شيخ الأزهر: مصر عرفت التجديد الفقهي في مجالات الأسرة والاقتصاد والبنوك والسياسة منذ 125 عاما | أهل مصر

عسى ألّا تأتي المعرفة التي تلي الجهل بعد فوات الأوان…

  1. "قراءات فكرية – سياسية" بحث فكري حول الدين والسياسة والاقتصاد

"قراءات فكرية – سياسية" بحث فكري حول الدين والسياسة والاقتصاد

محمود الوهب (1) الدين نفحة روحية تمنح الإنسان الفرد جرعات قيمية من أخلاق تفترض تحسين التعامل مع الإنسان الآخر. يقول الله في كتابه القويم: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات آية 13) أعتقد أن الآية واضحة، لا لبس فيها، وقد تضمنت دلالات عميقة. فهي تخاطب الناس أي: بني البشر كافة، والمسلمون من ضمنهم، وليسوا استثناء. وأنَّ الله جعل خلقه على تعدد وتنوع، وبالتالي، على تباين في الآراء والمعتقدات لغاية سامية هي التعارف، والتآلف، وتبادل الخبرات والمعارف. "قراءات فكرية – سياسية" بحث فكري حول الدين والسياسة والاقتصاد. وذلك وسيلة لتحقيق غاية كلية هي إعمار الأرض التي نُذِرَ الإنسانُ لإتمامها. وأما التقى في الآية فلا يعني تأدية الطقوس الدينية المعروفة فحسب بل إنه امتلاء روح الإنسان بالإيمان الذي ينطوي على محبة الناس! وهكذا يستوي عمران الأرض ويستقيم. (2) منذ اجتماع سقيفة بني ساعدة، نشبت بوادر خلاف – وجثمان النبي لم يوار تربته – أما محتوى الخلاف فسياسي لا ديني، وتركز على استحقاق الخلافة، بين المهاجرين والأنصار، وبين القرب والبعد من النبي.

د_زكريا ملاحفجي ثمة علاقة مضطربة في الواقع السوري بين الدين والسياسة في هذا الاتساع، فمنذ استلام حافظ الأسد الأب الحكم بانقلاب ابتلعت السياسة فيه الدين، وأصبحت المؤسسة الدينية والعلماء ومفتي الجمهورية يتم توجيههم من خلال السياسة وتعمل تلك المؤسسات على تبرير وشرعنة كل الأفعال السياسية القمعية وحتى الإجرامية فحتى العَلمانية التي يدّعيها النظام السوري والتي تفصل الدين عن السياسية ليست موجودة في سورية، بل السياسة تسخّر الدين لخدمة مآربها، ومن يعصي الأوامر يكون جزاؤه التنكيل. وبعد انتفاضة الشعب السوري في ثورة الحرية والكرامة أواسط آذار / مارس 2011م بحراك ديمقراطي حضاري، لم يعجب النظام بل أزعجه وسعى لشيطنته وسعت الجماعات الدينية لابتلاع السياسة، فبقيت العلاقة كفصلي الصيف والشتاء في الشدة والتناقض في العلاقة، وغاب الاعتدال الربيعي في العلاقة، وبنفس الوقت بقيت السياسة لدى النظام تبتلع الدين، وخارج سيطرة النظام بقيت آراء حادة بين الفصل بين الدين والسياسة وابتلاع السياسة وبقي الاعتدال الربيعي هو الصوت البسيط بين الأصوات. وهنا لابد أن نؤكد أنه ليس هناك في التعاليم الإسلامية دولة دينية وإنما كان هذا سمة الفرس وبعض الهنود والفراعنة وإيران اليوم، وليس هناك نموذج حكم محدد، بل هناك قيم تحض عليها التعاليم الإسلامية.