عقوبة وغرامة.. قرار مهم من الحكومة بشأن مزاولة مهنة الصيدلة

يقال إن أول من قال: (من أمن العقوبة أساء الأدب)؛ هو (عبد الله بن المقفع) في ترجمته للكتاب الحِكمي الشهير: (كليلة ودمنة)، الذي ألفه الفيلسوف الهندي (بيدبا)، مرسلًا الكثير من المواعظ والعبر والحكم على ألسنة الطيور والحيوانات. قصتنا التالية ليست من كليلة ودمنة، ولكنها تراثية تناسب حالنا مع ما نعيشه من تناقضات حياتية. يقال: بأن أحد الثعابين قرر يومًا أن يتوب ويكف عن إيذاء الناس وترويعهم، فذهب إلى راهب يستفتيه فيما يفعل، فقال له الراهب: انتح من الأرض مكانًا معزولًا، واكتف من الطعام بالنزر اليسير. ففعل الثعبان ما أُمر به، لكن قضّ مضجعه؛ أن بعض الصبية كانوا يذهبون إليه ويرمونه بالحجارة..! وعندما يجدون منه عدم مقاومة؛ كانوا يزيدون في إيذائه، فذهب إلى الراهب ثانية يشكو إليه حاله، فقال له الراهب: انفث في الهواء نفثة كل أسبوع؛ ليعلم هؤلاء الصبية أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت، ففعل بالنصيحة، وابتعد عنه الصبية، وعاش بعدها مستريحًا. من أمن العقوبة أساء الأدب - جريدة الوطن السعودية. أظن أن المغزى من القصة بات واضحًا، فكم من الناس من يغره الحلم، ويغريه الرفق، وتخدعه الطيبة، فيستمرئ العدوان والإيذاء دون وازع من دين أو ضمير أو خُلق، وإذا قوبل بالمزيد من الحلم والرفق، زاد في عدوانه، وخُيل إليه أن عدم رد العدوان؛ هو ضعف واستكانة وقلة حيلة.

مَنْ أمِن «العقوبة».. أساء «الأدب»! - حمّاد السالمي

لازم نهز العصا من حين لآخر حتى ما نُستضعف.

من أمن العقوبة أساء الأدب - جريدة الوطن السعودية

الثلاثاء 16 ربيع الاخر 1434 هـ - 26 فبراير 2013م - العدد 16318 للعصافير فضاء يتفشى العنف ضد النساء في مختلف أنحاء العالم، حتى في المجتمعات المتحضرة، ولكن يختلف العقاب من مجتمع إلى آخر، بمعنى أن العقاب في مجتمعاتهم قاسٍ ويمنع الزوج من تكرار العنف، وقد يحرمه حتى من رؤية أطفاله، والبقاء بعيداً عنها بمسافات، أما إذا ضربها وعرضها للخطر فقد يسجن لفترة طويلة. في المشرق تختلف العقوبات وتأخذ في الغالب صف الزوج من منطلق أن المرأة تحتاج إلى الاصلاح والتأديب، ولا يكون ذلك إلا بممارسة العنف عليها. في أفغانستان لم يحُل السجن عائقاً أمام أفغاني تمكن من قتل زوجته حين زارته في معتقله، وهو يقضي عقوبة بالسجن 20 عاماً بتهمة قتل والدة زوجته وأختها وأخيها قبل 3 سنوات، وقد قتلها بتحريض من أمه التي زارته وقالت له إنها تشك فيها، واستغل الرجل الغرف التي أقيمت ليتقابل السجناء مع أفراد العائلة المقربين حتى يقتل زوجته، التي تبلغ من العمر 18 عاماً، وقد تزوجته وعمرها 13 عاماً.

في تبوك تأتي الصورة معاكسة امرأة من جنسية عربية تزوجت وهي في الخامسة عشرة من عمرها مواطناً لمدة 27 عاماً تعرضت فيها للعنف والضرب وتزوير هويتها، أنجبت خلال هذه الفترة الشاقة 6 أبناء اربع بنات وولدين تسبب مرة في شرخ في رأسها وكسرٍ في إحدى يديها، وقد تقدمت بشكوى إلى محكمة تبوك العامة وتم الحكم عليه بالجلد والسجن لمدة أسبوع كامل وأكرر اسبوع كامل يعني سبعة ايام. في أمريكا يقول الملحق الثقافي إن المواطن السعودي الذي أدخل زوجته في أوهايو المستشفى قد تصل عقوبته إلى 30 عاماً. مَنْ أمِن «العقوبة».. أساء «الأدب»! - حمّاد السالمي. الابنة الكبرى للزوجة قالت إنها وأخواتها اتصلن بالعديد من الهيئات للتدخل لحماية والدتهن، ولكن جاءهن الرد بأنه لايمكن التدخل في مثل هذه القضايا. إذا كانت العقوبة أسبوعاً للمعنِّف، وإهدار كرامة وألم بدني ونفسي لعمر كامل فعلى الطلاب الذين يضربون زوجاتهم في الخارج الانتظار لحين العودة والتصفيق هتافاً لعقوبة لن تتم لأن أسرهم ستتدخل وسترى أنه يُكتفى بتعهده مستقبلاً بحسن المعاملة..