بصعوبة غرغرت حنجرتي ، كان النبع كما لو أنه يدرس الهدوء والبرودة. أضاء لامعا من العمق الشارد والمظلم، فعلا إنه يشبه عين الجمل. تذكرتُ الفتاة …! كان حبه مسروقا من غيره. كان غريمه رمز الغواية والقسوة " أباكير" يحاول إغواء فتاته! " أسرعتُ نحو الفتاة ، وتوجهتْ هي نحوي، لكنني لم أتمكن من الوصول إليها! كان سعيدا لأنها لوحت له بيدها ، وشعر فعلا أنه يعدو في موجة السهب الربيعية … ظهرت في اليوم الموالي بالقرب من حقلهم، لكن هل يسمح له أباكير بلقائها والتحدث إليها ؟ لا! لم يسمح " إيتماتوف" باختطاف حب بطله وإغوائه وابتذاله ، وانتصر الحب الصافي على الذهب ، وغادر "أباكير " رمز القسوة والغواية بدون رجعة الرواية و تلك الأراضي الشاسعة الجميلة التي سيقيم عليها " كميل" دولة متكاملة الأركان. رحل "أباكير" تاركا حبيبة أخرى كانت تنتظره وتمنحه الحب رغم قساوته ولا إنسانيته! هل القسوة تقتل الحب؟؟؟؟؟؟. لقد تحقق اللقاء بين فتاة النبع بكميل الحب! برحيل القسوة والشر استوطن الحب قرب " عين الجمل "….
أضاف بقوله "رجاء يا صديقىي لا تشترك معها في تسمية الدافع لهذا الإجراء خوفا، التعريف الوحيد له هو كلمة تعذيب". أخرى اشتكت لي من نفسها. اشتكت في غير حضور زوجها. قالت "ساعدني. جد لي حكيما يعالجني. أنا أعذب زوجي ولا عذر لي أو مبرر. أشعر كأني أنتقم. من ماذا؟ لا أعرف. هو لم يفعل ما يؤذيني. هو دائما هادئ الطبع، قل باردا إلى حد الاستفزاز. أحبه ولا أخجل من ترديدها في وجوده. أحبه ولكني أحب أن أعذبه. لا تطلب تفاصيل فهذه لن أبوح بها إلا لحكيم تأتيني به". زوجة صديق آخر علمت بأمر هذا المقال حين كنت أجمع مادته. اتصلت لتتهم صديقي الذي هو زوجها بادعاء الخوف عليها من عدوان يشنه الرجال عليها إذا هي خرجت إلى الطريق دون أن تتوقف عند نقطة تفتيش أقامها في ردهة باب البيت. القسوة في الحب منطق. يريد أن يتأكد أن لا شيء من جسمها تكشف عنه ملابسها، وأن لا لون يزوق وجهها يمكن أن يلفت نظر رجل غريب. هذا الموقف المهين الذي تتعرض له منذ أن تزوجته ثمنته غاليا في بداية حياتهما. كان دليل حب ودافعا لمزيد منه، ثم صار مصدر إزعاج وتعطيل قبل أن ينتهي اتهاما بالكره بل حتى بالخيانة. أرجوك، انقل له أن لا امرأة مستعدة أن تتحمل هذا العذاب اليومي حتى لو كان باسم الحب أو خوفا عليه.
لقد آن الأوان أن يتقازم شبح الخزي أمام صوتنا، فكم كان الصوت حبيسًا! ولطالما تغذى الخزى ونما على كتماننا، أما الآن فأصواتنا ما عادت حبيسة ما دام اعترفنا بحقيقة مرضنا.. أجل هكذا نقولها: "مرضنا هو إدمان الحب". ولكننا ما عدنا قادرين على شعور الخواء بداخلنا، أو انتهاك الآخرين لحقوقنا تحت مُسمى الحب، ولا أن ننتهك نحن قيمة وجودنا بذلك التعلق المرضي. وما أصبح في استطاعتنا أن يُستباح وجودنا أكثر من ذلك لأجل استرضاء الآخرين. لقد آن الأوان أن تخرج صرخاتنا الحبيسة من كهوف الظلام، لترتعد جنبات الخزي، ونسترد وجودنا الإنساني، بل ونعثر على معنى الحياة. القسوة في الحب الحلقة. لقد آن الأوان لموت القديم كي نستلم الجديد، فنحصل على فرصة أخرى لوجودنا وبعث حقيقي لنا. هنا فقط سنجد الشفاء. اقرأ أيضًا: التخلص من العلاقات المؤذية: طريق الخروج ورحلة التعافي
ولكن إلى جانب هذه اللحظات الحساسة ، تتضمن القسوة المفتوحة التسبب في المعاناة الجسدية والإيذاء العاطفي والبلطجة والإهانة المتعمدة وغيرها من المظاهر. ينص الإطار التشريعي على العقاب على وجه التحديد للقسوة المفتوحة ، لأنه الوحيد الذي يمكن إثباته والأخطر من جميع الأنواع. تشير السلبيات المعقولة أيضًا إلى مظاهر القسوة ، عندما يرى الشخص كل شيء من خلال مرشحات معينة ، يجد تفسيرات لذلك ، ولكن عنيدًا لا يريد أن ينظر إلى الواقع. إن تمثيل كل شيء بألوان قاتمة وتحويل التركيز إلى الجانب السيئ يمكن أن يفسد الحياة ، سواء بالنسبة للشخص نفسه ولمن حوله ، بالإضافة إلى تكوين نوع معين من الإدراك للعالم ، حيث يعتبر الجميع أعداء أو شيءًا للتفكير فيه ، مما يعني أنهم لا يستحقون الرحمة. مظهر آخر من مظاهر القسوة تافهة هو السخرية المستمرة ، المزاح ، استدعاء الأسماء المستعارة الهجومية وغيرها من المظاهر اليومية الصغيرة ولكن المدمرة. هــل الــقــســوة تــقــتــل الــحــب....!!؟؟. يقدم العديد من المتخصصين طرقًا مختلفة للتعامل مع القسوة: يمكن أن يكون السجن ، أو العلاج النفسي القسري أو الطوعي ، والاستشارات العلاجية النفسية ، وتغيير النشاط ، وتعديل عملية التنشئة ، والمحادثة المباشرة مع تحديد العلاقات غير المقبولة.