مروان بن الحكم – قصة حياة مروان بن الحكم الخليفة الأموي الرابع - نجومي

مروان بالحكم قفز "مروان بن الحكم بن العاص" إلى السلطة على إثر اجتماع تاريخي لكبار بني أمية وأعيانهم، عقد في "الجابية" في [3 من ذي القعدة 64 هـ= 22 من يونيو 684م] قرروا فيه البيعة لمروان بن الحكم، وكان شيخًا كبيرًا قد تجاوز الستين، يتمتع بقسط وافر من الحكمة والذكاء وسداد الرأي، وكان شجاعًا فصيحًا يجيد قراءة القرآن، ويروي كثيرًا من الحديث عن كبار الصحابة، وبخاصة " عمر بن الخطاب "، ويعد هو رأس "بني أمية" بالشام. ووضع المجتمعون اتفاقًا تاريخيًا لتجنب أسباب الفتنة والشقاق، واشترطوا أن تكون ولاية الحكم لـ "خالد بن يزيد" من بعد "مروان"، ثم "عمرو بن سعيد بن العاص" وكان مروان قد سطع نجمه في عهد ابن عمه الخليفة "عثمان بن عفان" الذي قربه إليه، وجعله مساعدًا ومشيرًا له، وكان كاتبه ومديره، فلما قُتل عثمان كان مروان أول من طالب بدمه، ثم بايع "عليا بن أبي طالب"، فلما حدثت واقعة الجمل اعتزل الحياة السياسية، فلما آلت الخلافة إلى معاوية بن أبي سفيان ولاه على "المدينة"، وكان أقوى المرشحين لاعتلاء عرش "بني أمية" بعد وفاة معاوية بن يزيد (معاوية الثاني). ومن العجيب أن مروان وأسرته كانوا قد قضوا حياتهم كلها في الحجاز، ولم ينتقلوا إلى الشام إلا في نهاية [ربيع الآخر 64 هـ= ديسمبر 683م]، أي قبيل البيعة لمروان بستة أشهر فقط‌‍‍‍!!

  1. مروان بن الحكم في معركة الجمل

مروان بن الحكم في معركة الجمل

قامت الدولة الأموية على فكرة الخلاف على السلطة، بداية من مؤسسها معاوية بن أبى سفيان، منذ الصراع بينه وبين الإمام على بن أبى طالب. لكن الدماء فى مسلسل الصراع على السلطة استمرت فى ولاية الأمويين، ونتناول فى هذا الموضوع الخليفة مروان بن الحكم، رابع خلفاء الدولة الأموية، والذى يعد مؤسس الدولة الأموية الثانية، مؤسس السلالة التى حكمت العالم الإسلامى بين عام 685 و750م، ومن ثم حكمت الأندلس بين عامى 756 و1031م. وتحل اليوم الذكرى الـ1333 على وفاته إذ تحل فى مايو عام 685، عن عمر ناهز 63 عاما، لكن كيف كانت نهاية الرجل الذى وصف تاريخيا بالدهاية؟ وفقا لما ذكره كتاب "دم الخلفاء: النهايات الدامية لخلفاء المسلمين" للباحث الدكتور وليد فكرى، فى فصل "مروان بن الحكم: نهاية عبثية لرجل مغامر"، إنه بوفاة ثالث الخلفاء الأمويين معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان، ظهرت خلفات وعدائيات بين القبائل القيسية وعرب اليمن، حاول خلالها الضحاك بن قيس الانحراف عن مساندة بنى أمية لصالح عبد الله بن الزبير الخليفة الموازى، فى المدينة. وأبدى مروان بن الحكم كبير بنى أمية حينها، رغبة صريحة فى مبايعة عبد الله بن الزبير هو الآخر بعد أن رأى البيت الأموى يتمزق بين منادين بمبايعة خالد بن يزيد بن معاوية، وآخرين، يهتفون بمبايعة عمرو بن سعيد بن العاص، لكن هذا القرار لم يكن سوى مناورة من الرجل الذى أثبتت مواقفه فى الأزمات والأحداث الجليلة أنه وصولى انتهازى مغامر يتشبث بكل فرصة للاقتراب من الصدارة بحسب وصف "فكرى".

نهاية أليمة وأرسل مروان بعد عودته إلى الشام حملتين، أولاهما إلى الحجاز لقتال عبد الله بن الزبير الذي دعا لنفسه بالخلافة، وقد هُزمت تلك الحملة، أما الحملة الأخرى فسيرها للقضاء على الشيعة في الكوفة ولم تحقق شيئًا يذكر. وقرر مروان أن يجعل الخلافة لابنه "عبد الملك" من بعده بدلا من خالد بن يزيد، كما نصت اتفاقية "الجابية" التاريخية، فتزوج أم خالد (أرملة يزيد)، وأصبح دائم التحقير من شأن خالد، يكثر من سبه ويعيّره بأمه، فلما أخبر خالد أمه بذلك نقمت على مروان الذي أسفر عن حقيقة نواياه باغتصاب الخلافة من ابنها، فتحينت الفرصة للانتقام منه، وفي إحدى الليالي، بينما كان مروان مستغرقًا في نومه، وضعت أم خالد وسادة على وجهه، فلم ترفعها حتى مات. وقيل بأنها سقته لبنًا دست فيه السم، كما قيل بأنها أغرت به جواريها فخنقوه، فلما علم ابنه عبد الملك بذلك أراد قتلها، ولكن قومه نصحوه ألا يفعل حتى لا يُعيّر بأن أباه قتلته امرأة. عهد قصير وإنجازات عظيمة كانت وفاة مروان في [3 من رمضان 65 هـ= 24 من نوفمبر 683م]، عن عمر بلغ نحو خمسة وستين عامًا، وهو لم يكمل العام الأول من خلافته، وبرغم ذلك فقد استطاع أن يؤسس دولة قوية للأمويين –وآل مروان خاصة- في الشام، وتعد خلافته هي البداية الحقيقية للعهد الثاني من الحكم الأموي، وقد تميز عهده –على قصره- بالعديد من الإصلاحات والإنجازات العسكرية والسياسية والاقتصادية.