فإن مع العسر يسراً - Youtube

فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ❣ - YouTube
  1. فإن مع العسر يسرا.. - عالم حواء

فإن مع العسر يسرا.. - عالم حواء

بسم الله الرحمن الرحيم فإن مع العسر يسرا لا أحد في الحياة إِلا وقد ذاق مرارة الأسى، وشرب من كأس الحزن، ولبس ثياب المرض.. ويا ترى من الذي لم يتجرع غصص الهموم، ونزلت بساحته أمطار المصائب.. لا أظن أن أحداً نجا مما ذكرت. ولكن المؤمن ينظر لذلك من نافذة « الكتاب والسنة » ليرى قرب الأمل، وضياء الفجر، وأن العسر يعقبه يُسر، وأن النصر مع الصبر، وان الفرج مع الكرب، وان الأيام القادمة تحمل ا لأفراح، وأن الليالي تعانق السرور. فيا مهموم، إِن ربك حكيم فيما قدَّر عليك، فلا تقنط وتجزع.. ( لا تحسبوه شراً لكم) ووالله إنه قريبٌ وسميعٌ لصوتك.. ( إن ربي لسميع الدعاء).. فابتسم، وانتظر الفرج، وأبشر فإن مع العسر يسرا. والمتأمل في هاتين الآيتين يعي حقيقة إلهية عظيمة وسنة من سنن الله في عباده ألا وهي أن مع العسر لابد أن ياتي اليسر بلطف وخفاء يؤكد لنا معنى اسم الخالق اللطيف الذي يوصل عباده لأقدارهم بلطف عجيب لاتدركه العقول. وقد قال تعالى:"إن مع العسر يسرا " ولم يقل بعد العسر يسرا تأكيدًا على أن العسر لابدَّ أن يجاوره يسر, فالعسر لا يخلو من يسر يصاحبه ويلازمه... و كل الحادثات وان تناهت فموصول بها فرج قريـــب.

هما سنتان إذاً ينبغي أن نتبينهما جيداً، وإننا لنلاحظ هذه السنة في حياتنا التي نعيشها سواء كانت حياة فردية أو اجتماعية، هي مصداق دقيق لقوله سبحانه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ} ذلك هو العسر، ثم قال: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. إذاً سنة الابتلاء ماضية في عباد الله عز وجل ولكن الله عز وجل ألزم ذاته بأن ينسخ اليسرُ العسرَ بعد ذلك بل مباشرة {َإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} وأكد ذلك فقال: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} ولكن بشرط الالتجاء إلى الله، بشرط الفرار من هذا العسر إلى أعتاب الله والتمسكن على باب الله سبحانه وتعالى. وانظروا إلى هذا العهد الذي قطعه الله عز وجل علينا من خلال قوله سبحانه: {وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} ، هذا هو العهد الذي قطعه الله عز وجل علينا وذلك هو العهد الذي ألزم الله به ذاته تجاهنا فهلا وفينا العهد الذي قطعه الله علينا ليوفي العهد الذي ألزم الله عز وجل به ذاته؟!