سورة العاديات تفسير

صفات الخيل في سورة العاديات لقد ذكر الله تعالى بعض صفات الخيل وقت النزال في المعارك، وما تثيره بذلك من بيان لشأنها وعظمة قدرها، عندما أقسم بخيل الجهاد في سورة العاديات، حيث قال عز وجلّ: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا). ، ومن هذه الصفات: سرعة جري الخيل في وقت الغزوات، وما يصدر عنها من أصوات لأنفاسها. إشعال الشرار بالقدح، من خلال ضرب حوافرها بالحجارة من سرعتها وقوّتها. إغارة الخيل وجريها بسرعة على العدو في الصباح. سورة العاديات - تفسير السعدي - طريق الإسلام. إثارة الخيل للغبار الكثيف. وصول الخيل إلى وسط جموع الأعداء.

سورة العاديات - تفسير السعدي - طريق الإسلام

أو أراد بالشديد: القوي، وإنه لحب المال وإيثار الدنيا وطلبها قوي مطيق، وهو لحب عبادة الله وشكر نعمته ضعيف متقاعس. تقول: هو تشديد لهذا الأمر، وقويٌّ له: إذا كان مطيقاً له ضابطاً. أو أراد: أنه لحب الخيرات غير هش منبسط، ولكنه شديد منقبض {بُعْثِرَ} بعث. وقرئ: {بحثر} وبحث، وبحثر. وحصل: على بنائهما للفاعل. وحصل: بالتخفيف. ومعنى (حصلّ) جمع في الصحف، أي: أظهر محصلاً مجموعاً. وقيل: ميز بين خيره وشره. سوره العاديات تفسير بالصور. ومنه قيل للمنخل: المحصل. ومعنى علمه بهم يوم القيامة: مجازاته لهم على مقادير أعمالهم؛ لأنّ ذلك أثر خبره بهم. وقرأ أبو السمال: {إن ربهم بهم يومئذ خبير}. عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من قرأ سورة والعاديات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعاً»

أو فوسطن ملتبسات به {جَمْعاً} من جموع الأعداء. ووسطه بمعنى توسطه. وقيل: الضمير لمكان الغارة. وقيل: للعدوّ الذي دلّ عليه {والعاديات} ويجوز أن يراد بالنقع: الصياح، من قوله عليه الصلاة والسلام: «ما لم يكن نقع ولا لقلقة» وقول لبيد: فَمَتَى يَنْقَعْ صُراخٌ صَادِق *** أي: فهيجن في المغاز عليهم صياحاً وجلبة. وقرأ أبو حيوة: {فأثرن} بالتشديد، بمعنى: فأظهرن به غباراً؛ لأنّ التأثير فيه معنى الإظهار. أو قلب ثورّن إلى وثرن، وقلب الواو همزة، وقرئ: {فوسطن} بالتشديد للتعدية. والباء مزيدة للتوكيد، كقوله: {وَأُتُواْ بِهِ} [البقرة: 25] وهي مبالغة في وسطن. وعن ابن عباس: كنت جالساً في الحجر فجاء رجل فسألني عن {والعاديات ضَبْحاً (1)} ففسرتها بالخيل، فذهب إلى عليّ وهو تحت سقاية زمزم فسأله وذكر له ما قلت: فقال: ادعه لي، فلما وقفت على رأسه قال: تفتي الناس بما لا علم لك به، والله إن كانت لأوّل غزوة في الإسلام بدر، وما كان معنا إلاّ فرسان: فرس الزبير وفرس للمقداد {العاديات ضَبْحاً (1)} الإبل من عرفة إلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى منى؛ فإن صحّت الرواية فقد استعير الضبح للإبل، كما استعير المشافر والحافر للإنسان، والشفتان للمهر، والثغر للثورة وما أشبه ذلك.