الباحث القرآني

حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله: ( الليل والنهار خلفة) قال: أسود وأبيض. [ ص: 291] حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله. حدثنا أبو هشام الرفاعي ، قال: ثنا يحيى بن يمان ، قال: ثنا سفيان ، عن عمر بن قيس بن أبي مسلم الماصر ، عن مجاهد ( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة) قال: أسود وأبيض. وقال آخرون: بل معنى ذلك: أن كل واحد منهما يخلف صاحبه ، إذا ذهب هذا جاء هذا ، وإذا جاء هذا ذهب هذا. صحيفة تواصل الالكترونية. حدثنا محمد بن بشار ، قال: ثنا أبو أحمد الزبيري ، قال: ثنا قيس ، عن عمر بن قيس الماصر ، عن مجاهد ، قوله: ( جعل الليل والنهار خلفة) قال: هذا يخلف هذا ، وهذا يخلف هذا. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قوله: ( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة) قال: لو لم يجعلهما خلفة لم يدر كيف يعمل ، لو كان الدهر ليلا كله كيف يدري أحد كيف يصوم ، أو كان الدهر نهارا كله كيف يدري أحد كيف يصلي. قال: والخلفة: مختلفان ، يذهب هذا ويأتي هذا ، جعلهما الله خلفة للعباد ، وقرأ ( لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا) والخلفة: مصدر ، فلذلك وحدت ، وهي خبر عن الليل والنهار; والعرب تقول: خلف هذا من كذا خلفة ، وذلك إذا جاء شيء مكان شيء ذهب قبله ، كما قال الشاعر: ولها بالماطرون إذا أكل النمل الذي جمعا خلفة حتى إذا ارتبعت سكنت من جلق بيعا [ ص: 292] وكما قال زهير: بها العين والآرام يمشين خلفة وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم يعني بقوله: يمشين خلفة: تذهب منها طائفة ، وتخلف مكانها طائفة أخرى.

  1. صحيفة تواصل الالكترونية

صحيفة تواصل الالكترونية

قارن بين تفسير ابن جرير وابن كثير في قوله تعالى قارن بين تفسير ابن جرير وابن كثير في قوله تعالى في الآية رقم 62 من سورة الفرقان، وهي السورة الخامسة والعشرين 25 في القرآن الكريم، وعدد آياتها سبعة وسبعين 77 آية،سميت سورة الفرقان بهذا الاسم، لأنها تتناول القصص والعبر التي تثبت صدق القرآن الكريم، وعن التوحيد بالله والإيمان بالله وبرسله، وكلمة الفرقان هي اسم من أسماء القرآن، تعتبر سورة الفرقان من السورة المكية التي نزلت آياتها على النبي قبل الهجرة، باستثناء الآيات من ثمانية وستين 68 إلى سبعين 70 فهي آيات مدنية نزلت على النبي بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة. تفسير قوله تعالى " وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة" جاء في تفسير الآية اثنان وستون 62 من سورة الفرقان من الناحية العلمية، بأن الله خلق الليل والنهار في ظاهرة كونية عظيمة وهي ظاهرة الليل والنهار، فإذا أظلم جانب من وجه الأرض، أنار جانب آخر، حيث يتعاقب الليل والنهار في ظاهرة غريبة تحدث نتيجة دوران الأرض حول نفسها، حيث ينتج النهار وهو للعمل والنشاط، أما الليل ينتج عنه الليل للنوم والعبادة. الفرق بين تفسير ابن جرير وابن كثير في قوله تعالى " وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة" جاء في تفسير ابن جرير: أن الله عز وجل جعل الليل والنهار خلفاً للآخر، فإذا فات الشخص عمل أو عبادة أو تسبيح أو ذكر في النهار أو الليل، يدركه ويقوم به في الوقت الآخر.

وقال عمر بن الخطاب وابن عباس والحسن: معناه من فاته شيء من الخير بالليل أدركه بالنهار ، ومن فاته بالنهار أدركه بالليل. وفي الصحيح: ما من امرئ تكون له صلاة بالليل فغلبه عليها نوم فيصلي ما بين طلوع الشمس إلى صلاة الظهر إلا كتب الله له أجر صلاته وكان نومه عليه صدقة. وروى مسلم عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل. الثانية: قال ابن العربي: سمعت ذا الشهيد الأكبر يقول: إن الله تعالى خلق العبد حيا عالما ، وبذلك كماله ، وسلط عليه آفة النوم وضرورة الحدث ونقصان الخلقة; إذ الكمال للأول الخالق ، فما أمكن الرجل من دفع النوم بقلة الأكل والسهر في طاعة الله فليفعل. ومن الغبن العظيم أن يعيش الرجل ستين سنة ينام ليلها فيذهب النصف من عمره لغوا ، وينام سدس النهار راحة فيذهب ثلثاه ويبقى له من العمر عشرون سنة ، ومن الجهالة والسفاهة أن يتلف الرجل ثلثي عمره في لذة فانية ، ولا يتلف عمره بسهر في لذة باقية عند الغني الوفي الذي ليس بعديم ولا ظلوم. الثالثة: الأشياء لا تتفاضل بأنفسها; فإن الجواهر والأعراض من حيث الوجود متماثلة ، وإنما يقع التفاضل بالصفات.