عرض هذا الموضوع على فضيلة الشيخ عبد الخالق الشريف، ورفض ذلك ، ونهى عنه، ولم يرخص فيه، وقال:- فإن الله سبحانه وتعالى شرع ما فيه خير العباد والبلاد في الدنيا والآخرة، وحينما أباح الاستمتاع بين الرجل وامرأته قال تعالى: "وقدموا لأنفسكم"، وعلى هذا فإن الرجل مطلوب منه أن يقدم ما يؤثر على المرأة بإحداث نوع من الإثارة لها، حتى تتمكن من قضاء شهوتها معه، من ذلك أن يقبلها أو أن يلمسها في أماكن حساسة تثير هذه الشهوة عندها، وعلى المرأة أيضًا أن تسعى بسرعة الانفعال مع زوجها، حتى يتحقق لها ذلك، كما أن هناك أعشابًا وأدوات كيميائية تعين الرجل على التأخر في القذف. وأما هذا الزوج الكريم فنقول له: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بأنه على الرجل إذا قضى متعته أن يصبر على بقائه مع زوجته حتى تقضي وطرها كما قضى هو وطره، وإذا كان الأمر سيستدعي استخدام عضو ذكري صناعي؛ فيستطيع الرجل بآلته أن يداعب زوجته في بظرها حتى تقضي وطرها، وهذا هو المشروع، أما استخدام العضو الذكري الصناعي فسيحول الحياة إلى جحيم وسيخسر كل منكما الآخر، وسيترتب عليه مضار أكثر من المنفعة الظاهرية. ولذلك نميل إلى النهي عن استخدامه، ولنا فيما أحل الله فرصة عظيمة.
ما هو حكم مباشرة المرأة من الخلف دون الإيلاج في الدبر؟ حيث ذكر أحد الإخوان بأن التحريم لا يكون إلا في حق من يقوم بالإيلاج؛ محتجًا في ذلك بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه: لعن الله من أتى المرأة في دبرها جزاكم الله عنا خير الجزاء.
يجب على الإنسان أن يركز في غذائه على الكمية والنوعية في نفس الوقت، أي أن يختار كميات مناسبة للطعام حتى يتناولها، بحيث لا تكون الكميات كبيرة ومبالغ فيها، وفي الوقت نفسه يعرف حتى يوازن بين نوعيات الطعام بحيث يأكل بشكل متوازن ومتنوع ولا يُركز على تناول صنف واحد فقط من الطعام، حيث يكمن الدواء الحقيقي للإنسان في نوعية غذائيه، ومن هنا تبرز أهمية تنوع الغذاء، ولهذا السبب أيضًا شدّد الإسلام على أن يتناول الإنسان طعامه بحرصٍ كبير، لأنّ الجسم وديعة لدى صاحبه، وعليه أن يُحافظ على هذه الوديعة كي يستطيع القيام بالعبادات على أكمل وجه. الإنسان الذي يتناول غذاءً صحيًا لا بدّ وأن تكون صحته في أفضل حال، خاصة إن كان يتناول الطعام باعتدال، ولا يُسرف في تناول كميات كبيرة منه، كما يجب أن يكون الإنسان حريصًا على عدم الإكثار من بعض أصناف الطعام الضارة مثل الغذاء المحضر بطريقة غير صحية، أو الغذاء الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون والكوليسترول والسكريات، لأنّ هذه النوعيات من الأغذية تُسبب الإصابة بالأمراض المزمنة، ويتحول الغذاء فيها من نعمة إلى نقمة. عند ذهاب الإنسان إلى الطبيب فإنّ أكثر ما يُشدّد عليه الطبيب هو تناول الطعام الصحي المتزن حتى يكون الجسم أكثر صحة، فالمعدة هي بيت الداء، وكل ما يُدخله الإنسان إلى جسمه من نوعيات غذاء كفيلة بأن تُغير صحته إما للأفضل أو للأسوأ، والإنسان العاقل هو الذي يستطيع أن يُوازن غذاءه بطريقة سليمة، بحيث لا يأكل بشراهة ولا يتناول الغذاء الذي يُسبب له الأمراض أو يزيد من أعراضها، خاصة أنّ الغذاء لا يؤثر على الصحة فحسب، بل يؤثر أيضًا على الحالة المزاجية للإنسان، فمزاج الإنسان مرآة غذائه.
من أهمية الغذاء للإنسان جعل الله تعالى قواعد وشروط عديدة لتناول أصناف معينة منه، ونهى عن تناول أصناف أخرى تُسبّب له الضرر، لهذا فإنّ الغذاء يجب أن يكون صحيًا لا يُسبب الأمراض للإنسان، ولا يُذهب بعقله أو يُسبّب له أي نوع من الأذى، كما يجب الامتناع عن تناول الغذاء الذي مصدره غير معروف، أو الغذاء المعرض للملوثات والأوساخ والتلوث. غذاء الإنسان سببٌ في صحته أو مرضه، والحرص عليه أمرٌ بالغ الأهمية، لهذا فقد حرّم الله تعالى تناول لحم الخنزير ولحم الميتة وكل ما لا يُذكر اسم الله عليه، وذلك حفاظًا لجسم الإنسان من الضرر، وفي هذا قوله تعالى في القرآن الكريم: { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.