدعوة قومه الي الصلاح ونصرة الرسل، وقد انزل الله عز وجل علي هذا الرجل الملائكة تبشره بالجنة، وقد ذكر المفسرون أن اهل القرية قد قتلوا حبيب النجار، فجاءت نهايتهم ، قال تعالي: "إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ".
حريصون على فك الرقاب، فقد جاءت الشريعة الإسلامية لتؤكد على أهمية فك الرقاب وفضلها، فبمقابل كل عضو للعبد يعتق الله من النار عضواً للعاتق، وعتق الرقاب في الإسلام مصرف من مصارف الزكاة، وهو كفارة للكثير من الذنوب في الحياة مثل الظهار، واليمين، والقتل الخطأ وغير ذلك. قصه أصحاب القرية أصحاب القرية الذين جاءهم المرسلون - Islamic Heroes قرية اسمها انطاكية. رفقاء بالفقراء والمساكين، فمن صفات أهل الميمنة أنّهم يتأثرون بأحوال الناس الفقراء والمساكين، ويستشعرون حاجاتهم في الظروف التي يتعرضون لها مثل المجاعات التي تجتاح عدداً من البلدان الإسلامية، فتراهم يسارعون في إطعام الناس سد رمقهم لإدراكهم بفضل ذلك عند الله تعالى. متواصون فيما بينهم بالصبر والمرحمة، فالدنيا بما فيها من فتن وابتلاءات تحتاج من المسلمين التواصي والتعاضد في سبيل الصبر عليها واجتيازها، وكذلك التواصي على الخير والمعروف وغيره من المعاني التي يتراحم بها الناس. صفات أهل المشأمة الترف، فمن صفات أهل المشأمة أنهم مترفون في حياتهم الدنيا، والترف هو مجاوز الحد في كل شيء والإسراف والإنفاق الذي لا يقابله شكر لله على نعمه، قال تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ) [الواقعة: 45]. الشرك بالله، فمن صفات أصحاب المشأمة أنهم مشركون بالله، مصرون على ذلك الإشراك والضلال، فلا يتوبون أو يستغفرون، قال تعالى: (وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ) [الواقعة: 46].
وكانوا بمثابة عبرة وعظة لجميع العباد الذين أتوا بعدهم، ولا زالوا يفكرون في الكفر. والتمسك بالشرك، حيث قال الله عز وجل في كتابه العزيز القرآن الكريم:: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [سورة يس:13- 17]. الدروس المستفادة من قصة أصحاب القرية نعرض لكم بعضاً من أهم الدروس المستفادة من قصة أهل القرية الشهيرة التي ورد ذكرها بالتفصيل في سورة يس في القرآن الكريم. سوف نذكرها لكم فيما يلي: أهمية التمسك بالدعوة إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له. حتى ولو كان هناك فئة تكذب. ضرورة الوقوف مع الحق مهما كان بعيد، تماماً مثلما فعل الرجل الصالح، عندما عرف بدعوة الرسل لأهل القرية. حب الخير للناس كما فعل الرجل الصالح، الذي تمنى أن يعلم أهل القرية جمال الجنة، وخيرها ونعمها بعد أن زهقت روحه.