واستوت على الجودي

إبراهيم أبو النجا واستوت على الجودي هي سفينة سيدنا نوح عليه السلام حيث نجا وأهله الصالحون وقومه المؤمنون بعد رحلة بين الأعاصير والأمطار والرياح العاتية وهي تسير بهم في موج كالجبال ، إنها الرحلة الإيمانية ، واستقرت بأمان على جبل اسمه الجودي بين العراق وتركيا. أما الرحلة الثانية: فهي رحلة أسرانا حيث أبحرت سفينتهم منذ واحد وأربعين يوماً فإلى أين ؟ وماذا حملوا ؟ وبماذا تزودوا ؟ أما إلى أين.. ؟ فإلى الدولة الفلسطينية ذات العلم إلى جانب أعلام دول العالم.. إلى القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.. وأما عن ماذا حملوا.. ؟ فقد حملوا القضية كلها.. واستوت على الجودي | دنيا الوطن. حملوا الأمانة.. حملوا الهم الوطني.. حملوا الحقوق الثابتة غير القابلة للتصرف وليس كما يدعي ناقصو الإدراك.. أن قضاياهم صغيرة تتمثل في زيارة أو جوال أو " كنتين " ولا تستحق هذه الضجة الكبرى ، ولكن العالم فهمهم وفهم رسالتهم ذات المدلول الكبير والمغزى البعيد. وأما بماذا تزودوا.. ؟ فقد تزودوا مادياً بالماء والملح الذي أصبح لاحقاً سلاحاً يخشاه عدوهم وقبل أن يحرمهم منه فقد حرّموه على أنفسهم. ثلاثة عناصر اجتمعت لترسو سفينة أبطالنا بأبطالنا حيث الجودي وهو المكان الذي أرادوه ، حيث أرض الزيتون – حيث الأرض الخالية من المستوطنين والاستيطان ، حيث أرض الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

  1. واستوت على الجودي | دنيا الوطن

واستوت على الجودي | دنيا الوطن

فقد جاءه الأمر ببناء الفلك، ولم يكن يعلم بالنهاية! ومع ذلك ظل يكدّ ويعمل، والجوديّ، بأمرٍ من الله، ذلك الجبل الصامد، كان ينتظر سفينة نوح عليه السلام، حتى تستوي عليه. ماذا حدث بعد استواء كل شيء في نوح عليه السلام؟ كان لابدّ من إعادة الأمور لمجاريها، هذا من إتقان الصُنع. نوح يسأل ربه عن ابنه! ( وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ) [هود:45] حتى بعد استواء قلبك، واستقرار اضطرابه، قد تظل أُمنية صغيرة جدًا، لكن لأنها مُلحّة، فهي مزعجة! لكن لما تعرف أن تلك الأمنية، حتى وإن كان قلبك يهواها، ويرضاها، فإن الله، لا يرضاها، ينتهي الأمر فورًا، انظر للسماء، وقُل: عوّضني يا الله، واصرف قلبي عنه، واصرفهُ عني.

وكذا قوله: (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم) الشورى 51. وعند تأمل هذه الأحداث نرى أن مصاديقها لا تخرج عن الشواهد المتفرقة في رحلة الأنبياء التي أشار إليها تعالى بقوله: (ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون) غافر 78.