موسى بن ابي غسان

وفي عام 896 هجريا حاصر الاسبان غرناطة من كل الجهات من البحر والبر، مما تسبب في ضعف الملك ورجال الدولة وازداد من استسلامهم أمام ملوك اسبانيا، فبعث فرناندو الخامس ملك فرنسا، يطالب ملك غرناطة بتسلم الحمراء، وعلى الرغم من قبول الملك والكثير من رجال الدولة لتلك الدعوة حيث أنه رأي ألا يوجد حل سوى الاستسلام، وأن ليس هناك سبيل للمقاومة والصمود، إلا أن موسى بن ابي الغسان كان من أشد المعارضين لهذا القرار. تجمع حول موسى الكثير من فرسان غرناطة واستعدوا لقتال أعدائهم، وكان يبث فيهم الحماس وهو يقول بشجاعة وحماس (ليعلم ملك النصارى أن العربي قد ولد للجواد والرمح، فإذا طمح إلى سيوفنا فليكسبها غالية، أما أنا فخير لي قبر تحت أنقاض غرناطة، في المكان الذي أموت مدافعاً عنه، من أفخم قصور نغنمها بالخضوع لأعداء الدين). التقى فرسان غرناطة وجيش الإسباني ونشبت بينهم بعض المعارك، وعلى الرغم من خروج أهل غرناطة إلى جانب موسى بن ابي الغسان وبلائهم بلاء حسن في الكثير من المعارك، إلا أن انتهى الامر بانهيار صفوفهم ورجوعهم إلى داخل غرناطة، واستمر موسى وبعض من رفاقه في ساحة المعركة قبل أن يضطروا إلى العودة داخل غرناطة. بحث: موسى بن أبي غسان - الخبر بوست. شعر أهل غرناطة باليأس الشديد بعدما انتهت معركتهم الاخيرة بالخسارة، وبعدما طالت مدة الحصار واشتد الجوع والمرض، وفي النهاية اتفق الجميع على الاستسلام، وأنه لا جدوى من المقاومة إلا أن موسى اعترض مرة أخرى وحاول أن يحثهم على المقاومة وهو يقول (لنقاتل العدو حتى آخر نسمة، وإنه خير لي أن أحصى بين الذين ماتوا دفاعاً عن غرناطة من أن أحصى بين الذين شهدوا تسليمها).

  1. بحث: موسى بن أبي غسان - الخبر بوست

بحث: موسى بن أبي غسان - الخبر بوست

ليس به بأس. أَخْبَرَنِي محمد بن عبد الله الأنماطيّ، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد بن سليمان الْمصْرِيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يقول: أَبُو غسان ثقة. أَخْبَرَنِي أحمد بن سليمان المقرئ، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: أبو غسان مديني ثقة. حدّثنا أحمد بن أبي جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عدي الْبَصْرِيّ فِي كتابه، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألت أبا داود، عن محمد بن مطرف قلت: ثقة؟ قَالَ: ليس به بأس. حدّثنا محمّد بن علي الصّوريّ، حدّثنا الخصيب بن عبد الله، حدّثنا عبد الكريم ابن أبي قَالَ: أبو غسان محمد بن مطرف ليس به بأس ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ. أَبُو غَسَّان مُحَمَّد بن مطرف بن دَاوُد اللَّيْثِيّ الْمدنِي روى عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر وَزيد بن أسلم وَطَائِفَة وَعنهُ إِبْرَاهِيم بن أبي عبلة وَالثَّوْري وَيزِيد بن هَارُون وَخلق وَثَّقَهُ أَحْمد وَيحيى وَغير وَاحِد وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ كَانَ صَالحا وسطا طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

[عدل]نهاية الفارس كان قلب موسى يدمى وهو يشهد تسليم غرناطة المسلمة إلى ملوك النصارى، وكان أكثر ما يؤلمه ذلك التخاذل والضعف لدى الخاصة والعامة، ويحس بالعجز إزاء الأحداث الرهيبة المتلاحقة، وحين اجتمع الزعماء والقادة ليوقعوا وثيقة التسليم في بهو الحمراء لم يملك الكثيرون منهم أنفسهم من البكاء والعويل، فصاح موسى فيهم قائلا": "اتركوا العويل للنساء والأطفال، فنحن لنا قلوب لم تخلق لإرسال الدمع ولكن لتقطر الدماء، وحاشا لله أن يقال إن أشراف غرناطة خافوا أن يموتوا دفاعا عنها". وضاعت كلمات الفارس في الفضاء مرة أخرى، ولم يجاوبه إلا الصمت والحزن، وبدأ التوقيع على وثيقة التسليم، فراح صوته يرتفع في غضب مدويا: "إن الموت أقل ما نخشى، فأمامنا نهب مدننا وتدميرها وتدنيس مساجدنا وأمامنا الجور الفاحش والسياط والأغلال:والأنطاع والمحارق، وهذا ما سوف تراه تلك النفوس الوضيعة التي تخشى الآن الموت الشريف، أما أنا فوالله لن:أراه". ثم غادر المجلس يائساً حزيناً وذهب إلى بيته فلبس لباس الحرب وامتطى صهوة جواده، واخترق شوارع غرناطة ويقول لأستاذ عبد الله عنان رواية لمؤرخ إسباني حاول أن يلقي فيها الضوء على مصير فارس غرناطة الشهير فيذكر أن موسى التقى بعد خروجه من غرناطة على ضفة نهر شنيل سرية من فرسان النصارى فانقض عليها قتلاً وطعناً في بسالة نادرة حتى أصيب بجرح نافذ وسقط جواده من تحته بطعنة رمح، ولكنه لم يستسلم وراح يدافع فرسان النصارى بخنجره حتى خارت قواه ولما كانت نفسه الأبية لا تطيق الوقوع في أسر النصارى ألقى بنفسه إلى النهر.