ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله

إعراب فأينما تولوا فثم وجه الله إعراب: ﴿ فأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾: ♦ الفاء: حرف استئناف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. ♦ أينما: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان متعلق بالفعل تولوا ♦ تولوا: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة، وهو فعل الشرط. ♦ الواو: واو الجماعة ضمير بارز متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. وجملة ﴿ تولوا ﴾ في محل جر مضاف إليه لوقوعها بعد ظرف. ♦ فثم: الفاء رابطة واقعة في جواب الشرط (أينما) حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. ♦ ثم: اسم مبني على الفتح في محل نصب ظرف مكان متعلق بخبر مقدم محذوف للمبتدأ (وجه). ♦ وجه: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو مضاف. ♦ الله: اسم الجلال مضاف إليه مجرور على التعظيم وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وجملة: ﴿ ثم وجه الله ﴾ جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم.

تفسير ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) - الإسلام سؤال وجواب

الحمد لله. أولاً: يجب علينا الإيمان بأن الله تعالى فوق العرش مستوٍ على عرشه استواءً يليق بجلاله لا كاستواء البشر. وأن نؤمن بأن لله وجها لا كوجه المخلوق. وبهذا يجب ألا نضل عند تفسير الآيات وتأويلها وأن نتَّبع بذلك قول السلف الصالح. أما تفسير الآية ، فقد قال الشيخ ابن عثيمين: فإن قلت: هل كل ما جاء من كلمة الوجه مضافاً إلى الله يراد به وجه الله الذي هو صفته. الجواب: هذا هو الأصل كما في قوله تعالى: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه الأنعام / 52 ، وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى الليل / 19 – 21 ، وما أشبهها من الآيات. فالأصل: أن المراد بالوجه وجه الله عز وجل الذي هو صفة من صفاته ، لكن هناك آية اختلف المفسرون فيها وهي قوله تعالى: ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله البقرة / 115..... فمنهم من قال: إن الوجه بمعنى الجهة لقوله تعالى: ولكل وجهة هو موليها البقرة / 148. فالمراد بالوجه: الجهة ، أي: فثمَّ جهة الله أي فثم الجهة التي يقبل الله صلاتكم إليها. قالوا: لأنها في حال السفر إذا صلى الإنسان النافلة فإنه يصلي حيث كان وجهه. ولكن الصحيح أن المراد بالوجه هنا: وجه الله الحقيقي ، إلى أي جهة تتجهون فثم وجه الله سبحانه وتعالى ؛ لأن الله محيط بكل شيء ، ولأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المصلي إذا قام يصلي فإن الله قبل وجهه ، ولهذا نهى أن يبصق أمام وجهه ؛ لأن الله قِبَل وجهه فإذا صليت في مكان لا تدري أين القبلة واجتهدت وتحريت وصليت وصارت القبلة في الواقع خلفك فالله يكون قبل وجهه حتى في هذه الحالة.

إعراب فأينما تولوا فثم وجه الله – أكاديمية مكاوي للتدريب اللغوي – | النحو القرآني إعراب القرآن | اللغة العربية | النحو التطبيقي

وهذا لاشك تحريف للدين لأن الله تعالى قال {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ} (البقرة / 144)، و الشطر الجهة كما قال صاحب القاموس وغيره، ولم يسبقهم إلى هذا القول أي عالم من علماء المذاهب الأربعة و غيرها ولم يفسر أي إمام معتبر الآية كما ذكروا. ا وقد عدّ محمّد بن أحمد القرطبيّ المالكي في تفسيره المسمى الجامع لأحكام القرءان ستة وجوه في تفسير هذه الآية ليس في واحد منها ما قالوه، بل قال بعد تعداد هذه الوجوه "ولا يجوز لأحد أن يَدَعَ القبلة عامداً بوجه من الوجوه إلا في شدة الخوف". اهـ. ا و المعتمد في تفسيرها أن وجه الله معناه هنا "قبلة الله" أي أن المسافر على الراحلة يجوز له أن يصلي النافلة وهو راكب على دابته مستقبلاً وجهة سفره إن كانت جهةَ الكعبة أم لا. وعلى مثل هذا حملها مجاهد تلميذ ابن عباس رضي الله عنهما وبه أخذ الإمام الشافعي رحمه الله. بل روى مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حيث قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي و هو مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه. قال و فيه نزلت {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} إهـ.

قول الله تعالى (فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) | موقع سحنون

وإنما هذا شئ يورده الحنفية عند كلامهم عن من يصليّ بعيداً عن الكعبة فتحرى ثم توجه إلى جهتها ثم عرف بعد ذلك أنه كان منحرفاً انحرافاً يسيراً يميناً أو شمالاً. وأين هذا من كلام هؤلاء المتهاونين؟!! فلا تلتفت أيها المسلم الحريص على أمر دينه إلى مثل هذا التفريط و تَحَرَّ تأدية صلاتك على الوجه الذي يُرضي ربَّنا تبارك و تعالى، واجتهد لمعرفة جهة الكعبة بالطريقة التي بَيَّنها علماء المذاهب الأربعة المعتبرون، وَشُدَّ يديك على أقوالهم فنعم الحاملون هم لأعلام الشريعة ونعم القدوة. وسبحان الله وبحمده و الحمد لله رب العالمين

قال ابن القيم: "الصحيح في قوله تعالى: ﴿ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾ أنه كقوله في سائر الآيات التي ذكر فيها الوجه، فإنه قد اطَّرد مجيئه في القرآن والسنة مضافًا إلى الرَّبِّ تعالى، على طريقة واحدة، ومعنى واحد، فليس فيه معنيان مختلفان في جميع المواضع غير الموضع الذي ذُكِر في سورة البقرة، وهو قوله: ﴿ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾، وهذا لا يتعيَّن حملُه على القِبْلة والجهة، ولا يمتنع أن يُرادَ به وجْهُ الرَّبِّ حقيقةً، فحملُه على غير القِبْلة كنظائره كلِّها أولى" [13]. ومما استدلوا به: 1- "أنه لا يُعرف إطلاق "وجه الله" على القِبْلة لغةً ولا شرعًا ولا عُرْفًا؛ بل القِبْلة لها اسم يخصُّها، والوجه له اسم يخصُّه؛ فلا يدخُل أحدهما على الآخر، ولا يُستعار اسمه له، نعم القِبْلة تُسمَّى وِجْهة، كما قال تعالى: ﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ﴾ [البقرة: 148]، وقد تُسمَّى جهة" [14].

ا ولذلك لم يختلف الأئمة في جواز النافلة على الراحلة لهذا الحديث. وليس التيامن و التياسر الذي ذكره السادة الحنفية أنه يسامح فيه هو ما ذكره هؤلاء. فقد قال في رد المحتار-من أشهر كتبهم- "ليس المراد منه أن يجعل الكعبة عن يمينه أو يساره إذ لا شكّ حينئذٍ في خروجه عن الجهة بالكلية" اهـ. وإنما هذا شئ يورده الحنفية عند كلامهم عن من يصليّ بعيداً عن الكعبة فتحرى ثم توجه إلى جهتها ثم عرف بعد ذلك أنه كان منحرفاً انحرافاً يسيراً يميناً أو شمالاً. وأين هذا من كلام هؤلاء المتهاونين؟!! ا فلا تلتفت أيها المسلم الحريص على أمر دينك إلى مثل هذا التفريط و تَحَرَّ تأدية صلاتك على الوجه الذي يُرضي ربَّنا تبارك و تعالى، واجتهد لمعرفة جهة الكعبة بالطريقة التي بَيَّنها علماء المذاهب الأربعة المعتبرون، وَشُدَّ يديك على أقوالهم فنعم الحاملون هم لأعلام الشريعة ونعم القدوة. ا