ومن يطع الله والرسول

أما الأنبياء فهم صفوة خلقه سبحانه وتعالى الذين اختارهم لتبليغ رسالته لخلقه ، وأما الصديقون فهم الذين صدّقوهم وكانوا لهم حواريين وأنصارا ، وأما الشهداء فهم الذين استرخصوا أرواحهم في سبيل الله عز وجل نصرة لدينه ، أو ماتوا على أحوال تعد عنده سبحانه وتعالى شهادة ، وأما الصالحون فهم المتقون وأهل الصلاح من عباده. تفسير قول الله تعالى: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين ...). ومعلوم أن صنف النبيّين ،و صنف الصدّيقين الذين عاصروهم أ قد انتهيا ببعثة خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام ، ولم يبق إلا صنف الشهداء بأنواعهم وصنف الصالحين بأنواعهم. وأهل الطاعة إلى قيام الساعة لا يعدو أن يكونوا ضمن هذين الصنفين الأخيرين لاستحالة أن يكون من الصنفين الأولين. وطاعة الله عز وجل المقترنة بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم تجعل أهل الطاعة إلى قيام الساعة بصنفيهم الأخيرين مع الصنفين الأولين في الجنة مع مراعاة درجة كل صنف من الأصناف الأربعة ، وقد جاء في كتب التفسير أن المعية المقصودة في الآية الكريمة هي معية في الجنة وليست معية في الدرجة، لأن الله تعالى يجازي على قدر الطاعة ، وطاعة الأنبياء فوق طاعة الصديقين ، وهذه الأخيرة فوق طاعة الشهداء ، وطاعة هؤلاء فوق طاعة الصالحين.

تفسير قول الله تعالى: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين ...)

[٦] [٤] حجّية السنة النبوية اعتاد المُسلمون قديماً وحديثاً على اعتبار السُنّة أحد الأصول الإسلاميّة التي تدُلّ على الأحكام الشرعيّة ، وأمّا من أنكرها ولم يعتبرها حُجّة فقد مال عن الحقّ، كالقُرآنيّون؛ الذين يأخُذون من القُرآن فقط من غير أخذهم بِالسُنّة. فقد جاء عن الإمام الشاطبيّ في قولهِ عنهم: "إنهم قوم لا خلاق لهم"، وتصدّى لهم الأئمة الأربعة وردّوا عليهم، فهم تمسّكوا بظواهر الآيات، وبعض الأحاديث الضعيفة، وظهر على الوجه الآخر من يُسمّون بالحديثيّون؛ حيثُ يأخُذون من السُنّة دون النّظر إلى القُرآنِ الكريم وآياته، والأصل المُساواة بينهما.

إسلام ويب - أسباب النزول - سورة النساء - قوله عز وجل " ومن يطع الله والرسول "- الجزء رقم1

أهلا بك عزيزي السائل، لا بأس سأساعدك بمعرفة الإجابة إن شاء الله، حيث نُعرب الآية الكريمة: (ومَنْ يُطعِ اللهَ والرسولَ) كالآتي: الواو: واو استئنافية. من: اسم شرط مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يطع: فعل مضارع مجزوم باسم الشرط (من) وعلامة جزمه السكون، وحُرك بالكسر منعًا لالتقاء الساكنين. إسلام ويب - أسباب النزول - سورة النساء - قوله عز وجل " ومن يطع الله والرسول "- الجزء رقم1. الله: مفعول به للفعل (يطع) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. الواو: حرف عطف. الرسول: اسم معطوف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. الجملة الفعلية مِن فعل الشرط (يطع الله والرسول) في محل رفع خبر للمبتدأ اسم الشرط (مَن). الجملة الاسمية مِن (مَن يطع الله والرسول) جملة استئنافية لا محل لها من الإعراب.

وقد فصل الله تعالى في القرآن الكريم في وصف جزاء وأجر هذه الأصناف الأربعة ، وهو جزاء وأجر مختلف باختلاف درجة الطاعة. ومع تفاوت الأجور، فإن مكان الإقامة الأبدية بالنسبة للجميع واحد وهو الجنة. ولقد عقب الله تعالى بعد ذكر معية الأصناف الأربعة أن ذلك فضل منه ، والفضل عطاء ، ويكون فيه تفاضل بين الذين يعطونه على قد طاعتهم لربهم سبحانه وتعالى، كما عقب على ذلك بأنه أعلم بنصيب كل صنف ،وكفى به عليما بذلك. حديث هذه الجمعة الداعي إليه أنه جرت عادة المسلمين وهم يدعون لأمواتهم وأحيائهم على حد سواء أن يقولوا: » اللهم اجعلهم مع النبيّين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا » وقد يظن بعضهم أن هذه المعية تتعدى المعية في الجنة إلى المعية في المكانة والدرجة فيها. والحقيقة أن المكانة والدرجة فيها متوقفة على قدر الطاعة. ومهما أطاع الناس الرسول صلى الله عليه وسلم، فلن يدركوا قدر طاعته ،ومن ثم لن يدركوا درجته العليا في الجنة ، ولن يدركوا درجة صحابته رضوان الله عليهم وهم حواريوه ، ولن يدركوا درجة الشهداء منهم وقدجمعوا بين الصحبة والشهادة ، أما درجة الشهداء من غيرهم فقد يدركها الناس كما يدركون درجة الصالحين إذا ما بلغوا شأوهم في الشهادة والصلاح.