التفريغ النصي - تفسير سورة الفرقان _ (6) - للشيخ أبوبكر الجزائري

يوم القيامة تشقق السماء بالغمام وتنزل الملائكة مع الرحمن، عندها يشعر الكافرون بعسر الموقف وصعوبة الحال، ويعض الظالم على يديه حسرة وندامة؛ لأنه في حياته الدنيا أعرض عن دين الله ولم يسلك سبيل رسول الله، وإنما اتبع سبيل أخلائه من أهل الدنيا، ممن كذبوا الرسول وأوغلوا في العصيان، وتنكبوا طريق الرحمن. تفسير قوله تعالى: (ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلاً) تفسير قوله تعالى: (الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوماً على الكافرين عسيراً) تفسير قوله تعالى: (ويوم يعض الظالم على يديه... ) ثم قال تعالى: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ [الفرقان:27] في هذا اليوم يعض الظالم على يديه. كيف يعض على يديه؟ لو رأيتم الناس يعضون! لما يشتد به الكرب يعض يديه.. فطرة غريزة بشرية إذا هاله الأمر وأفزعه وضاق به يعض يديه. وَيَوْمَ يَعَضُّ [الفرقان:27] من هذا الذي يعض؟ الظالم نعوذ بالله أن نكون من الظالمين. التفريغ النصي - تفسير سورة الفرقان _ (6) - للشيخ أبوبكر الجزائري. من هو هذا الظالم؟ ما اسمه؟ عربي أم عجمي؟ من الظالم؟ أنواع الظلم تأملوا! واحفظوا أن الظلم ثلاثة أنواع: الأول: ظلم للرب تبارك وتعالى، وهو سلب -أي: أخذ- حق الله وإعطاؤه للأصنام والأحجار والبشر والملائكة والناس، وهو الشرك بالله، والله يقول: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13].

  1. { ويوم تشقق السماء بالغمام } آيات عظيمة تقشعر لها الأبدان وتخشع لها القلوب - وديع اليمني - YouTube
  2. تفسير: (ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا)
  3. قال الله تعالى: "ويومَ تَشَقَّقُ السماءُ بالغمامِ" - عالم حواء
  4. تفسير ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا | المرسال
  5. التفريغ النصي - تفسير سورة الفرقان _ (6) - للشيخ أبوبكر الجزائري

{ ويوم تشقق السماء بالغمام } آيات عظيمة تقشعر لها الأبدان وتخشع لها القلوب - وديع اليمني - Youtube

وقوله- سبحانه-: فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ، وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً، فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ. وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ... وقوله- عز وجل-: يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ، وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ، وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً. { ويوم تشقق السماء بالغمام } آيات عظيمة تقشعر لها الأبدان وتخشع لها القلوب - وديع اليمني - YouTube. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ يقول [ تعالى]: ( فإذا انشقت السماء) يوم القيامة ، كما دلت عليه هذه الآية مع ما شاكلها من الآيات الواردة في معناها ، كقوله: ( وانشقت السماء فهي يومئذ واهية) [ الحاقة: 16] ، وقوله: ( ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا) [ الفرقان: 25] ، وقوله: ( إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت) [ الانشقاق: 1 ، 2]. وقوله: ( فكانت وردة كالدهان) أي: تذوب كما يذوب الدردي والفضة في السبك ، وتتلون كما تتلون الأصباغ التي يدهن بها ، فتارة حمراء وصفراء وزرقاء وخضراء ، وذلك من شدة الأمر وهول يوم القيامة العظيم. وقد قال الإمام أحمد:حدثنا أحمد بن عبد الملك ، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الصهباء ، حدثنا نافع أبو غالب الباهلي ، حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يبعث الناس يوم القيامة والسماء تطش عليهم ".

تفسير: (ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا)

هذه أنواع الظلم الثلاثة فاللهم لا تجعلنا منهم! معنى قوله تعالى: (يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ [الفرقان:27] لا على يد واحدة ويقول: يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا [الفرقان:27] يا ليتني! يتمنى وأنى له التمني؟! يتمنى أنه اتخذ مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم طريقاً إلى الجنة! تفسير ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا | المرسال. أي: بالإيمان والعمل الصالح، وترك الشرك والذنوب والمعاصي. فهيا نتخذ مع الرسول طريقاً، والله إننا في طريقنا معه، نأكل كما يأكل، نشرب كما يشرب، نلبس كما يلبس، نصلي كما يصلي، ننام كما ينام، نستيقظ كما يستيقظ، نتعامل كما يتعامل فنحن على سبيله، اتخذناه سبيلاً. ولكن الفاسق والكافر والفاجر الذي ما سلك سلوك رسول الله ولا شرعه ولا عرف سنته، هذا الذي يعض على يديه من شدة الأمر، ويقول: يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ [الفرقان:27] صلى الله عليه وسلم سَبِيلًا [الفرقان:27] لأنجو وأسعد وأسكن الجنة دار الأبرار! تفسير قوله تعالى: (يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً) تفسير قوله تعالى: (لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني... ) وقوله تعالى: لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي [الفرقان:29].

قال الله تعالى: "ويومَ تَشَقَّقُ السماءُ بالغمامِ" - عالم حواء

(p-١١)والحَقُّ: الخالِصُ، كَقَوْلِكَ: هَذا ذَهَبٌ حَقًّا. وهو المُلْكُ الظّاهِرُ أنَّهُ لا يُماثِلُهُ مُلْكٌ؛ لِأنَّ حالَةَ المُلْكِ في الدُّنْيا مُتَفاوِتَةٌ. والمُلْكُ الكامِلُ إنَّما هو لِلَّهِ، ولَكِنَّ العُقُولَ قَدْ لا تَلْتَفِتُ إلى ما في المُلُوكِ مِن نَقْصٍ وعَجْزٍ وتَبْهَرُهم بَهْرَجَةُ تَصَرُّفاتِهِمْ وعَطاياهم فَيَنْسَوْنَ الحَقائِقَ، فَأمّا في ذَلِكَ اليَوْمِ فالحَقائِقُ مُنْكَشِفَةٌ ولَيْسَ ثَمَّةَ مِن يَدَّعِي شَيْئًا مِنَ التَّصَرُّفِ، وفي الحَدِيثِ: ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ: أنا المَلِكُ أيْنَ مُلُوكُ الأرْضِ. ووُصِفَ اليَوْمُ بِعَسِيرٍ بِاعْتِبارِ ما فِيهِ مِن أُمُورٍ عَسِيرَةٍ عَلى المُشْرِكِينَ. ويوم تشقق السماء بالغمام. وتَقْدِيمُ (عَلى الكافِرِينَ) لِلْحَصْرِ. وهو قَصْرٌ إضافِيٌّ، أيْ: دُونَ المُؤْمِنِينَ.

تفسير ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا | المرسال

وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا (25) اختلف القرّاء في قراءة قوله ( تَشَقَّقُ) فقرأته عامَّة قرّاء الحجاز (وَيَوْمَ تَشَّقَّقُ) بتشديد الشين بمعنى: تَتَشقق, فأدغموا إحدى التاءين في الشين فشدّدوها, كما قال: ( لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإِ الأَعْلَى) وقرأ ذلك عامة قرّاء أهل الكوفة: ( وَيَوْمَ تَشَقَّقُ) بتخفيف الشين والاجتزاء بإحدى التاءين من الأخرى. والقول في ذلك عندي: أنهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار بمعنى واحد, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. وتأويل الكلام: ويوم تُشقق السماء عن الغمام. وقيل: إن ذلك غمام أبيض مثل الغمام الذي ظلل على بني إسرائيل, وجعلت الباء, في قوله: ( بِالْغَمَامِ) مكان " عن " كما تقول: رميت عن القوس وبالقوس وعلى القوس, بمعنى واحد. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, قوله: ( وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ) قال: هو الذي قال: فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ الذي يأتي الله فيه يوم القيامة, ولم يكن في تلك قطّ إلا لبني إسرائيل.

التفريغ النصي - تفسير سورة الفرقان _ (6) - للشيخ أبوبكر الجزائري

تظلم ربك.. تأخذ حقه وتعطيه للمخلوقات، فبدل أن تركع وتسجد لله الخالق تركع وتسجد وتنحني لصنم أو حجر أو قبر أو إنسان! بدلاً من أن ترفع يديك إلى الله: يا رب! يا رب! تقول: يا سيدي فلان! ويا فلان! تأخذ حق الله وتعطيه لمخلوق! فالشرك ظلم عظيم وهو سلب حق الله وإعطاؤه لعباده من الملائكة أو الأنبياء أو الرسل أو الأولياء والصالحين فضلاً عن الأحجار والتماثيل والأصنام. فاحذر عبد الله الظلم الذي هو الشرك والعياذ بالله، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]. يا عباد الله! حققوا معنى لا إله إلا الله، وذلك بأن لا نعترف أبداً بوجود إله يعبد مع الله، فلا ملك مقرب ولا نبي مرسل، ولا عبد صالح فضلاً عن التماثيل والأحجار والشهوات، فلا إله إلا الله! وألفت النظر هنا إلى أن الجهلة ما زالوا إلى اليوم في بلاد المسلمين ينادون: يا رسول الله المدد! يا سيدي فلان! أنا في حماك! يا عبد القادر أنا في جوارك! ينادون غير الله فهل يسمعونهم؟ وإذا سمعوا هل يستجيبون لهم؟ لا والله. إذاً: عبث وباطل، ولكن يغضب الرحمن عز وجل! أتترك خالقك ومالك أمرك ورازقك ومميتك ومحييك وتلتفت إلى غيره فتناديه؟!

القصد أن الملائكة -على كثرتهم وقوتهم- ينزلون محيطين بالخلق مذعنين لأمر ربهم لا يتكلم منهم أحد إلا بإذن من الله، فما ظنك بالآدمي الضعيف خصوصا الذي بارز مالكه بالعظائم، وأقدم على مساخطه ثم قدم عليه بذنوب وخطايا لم يتب منها، فيحكم فيه الملك الحق بالحكم الذي لا يجور ولا يظلم مثقال ذرة ولهذا قال: { وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا} لصعوبته الشديدة وتعسر أموره عليه، بخلاف المؤمن فإنه يسير عليه خفيف الحمل.