فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين

قال يزيد: واحمرارها بكاؤها. وهكذا قال السدي الكبير. وقال عطاء الخراساني: بكاؤها: أن تحمر أطرافها. وذكروا أيضا في مقتل الحسين أنه ما قلب حجر يومئذ إلا وجد تحته دم عبيط ، وأنه كسفت الشمس ، واحمر الأفق ، وسقطت حجارة. هل تعرفين من يبكي عليكي بعدد موتك؟؟؟؟؟ - مدونة فتكات. وفي كل من ذلك نظر ، والظاهر أنه من سخف الشيعة وكذبهم ، ليعظموا الأمر - ولا شك أنه عظيم - ولكن لم يقع هذا الذي اختلقوه وكذبوه ، وقد وقع ما هو أعظم من [ ذلك] ، قتل الحسين رضي الله عنه ولم يقع شيء مما ذكروه ، فإنه قد قتل أبوه علي بن أبي طالب ، وهو أفضل منه بالإجماع ولم يقع [ شيء من] ذلك ، وعثمان بن عفان قتل محصورا مظلوما ، ولم يكن شيء من ذلك. وعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قتل في المحراب في صلاة الصبح ، وكأن المسلمين لم تطرقهم مصيبة قبل ذلك ، ولم يكن شيء من ذلك. وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو سيد البشر في الدنيا والآخرة يوم مات لم يكن شيء مما ذكروه. ويوم مات إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - خسفت الشمس فقال الناس: [ الشمس] خسفت لموت إبراهيم ، فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الكسوف ، وخطبهم وبين لهم أن الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته.

هل تعرفين من يبكي عليكي بعدد موتك؟؟؟؟؟ - مدونة فتكات

قال الله جل وعلا عن آل فرعون: { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ}[الدخان:29]. وقيل في تفسيرها: إن العبد الصالح إذا كان حياً يعيش ورفعت له أعمال صالحة، إذا مات تفقده الجهة التي كان يرفع منها عمله، فإذا فقدت السماء عمل المؤمن الصالح الذي يرفع من خلالها تبكي عليه، فلما كان آل فرعون لا يرفع لهم عمل قال الله جل وعلا: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ} [الدخان:29].

فطوبى لمن بكي من خشية الله عز وجل, وليبشر بالخير الكثير والأجر العظيم, فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « عينان لا تصيبهما النار: عينُ بكت من خشية الله وعين بات تحرس في سبيل الله » [أخرجه الترمذي, وصححه العلامة الألباني] ومن السبعة الذي يظلهم الله عز وجل يوم القيامة في ظله: رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه, كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته. قال كعب الأخبار رضي الله عنه لأن أبكى من خشية الله أحب إليَّ من أتصدق بوزني ذهباً. ومن بكى, فليحرص أن يقتدي برسول الله علية الصلاة والسلام في ذلك, قال العلامة ابن القيم رحمه الله: وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم فكان من جنس ضحكه, لم يكن بشهيقٍ ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة. ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهمُلأ, ويسمع لصدره أزيز. فاللهم ارزقنا قلباً ليناً, وعيناً دامعة, تبكي من خشيتك, فيدفعها البكاء لحسن العمل والاستعداد ليوم الرحيل كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ