قصة اصحاب القرية من قصص القرآن الكريم مكتوبة بشكل مبسط بقلم : محمد عبد الظاهر المطارقي

فبينما كان المرسلون يدعون اهل القرية الي طريق الخير والصلاح والحق، اصروا علي الكفر والعناد فأتي من بينهم رجل رشيد مؤمن عاقل دخل الي المشهد وكأنه مشفقاً علي هؤلاء الظالمين الغارقين في الجهل والضلال، ودعاهم الي الخير والحق والايمان بما جاء به المرسلون واتباعهم، هذا الرجل هو حبيب النجار، قد حركته الفطرة والطاقة الايمانية بداخله لدعوة قومه الي الصلاح ونصرة الرسل، وقد انزل الله عز وجل علي هذا الرجل الملائكة تبشره بالجنة، وقد ذكر المفسرون أن اهل القرية قد قتلوا حبيب النجار، فجاءت نهايتهم ، قال تعالي: "إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ".

قصة اصحاب القرية من قصص القرآن الكريم مكتوبة بشكل مبسط بقلم : محمد عبد الظاهر المطارقي

حريصون على فك الرقاب، فقد جاءت الشريعة الإسلامية لتؤكد على أهمية فك الرقاب وفضلها، فبمقابل كل عضو للعبد يعتق الله من النار عضواً للعاتق، وعتق الرقاب في الإسلام مصرف من مصارف الزكاة، وهو كفارة للكثير من الذنوب في الحياة مثل الظهار، واليمين، والقتل الخطأ وغير ذلك. قصه أصحاب القرية أصحاب القرية الذين جاءهم المرسلون - Islamic Heroes قرية اسمها انطاكية. رفقاء بالفقراء والمساكين، فمن صفات أهل الميمنة أنّهم يتأثرون بأحوال الناس الفقراء والمساكين، ويستشعرون حاجاتهم في الظروف التي يتعرضون لها مثل المجاعات التي تجتاح عدداً من البلدان الإسلامية، فتراهم يسارعون في إطعام الناس سد رمقهم لإدراكهم بفضل ذلك عند الله تعالى. متواصون فيما بينهم بالصبر والمرحمة، فالدنيا بما فيها من فتن وابتلاءات تحتاج من المسلمين التواصي والتعاضد في سبيل الصبر عليها واجتيازها، وكذلك التواصي على الخير والمعروف وغيره من المعاني التي يتراحم بها الناس. صفات أهل المشأمة الترف، فمن صفات أهل المشأمة أنهم مترفون في حياتهم الدنيا، والترف هو مجاوز الحد في كل شيء والإسراف والإنفاق الذي لا يقابله شكر لله على نعمه، قال تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ) [الواقعة: 45]. الشرك بالله، فمن صفات أصحاب المشأمة أنهم مشركون بالله، مصرون على ذلك الإشراك والضلال، فلا يتوبون أو يستغفرون، قال تعالى: (وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ) [الواقعة: 46].

قصه أصحاب القرية أصحاب القرية الذين جاءهم المرسلون - Islamic Heroes قرية اسمها انطاكية

وهداهم واضح في طبيعة دعوتهم. فهم يدعون إلى إله واحد. ويدعون إلى نهج واضح. ويدعون إلى عقيدة لا خرافة فيها ولا غموض. فهم مهتدون إلى نهج سليم, وإلى طريق مستقيم. ثم عاد يتحدث إليهم عن نفسه هو وعن أسباب إيمانه, ويناشد فيهم الفطرة التي استيقظت فيه فاقتنعت بالبرهان الفطري السليم. فلقد تسائل مع نفسه قبل إئمانه، لماذا لا أعبد الذي فطرني؟ والذي إليه المرجع والمصير? وما الذي يحيد بي عن هذا النهج الطبيعي الذي يخطر على النفس أول ما يخطر? إن الفطر مجذوبة إلى الذي فطرها, تتجه إليه أول ما تتجه, فلا تنحرف عنه إلا بدافع آخر خارج على فطرتها. والتوجه إلى الخالق هو الأولى. ثم يبين ضلال المنهج المعاكس. مهج من يعبد آلهة غير الرحمن لا تضر ولا تنفع. وهل أضل ممن يدع منطق الفطرة الذي يدعو المخلوق إلى عبادة خالقه, وينحرف إلى عبادة غير الخالق بدون ضرورة ولا دافع? وهل أضل ممن ينحرف عن الخالق إلى آلهة ضعاف لا يحمونه ولا يدفعون عنه الضر حين يريد به خالقه الضر بسبب انحرافه وضلاله? والآن وقد تحدث الرجل بلسان الفطرة الصادقة العارفة الواضحة يقرر قراره الأخير في وجه قومه المكذبين المهددين المتوعدين. قصة اصحاب القرية من قصص القرآن الكريم مكتوبة بشكل مبسط بقلم : محمد عبد الظاهر المطارقي. لأن صوت الفطرة في قلبه أقوى من كل تهديد ومن كل تكذيب: (إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ) هكذا ألقى بكلمة الإيمان الواثقة المطمئنة.
وكانوا بمثابة عبرة وعظة لجميع العباد الذين أتوا بعدهم، ولا زالوا يفكرون في الكفر. والتمسك بالشرك، حيث قال الله عز وجل في كتابه العزيز القرآن الكريم:: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ۝ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ۝ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ۝ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ۝ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [سورة يس:13- 17]. الدروس المستفادة من قصة أصحاب القرية نعرض لكم بعضاً من أهم الدروس المستفادة من قصة أهل القرية الشهيرة التي ورد ذكرها بالتفصيل في سورة يس في القرآن الكريم. سوف نذكرها لكم فيما يلي: أهمية التمسك بالدعوة إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له. حتى ولو كان هناك فئة تكذب. ضرورة الوقوف مع الحق مهما كان بعيد، تماماً مثلما فعل الرجل الصالح، عندما عرف بدعوة الرسل لأهل القرية. حب الخير للناس كما فعل الرجل الصالح، الذي تمنى أن يعلم أهل القرية جمال الجنة، وخيرها ونعمها بعد أن زهقت روحه.