الحياء خلق نبوي كريم: فلقد كان النبي (ص) المثل الأعلى في الحياء: ففي الصحيحين عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ (ص) أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، فَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ». الحياء شعبة من شعب الإيمان: في الصحيحين – واللفظ لمسلم – عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: « الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ ». وفي الصحيحين – واللفظ للبخاري – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، مَرَّ النَّبِيُّ (ص) عَلَى رَجُلٍ، وَهُوَ يُعَاتِبُ أَخَاهُ فِي الحَيَاءِ، يَقُولُ: إِنَّكَ لَتَسْتَحْيِي، حَتَّى كَأَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ أَضَرَّ بِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): «دَعْهُ، فَإِنَّ الحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ». الحياء شعبة من الإيمان | شبكة بينونة للعلوم الشرعية. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قال رسول الله (ص): «الْحَيَاءُ وَالْإِيمَانُ قُرِنَا جَمِيعًا، فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الْآخَرُ».
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان (رواه البخاري ومسلم). في هذا التوجيه النبوي الكريم حث على فضيلة من أبرز الفضائل وهي فضيلة الحياء.. والحياء كما عرفه العلماء خلق كريم يبعث على اجتناب القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق، وينشأ من الخوف من الله، واستشعار مراقبته. وهو يعصم المرء من مزالق الشر، ويفضي به إلى مسالك البر والفضيلة والخير وقد جاء في حديث آخر أنه خير كله أو أنه لا يأتي إلا بخير لأنه يوجه صاحبه إلى المعروف والطاعة، ويحجزه عن كل منكر ومعصية. توضيح الحياء بهذا المفهوم كما يقول الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ السنة النبوية بجامعة الأزهر وأنه باعث على اجتناب القبيح، ومانع من التقصير هو الحقيقي الشرعي.. أما حين يمتنع إنسان عن قول الحق، أو عن فعل الخير متعللاً بما يزعم من حياء في شيء، فهذا في الحقيقة عجز ومهانة، ولا ينشأ إلا من ضعف الدين. وخص الرسول صلى الله عليه وسلم شعبة الحياء بالذكر من دون سائر الشعب، تنبيها على ما للحياء من أثر في سلوك الإنسان، فالحياء يدعو إلى سائر الخصال الحميدة، والحيي يخشى الله تعالى ويخاف فضيحة الدنيا والآخرة، فيأتمر بأمر ربه، وينتهي بنهيه.. أما من لا حياء عنده فلا خير فيه، لأنه لا يرى بأسا في إعلان فسقه أو شره، ومن هنا وجب تحذير الناس منه، ومن ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له.