وروى منصور العساف الحكاية الثانية المتداولة عن "النمنم" قائلا: "أما الرواية الثانية، فتقول إن إحدى المنشدات في أحد الأفراح الشعبية كانت تنشد بالفرح، وشهدت إحدى النساء برِجل حمار، فاختبأت، ثم هربت، ونبهت عنها المنشدة.. وظل الناس يتناقلون هذه الرواية، وصدقها الناس بشكل كبير، وصار هناك شبه انحسار لخروج الأطفال للشوارع في جدة في الستينيات الهجرية، حيث وجدت الأمهات طريقة لتخويف الأبناء بتهديدهم بجملة: "لا تطلع الشارع لا يجيك النمنم". وأكمل الباحث السعودي: "عندما ظهرت شائعة النمنم في الرياض، كان هناك جرائد وإعلام ووعي، ولكنها ظهرت بقوة، لدرجة أن المدرسة السابعة عشرة في الملز صار بها رعب للطالبات، إذ أن عددا قليلا من كان يذهب للمدرسة بسبب النمنم، لأنه موجود على السطح.. النمنم في السعودية وعيار 21. وحدثت اتصالات بالأمن".
حينما يخطئ مواطن في سرد تاريخ بلاده، هو ليس مختصًا ولا بين السطور ما يمكن أن يقال عن تفسير خطئه. أما إذا كان مسئولاً، يتولى بالأساس حماية الجدار الثقافي للأمة، فهذا ما لا يمكن تبرئته مهما كانت الدوافع التي جبلته على ذلك. النمنم في الجنادرية: عندما يجهل «وزير ثقافة» تاريخ بلاده – إضاءات. ونعني هنا حلمي النمنم، وزير الثقافة المصري، الذي ألف تاريخًا جديدًا أثناء إلقاء كلمة مصر، في افتتاح مهرجان الثقافة والتراث السعودي «الجنادرية»، والتي أكد فيها أن العلاقات بين مصر والسعودية حكمتها روابط الأخوة، بين الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، والملك فؤاد الأول ملك مصر، في مغالطة تاريخية لا يمكن أن تخطئها الأذهان. ولا يعرف أحد إن كان «النمنم» اختلق حميمية كاذبة بين ملكي مصر والسعودية اللذين تصارعا حتى الموت، من باب محاولات الإطراء التي غلّفت علاقات البلدين خلال المرحلة الماضية، لإعادة الود مرة أخرى، وإذابة جبال الجليد التي تراكمت إثر المواقف السياسية المتباينة، أم لعدم مراجعة الوزير تاريخ العلاقات بين الملك فؤاد ونظيره عبد العزيز آل سعود، صياغة خطاب مصر وتنقيحه تاريخيًا، لاسيما وأن صراع الملكين كان حديث كافة كتب التاريخ، ولم ينتهِ إلا بوفاة ملك مصر، وتولي نجله فاروق.
مؤتمر الخلافة في القاهرة لم يلاقِ قبول عبد العزيز آل سعود، الذي لم يكن لُقب ملكًا بعد، ولم تكن له سيطرة على الأماكن المقدسة ما يمكنه من منافسة الملك المصري، وهو الأمر الذي حسمه على الفور، ودعا إلى مؤتمر عام شيوخ القبائل وفقهاء المذهب الوهابي؛ للحصول على الحجج الشرعية لغزو الحجاز، لتخليص بيت الله من أيدي «الهاشميين» بعدما اتهمهم أنهم يحولون بين مسلمي نجد، وأدائهم لفريضة الحج. وبالفعل استطاع عبد العزيز الاستيلاء على أرض الحجاز كاملة في ديسمبر عام 1925، وأسقط حكم الهاشميين نهائيًا، ليبدأ معركة من نوع خاص مع الملك فؤاد، استمرت لمدة عشر سنوات وتحديدًا بعد أن رفضت مصر الاعتراف بالدولة السعودية الوليدة، ليختمر الصراع بين الملك فؤاد الأول وعبد العزيز آل سعود، للاستحواذ على لقب خليفة المسلمين. مواجهة من نوع خاص بين الليبرالية والوهابية مؤتمر القاهرة لبحث أمر الخلافة قاطعه الملك عبد العزيز بعدما استقرت له الأحوال، وصار يملك حجة ووصاية على الأماكن المقدسة ترجح كفته أمام الملك المصري الذي كان يحكم بلدًا متنوع الثقافة، ويميل إلى الانفتاح على العالم، ويضم أبناؤه خلفيات ثقافية غربية، لدرجة أن رموز الفكر والقانون وقتها رفضوا علنيًا فكرة إعادة إحياء الخلافة.
واعتمد الرافضون للحكم الديني على المعركة التي دارت حول كتاب للشيخ علي عبد الرازق، أحد علماء الأزهر، والذي أسماه «الإسلام وأصول الحكم» وظهر للنور في خضم المعركة بين فؤاد وعبد العزيز، وانتهى فيه إلى أن الخلافة ليست من أصول الحكم في الإسلام؛ ما فجر حالة من الغضب انتهت بإحالته للمحاكمة، وسط تضامن واسع من المفكرين والمثقفين، لدرجة أن عبد العزيز باشا فهمي، وزير الحقانية وقتها، استقال من منصبه لمساندة عبد الرازق في معركته، وتضامن معه عباس محمود العقاد وسلامة موسى وعدد من أعلام الفكر والثقافة المصرية والعربية. وجد الملك عبد العزيز المعركة المصرية المشتعلة حول الخلافة أرضًا خصبة للدعوة إلى مؤتمر آخر في مكة؛ ما ساهم في فشل مؤتمر القاهرة، لتقلب مصر بدورها الطاولة على الملك السعودي، ورفضت هي الأخرى المشاركة في مؤتمر مكة ببادئ الأمر، ثم قررت تغيير موقفها، وأرسلت الشيخ محمد الأحمدي الظواهري، شيخ الأزهر الذي هاجم الحكم السعودي الجديد في معاقله، واعتبره غير مؤهل لحماية المقدسات الإسلامية، لاسيما وأن العقيدة الوهابية تقضي بإزالة القباب، وهدم الأضرحة فضلاً عن التعصب ضد المذاهب الأخرى. نجح الظواهري في إثارة انشقاق داخل المؤتمر بعدما أعلن رفض الأزهر الاعتراف بسلطة آل سعود على الأماكن المقدسة، ورفض تمكينهم من الأوقاف الإسلامية الخاصة بالحرمين الشرفين، لينتهي مؤتمر مكة بفشل الملك السعودي في الحصول هو الآخر على اعتراف إسلامي بشرعية حكمه للحجاز، ليتأجل الصراع بين ملكي مصر والسعودية على منصب الخلافة.
مشيرًا إلى أنه وثَّق مشاهد تطور المجتمع السعودي، وقال: "نحن الباحثين نستفيد منه في التحقق من الكثير من الأماكن والتواريخ"
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي هجوما ساخرا وكاسحا ضد الوزير بسبب تعليقاته على الفيسبوك والتي لم يخل واحد منها من اخطاء املائية فادحة. ومن الأمثلة عليها ان الوزير كتب (اعذكم الله) بدلا من (اعزكم الله)، و(المزيعين) بدلا من (المذيعين) و(حزف) بدلا من (حذف)، وأخيرا نسب إلى الوزير بيان اعتراف بالأخطاء واعتذار عنها، الا انه اختتم بيانه بالقول (انها سقكت سهون) بدلا من (سهوا)(.. ). وفيما يلي بعض التعليقات حول تدوينات وزير التعليم: - وزير التعليم الجديد…آكتشفت انه ألدغ فى حرف ال»ذ « كل كتاباته يكتب «ز»….. النمنم في السعودية. يا أما الكيبورد عنده بايز. - على فكرة وزير التعليم اللي بيكتب حاجات زي اللمبي ده أكيد اختياره مش غلطة، دي خطة للإلهاء، مش حتقدر ماتتكلمش عنه، مش حتقدر ماتلطمش على وشك. - من طه حسين وزيرا للمعارف… لوزير تعليم لا يعرف الفرق بين ( ذ) و( ز) و يكتب خواطر لا تختلف فى محتواها عن بوستات الخليل كوميدي. - ليس معنى أن إنسان أصبح وزيرا للصحة أنه لا يمرض كذلك ليس بالضرورة أن آخر أصبح وزير التعليم أن يجيد القراءة والكتابة كفاية تلاكيك. الراجل اللي مش عاوز يجيبها البر ده شكله هيقفلها تاني بسبب اعداء النجاح اللى هم احنا طبعا.
زحمة – جمال خاشقجي: النمنم "يمقت"الوهابية انتقد الكاتب السعودي جمال خاشقجي تعيين الكاتب الصحفي حلمي النمنم كوزير للثقافة في الحكومة المصرية الجديدة. وقال خاشقجي على حسابه بموقع "تويتر": "بصراحة ووضوح: بحكم العلاقة بين السعودية ومصر ولطبيعة النظام هناك حري بالأخيرة ألا تعين وزيرا أمعن في الإساءة إلى المملكة مثل حلمي النمنم". وكانت حكومة جديدة برئاسة المهندس شريف إسماعيل أدت اليمين أمام رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، وضمت 16 وزيرا جديدا مع الإبقاء على الوزارات السيادية. باحث في التاريخ الاجتماعي يكشف عن أشهر شائعة خرافية في التاريخ السعودي - صباح اليمن. وضمت الحكومة حلمي النمنم وزيرا للثقافة بدلا من عبد الواحد النبوي. ونشر السعودي جمال خاشقجي، مدير عام قناة العرب الإخبارية، التى اغلقت بعد يوم واحد من تشغيلها في البحرين، تغريدة اخرى. وقال فيها: "للعلم؛ لم يخطط لمناشط ثقافية متبادلة مع الأشقاء بمصر، وزير الثقافة الجديد حلمي النمنم ليس بناقد للوهابية فقط أنه يمقتها ويحملها كل مصائب بلده". من جانبه، رد وزير الثقافة حلمي النمنم على هجوم خاشقجي خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "العاشرة مساء" على قناة "دريم2". وقال النمنم إنه "يرى الوهابية شأن سعودي خاص وليس لنا أن نتدخل فيه لكنني طالما عارضت وانتقد تصدير الوهابية لمصر.