شعر محمود درويش عن الاسرى

ونقل حوامدة عن القس متري الراهب مفاده ان درويش كان متعلقا بسفر الجامعة في التوراة وكان ملما بالعهدين القديم والجديد الى درجة ان الراهب وصفه بأنه كان «لاهوتيا».. وختم حوامدة مقاله بالقول: ان الاثر التوراتي في شعر درويش لا يحتاج الى دليل فقد قال هو نفسه ذات يوم «لقد قرأت التوراة بالعبرية، واحيت ركاكة بعض الترجمات العربية».

شعر محمود درويش بصوته

لم تأتِ قلت: ولن إذن.. سأعيدُ ترتيبَ المساءِ بما يليقُ بخيبتى وغيابها أطفأتُ نارَ شموعِها أشعلتُ نور الكهرباء شربتُ كأسَ نبيذِها وكسرتُهُ بدّلتُ موسيقى الكمنجاتِ السريعةِ بالأغانى الفارسية قلت: لن تأتى سأنضو ربطةَ العنقِ الأنيقةَ.. هكذا أرتاح أكثر أرتدى بيجامةً زرقاءَ أمشى حافيا لو شئتُ أجلس بارتخاءِ القرفصاءِ على أريكتها!! فأنساها.. مميزات شعر محمود درويش. وأنسى كلَّ أشياءِ الغيابْ أعدتُ ما أعددت من أدواتِ حفلتِنا إلى أدراجها وفتحتُ كلَّ نوافذى وستائرى لا سرَّ فى جسدى أمام الليلِ إلا ما انتظرتُ وما خسرتْ.. سخرتُ من هوسى بتنظيف الهواءِ لأجلها عطّرته برذاذِ ماءِ الوردِ والليمون!! لن تأتِ.. سأنقلُ زهرة الأوركيدِ من جهةِ اليمين إلى اليسارِ لكى أعاقبَها على نسيانِها غطّيتُ مرآة الجدارِ بمعطفٍ كى لا أرى إشعاعَ صورتِها وأندم قلت أنسى ما اقتبستُ لها من الغزل القديم لأنها لا تستحقُّ قصيدةً حتى ولو مسروقةً ونسيتُها وأكلتُ وجبتى السريعة واقفًا وقرأتُ فصلاً من كتابٍ مدرسىٍّ عن كواكبنا البعيدة وكتبتُ كى أنسى إساءَتها قصيدة هذى القصيدة

المرأة في شعر محمود درويش

وأبي قال مرة حين صلى على حجر: غض طرفا عن القمر، واحذر البحر، والسفر! يوم كان الإله يجلد عبده، قلت: يا ناس! نكفر، فروى لي أبي، وطأطأ زنده: في حوار مع العذاب، كان أيوب يشكر خالق الدود، والسحاب، خلق الجرح لي أنا لا لميت، ولا صنم» (12). وقال وهو يعلن كفره بالصلاة والقبلة في قصيدته «صلاة»: في الدنيا مصيرنا، فلماذا تتحادى على العذاب والشقاء السؤال الذي يغير علينا أقضيته بقبلة لا تراه من أنا؟ كافر بكل صيام مدمن... مدمن بكل قواه حب عمري.. يأكل مطلب عمري إنني شاعر وأنت إله(13). الهوامش: 1- ديوان محمود درويش، دار العودة، ط(2)، 1987م، بيروت، ص42. 2- ديوان محمود درويش، ص451. 3- ديوان محمود دريش، ص451. 4- ديوان محمود درويش، ص398. 5- ديوان محمود درويش، ص562. 6- ديوان محمود درويش، ص24. المرأة في شعر محمود درويش. 7- ديوان محمود درويش، ص389. 8- ديوان محمود درويش، ص554. 9- ديوان درويش، ص 265. 10- ديوان درويش، ص81. 11- انظر عقيدته، أحد عشر كوكبا، ص42- 43. 12- ديوان محمود درويش، ص144-145. 13- ديوان أوراق الزيتون، ص57.

مميزات شعر محمود درويش

فمنه الطويل ومنه القصير. ومنه الذى يستمر ثمانين حولا سأحكمكم لا مفر إذا كانت الحرب كرًا وفرًا فإن السلام مكر.. مـفـر.

بين "بطاقة هوية" و"لعبة نرد"، بين "سرحان يشرب القهوة في الكافتيريا" و"قافية من أجل المعلقات"، مرّ عصر كامل تخفف خلاله الشعر من أعباء كثيرة. قام محمود، حسب تعبيره، "بتخفيف ضغط اللحظة التاريخية على جمالية الشعر، من دون التخلي عن الشرط التاريخي". في الستينيات كان مناضلاً شيوعياً وشاعراً، وصحافياً في حيفا. قدّم قصائد أولى لا يزال يرددها كثيرون إلى اليوم. في بيروت، بعد لجوئه إليها، بدأ مرحلة جديدة. فبعد "العصافير تموت في الجليل" (1969) و"حبيبتي تنهض من نومها" (1970) كتب "تلك صورتها وهذا انتحار العاشق" (1975). ومن بيروت إلى تونس في الثمانينيات، فكان "حصار لمدائح البحر" (1984). شعر محمود درويش بصوته. سنواته الباريسية كانت سنوات التحول الحاسمة. وفي رام الله، رحلته الأخيرة. كتب بعض أجود شعره. وتُعتبر مجموعته "ورد أقل" (1986) بداية مرحلة من أهم مراحله الشعرية. أخذت قصيدته تخفّف من غنائيتها العالية ودراميتها المتوترة، تاركة مسافة نقدية بينها وبين ثقافة النضال والمقاومة، لتعّدل نهائياً صورة الشاعر كناطق رسمي باسم القضية. وتواصل التغير في منتصف تسعينيات القرن الماضي مع صدور مجموعته "لماذا تركت الحصان وحيداً" وانطلقت أعماله اللاحقة "سرير الغريبة" (1995)، و"جدارية" (2000)، و"حالة حصار" (2002)، و"لا تعتذر عما فعلت" (2004)، و"كزهر اللوز أو أبعد".